قرر الوسطاء الأفارقة في أزمة جنوب السودان تأجيل جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة والمتمردين كان مقرراً أن تبدأ في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، إلى ما بعد طاولة مستديرة لإقرار مبادئ المصالحة الوطنية في البلاد. وقال عضو في فريق وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق افريقيا (إيغاد) لـ «الحياة» إن «الوساطة سترعى طاولةً مستديرة للقضايا المصيرية لقوى جنوب السودان الخميس (اليوم) في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، تستمر 3 أيام تضم كل القوى السياسية من الحكومة والمتمردين وقيادات معارضة خرجت من المعتقل ومنظمات مجتمع مدني وقيادات دينية وقبلية». وأضاف أن الملتقى يستهدف صوغ مبادىء للمصالحة الوطنية والتعايش السلمي في جنوب السودان وبلورة مواقف تجاه تشكيل حكومة انتقالية أو حكومة وحدة وطنية تتولى مهمات محددة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد ونقلها الى مرحلة جديدة قبل اجراء الانتخابات. وزاد أن جولة المحادثات الجديدة ستُعقد عقب الطاولة المستديرة، كما يُنتظر عقد لقاء بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميادريت وزعيم المتمردين رياك مشار الاثنين المقبل، كما ينص «الاتفاق من أجل وضع حد لأزمة جنوب السودان» الذي وقعاه في 9 أيار (مايو) الماضي في أديس أبابا فى أول لقاء بينهما منذ بداية النزاع. ميدانياً، تجددت المواجهات بين طرفي النزاع، إذ اتهم وزير الدفاع كوال ميانغ قواتٍ مواليةً لمشار بخرق اتفاق وقف النار بالهجوم على منطقة واتكاي القريبة من بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية، موضحاً أن قواته طاردت المتمردين وكبدتهم خسائر في الأرواح. وأشار ميانغ إلى هجوم مماثل شنته مليشيا «الجيش الأبيض» الموالية لمشار على مدينة الناصر في ولاية أعالي النيل بمدافع الهاون ومدفعية بعيدة المدى أدى إلى مصرع 5 متمردين وإصابة العشرات. إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة في جنوب السودان إن لم يتم وقف إطلاق النار وعودة اللاجئين إلى بيوتهم لزراعة محاصيلهم قبل موسم الأمطار. وذكرت رئيسة بعثة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة سو لاوتسيه إن «هذا يعني أن الوضع بائس بالفعل رغم أنه لا ينطبق عليه التعريف الرسمي للمجاعة». وأضافت: «ينبغي أن يتمكن الناس من استعادة ماشيتهم المتناثرة وإعادة بناء أسواقهم المنهوبة في حين تحتاج منظمات المساعدات للحصول سريعاً على الأموال التي تعهّد المانحون بتقديمها الشهر الماضي»، مؤكدةً أن الأمر سيحتاج إلى «وقف دائم للأعمال القتالية». وندّدت بالأعمال العدوانية التي تتعرض لها قوافل المساعدات.