×
محافظة جازان

تسليم ثمانينية تخلى ابنها عنها في صبيا إلى رعاية المسنين

صورة الخبر

بعض الكتاب غاضبون من الحديث عن أن الإقبال على صناديق الاقتراع الرئاسية في مصر لم يكن بالكثافة التي روج لها الإعلام المصري قبل موعد الانتخابات ، بينما أطلق البعض الآخر صيحات السرور بالادعاء أن أعداد الناخبين كانت صغيرة .. وفي الحالتين الادعاء بالكثافة والقول بعكسها ليس صحيحاً .. إذ أن الإنتخابات شهدت كثافة متوسطة ، وربما تكون هناك كثافة كبيرة في بعض المناطق إلا أن أجهزة الإعلام بما فيها الموالية للحملة الانتخابية لم تتمكن من إظهارها . ومن المتوقع أن تعلن الأرقام الرسمية للناخبين وأصواتهم اليوم أو غداً . وقد شهدت هيئات مراقبة أجنبية ، بما فيها الأوروبية ، بعدم وجود تجاوزات ملموسة ، وأن عملية الاقتراع لم تشوها شائبة تشكك في مصداقيتها أو نتائجها ..وبالرغم عن تعبير حمدين صباحي ، مرشح الرئاسة اليساري ، عن تذمره من سير العملية الانتخابية ، إلا أنه تقبل نتائجها بفوز السيسي ، حيث أظهرت النتائج غير النهائية حصول السيسي على أكثر من ( 93) بالمائة من الأصوات . ومن الواضح أن لا حملة صباحي ولا حملة السيسي أدارت الحملة الانتخابية بكفاءة ،فبالرغم عن تأييد أغلبية واضحة من المصريين للعملية الإنتخابية ، إلا أن هاتين الحملتين لم تتمكن أي منهما من الاستفادة من هذا التأييد الشعبي وتنظيم نقل وإيصال الناخبين إلى مراكز الاقتراع .. وهذا العجز في إدارة العملية الانتخابية خاصة من قبل حملة السيسي ، التي توفر لها الكثير مما لم يتوفر لحملة صباحي ، يعتبر نذيراً للإدارة القادمة في مصر ، من أن تجاهل التفاصيل وسوء الإدارة والتنفيذ سوف يكون له تداعياته إن انعكس أداء فريق الحملة الإنتخابية على أداء الفريق الذي يتم إعداده الآن لدخول قصر الإتحادية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي . المواطن المصري راغب في الدخول في تجربة جديدة للحكم ، ولكنه مختلف عن المواطن المصري الذي حكمته الإدارات السابقة حتى سقوط الرئيس حسني مبارك . إذ يتوقع المصريون اليوم أن تحقق لهم الإدارة الجديدة نتائج تنعكس إيجاباً وبشكل ملموس على وضعهم الاقتصادي والأمني . كما أن مصري اليوم يتميز بقلة الصبر والاستعداد للتمرد ، وهو أمر يعرفه الرئيس المصري الجديد ، وأذكر أني شاهدته في جزء من تسجيل مصور جرى تسريبه عندما كان وزيراً للدفاع في عهد مرسي ، وهو يتحدث إلى كبار الضباط في حديث غير رسمي ويــقــول لأحدهم بما معناه : ( إن الأمور تغيرت ولن تعود فهناك محاسبة شعبية على كل شيء ، وعلينا أن نتقبل ذلك ، بل يمكن أن نطلب من قبل البرلمان لتقديم شهاداتنا وتوضيح أعمالنا ومواقفنا) .. لذا فإن المهمة الموكلة اليوم للرئيس السيسي أكثر خطورة وحساسية من دور أي رئيس جمهورية سابق . المصريون لا يرغبون في عودة الإخوان المسلمين إلى السلطة ، بل يريدون حلولاً اقتصادية يقدمها لهم النظام الجديد برئاسة عبد الفتاح السيسي . وقد أظهرت نتائج إستطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث الأميركي أن المؤيدين لعزل مرسي هم ( 54) بالمائة ، وأن المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين تقلصوا إلى (38) بالمائة بعد أن كانوا العام الماضي (63) بالمائة بينما تؤيد أغلبية تبلغ ( 56) بالمائة القوات المسلحة . كما ذكر الإستطلاع أن نتائجه تشير إلى أن (54) بالمائة من المصريين ترى الأولوية للاستقرار مقابل (42) بالمائة تعتبر الأولــوية للديموقراطية . ومثل هذه الأرقام ، والتي قد لا تكون جميعها دقيقة ، تؤشر إلى أن مصر اليوم لم تحسم أمرها بعد بشكل قاطع ، بل لازال هناك من يرى أن الديموقراطية لها مكان حتى وإن تسببت بعدم الاستقرار ، وهذا موقف قد يستغله البعض لنشر الفوضى بحجة الدعوة للديموقراطية ، ما لم يتمكن النظام الجديد من بث روح الطمانينة والثقة به عبر مشاريع يستفيد منها المواطن المصري بشكل عاجل وتؤدي إلى تحسين مستوى حياته . ومن الصعب توقع الكثير خلال الفترة القصيرة القادمة ، نظراً لأن البرلمان لم يتم تكوينه بعد ، وهناك تسريبات تشير إلى بقاء رئيس الوزراء الحالي إبراهيم محلب حتى بعد انتهاء الاقتراع الانتخابي المقبل ، ولكن ذلك لن يؤدي إلى توقف الناس عن المطالبة لا ببرنامج عمل وإنما بقرارات ومشاريع عاجلة مستهدفة تحسين أوضاعهم الإقتصادية ، التي تشهد تردياً متواصلاً في ظل غياب دولة متكاملة منذ سقوط نظام حسني مبارك . adnanksalah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (5) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain