تناول الكاتب السعودي، خلف الحربي، في مقاله المنشور بصحيفة «عكاظ»، مشكلة الوحدات السكنية الخاصة بوزارة الإسكان, و«الوعد» الشهير من الوزارة بالبدء بتوزيع البيوت على المواطنين, تليه مفاجأة بتوزيع «فوائض» الوحدات السكنية التي شيدتها مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي, في الوقت الذي تعاني فيه وحداتها عدم وجود أي بنية تحتية خاصة الماء والكهرباء, ليكون القاطن الوحيد الأمثل لتلك الوحدات هم «العفاريت» ومخالفو الإقامة من المتسللين. لمطالعة المقال سكنهم مساكنهم ! يحدث أحيانا أن تقطع وعدا وأنت تعلم أنك لا تستطيع الوفاء به، أنا مثلا كلما قررت السفر وعدت أولادي بهدايا لا تحملها ثلاث شاحنات ولكنني مع تزاحم المواعيد وتداخل الحكايات لا أجد وقتا للحاق برحلة العودة فتبدأ مهمة سرد الظروف المفاجئة التي منعتني من تحقيق وعدي الذي كنت على وشك تنفيذه فتكتب ملامح الوجوه الصغيرة سؤالا بديهيا لا يمكن الهروب منه: لماذا وعدتنا بما لا تستطيع تحقيقه؟!، ولكنني في كل الأحوال أعترف بأنني أخلفت وعدي ولا أكابر وأقول لهم إنني نسيت الهدايا في الفندق وسوف تصل بالشحن الجوي بعد ثلاثة أيام، وهذا بالضبط ما فعلته وزارة الإسكان التي تورطت بوعدها الشهير بالبدء في توزيع البيوت على المواطنين بعد عدة أشهر حيث مازالت الوزارة تقدم المزيد من الوعود الطريفة والتي لا تمر على طفل في العاشرة من عمره كي لا يقول أحد إن الوزارة لم تستطع الوفاء بوعدها!. بالأمس نشرت الحياة خبرا يقول إن وزارة الإسكان سوف توزع 4 آلاف وحدة سكنية في جازان غالبيتها تم تشييدها من قبل جمعية خيرية! وهكذا بدلا من أن تراجع وزارة الإسكان مشاريعها المتعثرة منذ ثلاث سنوات اتجهت لتوزيع (فوائض) الوحدات السكنية التي شيدتها مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي فقط كي تثبت لنا أنها وفت بوعدها في الوقت المناسب!، أما منتجات الوزارة التي قامت بتشييدها فهي لا تتجاوز 1500 وحدة سكنية بحسب الصحيفة، وليتكم تعلمون عن واقع حال هذه (المنتجات السكنية) التي شيدتها الوزارة فهي بلا أي بنية تحتية!، وأغلبكم طبعا سيظن أن المقصود بالبنية التحتية الطرق والإنارة والأرصفة وخطوط الهاتف ولكن يؤسفني أن أقول لكم إن المقصود بالبنية التحتية هنا هو أبعد من ذلك بكثير فهي باختصار بيوت بلا ماء أو كهرباء. من هذا الذي يمكن أن يسكن بيتا بلا كهرباء؟، ستمر سنوات كثيرة على بيوت وزارة الإسكان وهي خاوية لا يسكنها إلا العفاريت ومخالفو الإقامة من المتسللين الذين هم وحدهم الأمل الوحيد في إيصال التيار الكهربائي إلى البيوت بطريقتهم الخاصة، وهكذا سوف تنشر عشرات التحقيقات الصحفية التي تعكس تذمر الأهالي من المشاكل الأمنية والاجتماعية المترتبة على وجود هذه البيوت الخالية ويتراكم الملف حتى يصدر أمر بعد عدة سنوات بإزالتها، وبالطبع فإن مشروع الهدم أسرع دائما من مشروع البناء، فتهدم البيوت ويمنح مستحقوها أرقام معاملات لتعويضهم عن بيوتهم المهدومة، وهكذا كما قال الشاعر الشعبي: (يا ليتنا من حجنا سالمينا)، أو كما يقول المثل المصري: (يا نحلة لا تقرصيني ومش عاوز عسل منك)!. لذلك فإنني أنصح جميع المواطنين في جازان الذين سوف تصلهم رسائل على جوالاتهم من وزارة الإسكان لاستلام وحداتهم السكنية أن يتأكدوا ما إذا كانت بيوتهم (خيرية) أم من بيوت وزارة الإسكان المظلمة كي يحسبوا حساب العفاريت أثناء تأثيث بيت العمر!. رابط الخبر بصحيفة الوئام: خلف الحربي يكتب: وحدات وزارة الإسكان لـ«العفاريت»