×
محافظة المنطقة الشرقية

بعد سكبه «ماء نار» على عشرات السيدات ..القبض على «مجنون النساء» بمصر

صورة الخبر

أثناء كتابتي لهذا المقال بعد ظهر يوم الثلاثاء، سيكون الملايين من السوريين في داخل سورية ومختلف بقاع الأرض يدلون بأصواتهم في أول انتخابات تشتمل على عدد من المرشحين منذ أربعين عاما. وظاهريا سيمدح العديد من السوريين ومن ضمنهم مناصرو الأسد هذه الانتخابات كانتصار للديمقراطية، وعند فوز الأسد في هذه الانتخابات، وهو فوز محتوم سيؤدي لتفويضه كقائد شعبي وللأسف الشديد هذه هي حقيقة الموقف حاليا. لقد تم إجراء الانتخابات في جو من الخوف بالتزامن مع هجمات ضارية ضد المدنيين حيث يخضع مئات الآلاف من السوريين إلى حصار مماثل لتكتيك العصور الوسطى، فضلا عن اعتقال واختفاء الآلاف من المعارضين السلميين للأسد، وهو ما يبدو انه كخدعة تدعو للسخرية من نظام وحشي وأناني. إن حقيقة هذه الانتخابات- وفقا لتصريحات وزير الخارجية البريطاني الأسبوع الماضي- " هي محاكاة ساخرة للديمقراطية صممت خصيصا لدعم دكتاتورية الأسد"، فهي لا تعدو كونها محاولة شفافة للحصول على الشرعية الزائفة من قبل نظام فقد شرعيته منذ زمن طويل. إن قواعد قانون الانتخابات الجديد في سورية تستبعد إمكانية تواجد معارضة حقيقية للأسد. ونظرا لأن التصويت يتم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام فان ملايين السوريين وتشمل اللاجئين في الدول المجاورة تم حرمانهم من حقهم في التعبير عن معارضتهم للنظام. أما الذين رغبوا في فعل ذلك واجهوا هجمات وحشية من قبل النظام فضلا عن الجهود المتعمدة من نظام الأسد لمنع وصول المساعدات الضرورية للحياة للملايين من المدنيين. وفي ضوء ما سبق فان الانتخابات السورية لا تتماشى مع المعايير الدولية ولا ليس لها قيمة حيث إنها لا تتمتع بالمصداقية . إن الاستمرار على نهج هذه الانتخابات الصورية أظهر مرة أخرى بأن الأسد ليس لديه مصلحة حقيقية في إيجاد حل سياسي حقيقي للأزمة في سورية. ورغم أنني أعرف بأن كثيرا من الناس يستبعد الحل السياسي، إلا أنني أعتقد بحق بعدم وجود حل سواه بحيث يتم من خلاله الاتفاق بين النظام والمعارضة على فترة انتقالية من المؤمل أن تحقق السلام الدائم في سورية. والحقيقة هي كما قال كل من الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية المنهية ولايته، والأمين العام للأمم المتحدة هو أن هذه الانتخابات سوف تزيد من صعوبة إيجاد حل سياسي للأزمة . إذن ماذا يحدث الآن، وما الذي تقوم به المملكة المتحدة للمساعدة ؟ عند قراءة هذا المقال، ربما يكون تم الإعلان عن فوز بشار الأسد كرئيس مجددا يتطلع إلى استخدام نجاحه الصوري لدفع أجندته الخاصة إلى الأمام. سوف تستمر المملكة المتحدة في تشجيع المجتمع الدولي على رفض مثل هذه الادعاءات الزائفة وسوف تضغط من أجل العودة إلى عملية جنيف الثانية. إن الإدانة الواضحة من جانب المجتمع الدولي لنتائج خيالية من انتخابات صورية تمثل أول خطوة قوية في هذا الاتجاه. لا تزال عملية جنيف الثانية تمثل الأمل الأفضل للتفاوض على تسوية سياسية سورية بحاجة ماسة إليها، وستظل المملكة المتحدة ملتزمة ببذل كل ما في وسعها لمساعدة الشعب السوري من اجل تحقيق ذلك. * السفير البريطاني لدى المملكة