بالصدفة من خلال متابعتي بعض القنوات الفضائية الجيدة المميزة توقفت عند القناة السعودية الثانية باللغة الإنجليزية عند مقابلة مع المستشارة سهاد المعيقل في وزارة الصحة حول البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة للحد من الاعاقة في المملكة وذلك يوم الخميس 17 جمادى الاخرة 1435 كانت المقابلة تدور في محور رئيس هو البرنامج الوطني والامراض الاستقلابية والهرمونية لدى الاطفال المشمولة بالبرنامج. جهود وزارة الصحة كبيرة وبرنامجها الوطني جدير بنشره وابرازه والتحدث عنه وتوعية المجتمع بكافة مناطق المملكة. وعلى سبيل المثال الندوة العلمية للتغذية التي نظمتها المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة تبوك كانت وزارة الصحة ممثلة في كلمة من سهاد المعيقل، مستشارة أمراض التمثيل الغذائي بوزارة الصحة تحدثت عن مشاكل التمثيل الغذائي لدى الأطفال حديثي الولادة، موضحة أن هذه المشاكل بالإمكان أن تؤدي إلى وفاة الطفل أو إلى إعاقات عقلية أو جسدية إذا لم يتم تداركها بعمل فحص واختبار الأطفال حديثي الولادة، مُبيناً في الوقت ذاته وجود مركبات مغذية خاصة لهم إذا تبين أن لديهم أحد هذه الأمراض. أمراض التمثيل الغذائي تعتبر جزءا من الأمراض الوراثية، والأمراض الوراثية سببها خلل في الجينات التي تنتقل من الأب أو الأم للطفل وهذا جزء من حياتنا وعادتنا وسببه ربما الرئيس هو زواج الاقارب وحسب الإحصائيات والأوراق البحثية الحديثة يتراوح زواج الأقارب في الوطن العربي ككل بين 25% إلى 70%. إن معدل الإصابة بهذه الأمراض هو مولود واحد مصاب لكل ألف مولود في المملكة (1000:1)، مقارنة بالدول الأخرى وهي (4000:1) في أمريكا وأستراليا وألمانيا، و(7000:1) في اليابان. برنامج الكشف المبكر على حديثي الولادة برنامج شامل ووطني ويتمثل في فحص الدم للتأكد من خلو الطفل من تضمن الكشف المبكر أخذ عينة دم من كعب الطفل خلال 72 ساعة من الولادة، وتسليمها إلى المختبر المخصص لتحليلها والكشف عن حوالي 17 نوعاً من أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء الخطرة والقاتلة أحياناً التي تعتبر من أكثر الأمراض الوراثية المسببة للإعاقة الجسدية بهذه الطريقة يتعرف الاطباء عن الامراض او بعضها او خلو الطفل من أي منها. هذا البرنامج يشمل الكشف على ما يقرب من 300,000 مولود خلال الفترة القادمة، ومن المخطط أن يتزامن ذلك مع حملة إعلامية موسعة لرفع الوعي العام بأهمية البرنامج تمهيداً لتطبيقه على أكثر من 500,000 مولود في كافة مستشفيات المملكة العامة والأهلية في المستقبل. إن هذا البرنامج يمثل نقلة حضارية للرعاية الصحية. وسيُضاف لإنجازات الوزارة العديدة في المجال العلمي والطبي للحد من شبح الاعاقات الجسدية والعقلية لدى الأطفال حيث إنّ متوسط المواليد 500 ألف طفل بالسنة، البرنامج يغطي جميع مستشفيات المملكة بواقع 240 مستشفى هذا إلى جانب انه سيؤدي إلى توفير الكثير من الأموال التي تصرف سنويا على علاج ورعاية هؤلاء الأطفال. وزارة الصحة تخطط وتنفذ البرامج التي من شأنها توفير العلاج وصرف الدواء وتبذل الجهود بالحملات التوعية والإرشادية لكافة المواطنين. حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اطال الله بعمره رصدت الاموال الكافية لوزارة الصحة للعام الحالي والتي تبلغ (54.350.355.000) ريال بنسبة زيادة (15.45%) مقارنة بميزانية العام المالي الماضي. وعلى الوزارة تنفيذ مشاريعها. سعدت كثيراً بمتابعة هذا اللقاء التلفزيوني الذي فتح نافذه جديدة في تثقيف المجتمع وسعادتي أكثر حين أسمع النصف الثاني من المجتمع المرأة تأخذ مكانها في دفع حركة التطور والتنمية التي تعيشها مناطق المملكة.