ظلت فلسطين القضية العربية المحورية لأكثر من ستين عاما رغم مرور المنطقة بالكثير من العثرات والاخفاقات والملهيات، فلم تغادر قضية الشعب الفلسطيني وجدان الأجيال المتعاقبة، ولهذا كانت تتألم لما يقع على هذا الشعب الصامد من مظالم دون أن تدفعه إلى التفريط في قضيته. ويزداد الألم حين تبرز الانشقاقات والاختلافات الداخلية لأنها تشكل التهديد الحقيقي للصمود الذي قاوم كل المحاولات لإنهائه ودفع الفلسطينيين إلى دخول نفق اليأس والإحباط. وفي السنوات الماضية، تعرض الصف الفلسطيني للتحدي الحقيقي في ظل الاختلافات والانقسامات التي تجاوزت حدود تباين وجهات النظر بين منظمة التحرير وحماس إلى انقسام كاد يهدد الوجود. وكان من نتائج هذا الانقسام ضعف مواجهة المخطط الإسرائيلي وتراخي المواقف الدولية الداعمة للحق بحجة غياب وحدة الموقف واجتماع الكلمة. واليوم تلوح مرحلة جديدة في حياة المسيرة الفلسطينية، باتفاق المنظمة وحماس على إنهاء الخلاف والالتزام بالمواقف الجوهرية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتجاوز برامجها إدارة الخلاف إلى جمع الكلمة وخدمة المصالح الوطنية والدخول في مواجهة التحديات بصوت موحد ورؤية تتفق على القضايا الجوهرية، وتعمل على خدمتها بغض النظر عن الاختلافات في الرؤى حول بعض القضايا. وكل أشقاء وأصدقاء الشعب الفلسطيني يتمنون أن تكون التجربة الماضية قد أعطت من الدروس ما يجنب المسيرة أخطاء الاختلاف والدخول في مرحلة الوفاق التي تمكن الجميع من الاستمرار في الدفاع عن الحق.