×
محافظة الجوف

مصرع 4 أشقاء في حادث انقلاب بحصاة القريات

صورة الخبر

لا أعتقد أن مدينة قد حظيت بما حظيت به الطائف من احتفاء الأغاني بها وبأحيائها ومتنزهاتها، وعلى الرغم من أن كثيرا من تلك الأغاني أوشك أن يطويها النسيان إلا أن الذين عاشوا مرحلة الستينات يتذكرون أن الإذاعة لم تكن تفتأ تردد تلك الأغاني كما أن مناسبات الأفراح وحفلات الصيف كانت تجد في تلك الأغاني ما يبهج جمهور الحاضرين، وحسبنا هنا أن نذكر ببعض تلك الأغاني من مثل «جينا من الطايف والطايف رخا» و«حمام جانا من الطايف» وكذلك «قلبي فدا قروى واللي سكن فيها» و«يالله بليلة في غدير البنات» و«يا طريق الحوية صار فيك اشتباك». ولا يعود ذلك الاحتفاء بالطائف إلى اعتبارها عروس المصائف مما جعلها مرتبطة بالبهجة وليالي الأنس وإنما لاعتبارها المدينة التي قدمت للأغنية السعودية الفنانين الذين أسسوا للفن السعودي، وحسبنا هنا أن نشير إلى طارق عبد الحكيم ودوره الريادي في الفن السعودي، ولا يكاد يشبه الطائف في القيام بهذا الدور سوى مكة المكرمة والتي يعود تاريخ الغناء فيها إلى العصر الجاهلي وازدهر خلال الدولتين الأموية والعباسية. ولعل لاحتفاء الأغنية بالمكان جذوره الممتدة إلى عواصم الفن العربي والتي لا نزال نجد أصداءها في أغاني فيروز «على جسر اللوزية ـ ضيعة تنورين - جبل صنين» وأغاني صباح «ألو بيروت والتي تقف فيها على أحياء بيروت حيا حيا» وعبد المطلب وحبيبه الساكن في الحسين بينما هو ساكن في السيدة. ما يعنينا من ذلك كله هو أن هناك احساسا كان موجودا بقيمة المكان وشعريته، وأن بإمكانه أن يكون جوهرة الأغنية على نحو يكرس الانتماء للمكان ويعقد الصلة بينه وبين الفن ويوثق العلاقة بينه وبين المستمع في لحظات أنسه وطربه. ما حدث أن الأغنية فقدت علاقتها بالمكان، ولم يعد الفنانون قادرين على اقتناص شعريته وهو ما يشكل جزءا من أزمة الأغنية المعاصرة وعلامة على فقدانها للهوية.