حقق د. نبيل بن حسين عايض الحارثي مؤخرًا جائزة التميز في علم التشخيص المجهري للمواد الهندسية (المعادن) بتطوير سبيكة جديدة لمعدن المغنيسيوم المخلوط بالألومنيوم وتشخيص مناطق الالتحام لتصنيع بعض القطع المستخدمة في هيكل السيارة يقول الدكتور نبيل عن تجربته: في البداية حصلت على بعثة خارجية لدراسة الماجستير والدكتوراة في تخصص هندسة التصنيع من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك سعود لجامعة ليهاي بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة. بداياتي كانت مرحلة الماجستير.. وكانت أطروحتي البحثية تتعلق بمجال تشخيص المعادن المجهري وتحديدًا في دراسة التطور البلوري لمعدن الألومنيوم خلال عمليات تشكيل المعادن المختلفة.. وحيث إن تشكيل معدن الألومنيوم مستخدم في عدة صناعات كصناعة السيارات والطائرات لذلك كانت دراسته من الموضوعات البحثية النشطة. تعلمت خلال مرحلة الماجستير تقنيات مختلفة لتشخيص المواد الهندسية.. وكانت بداياتي صعبة لأن تخصصي الدقيق خلال مرحلة البكالوريوس بجامعة الملك عبدالعزيز كان في هندسة الإنتاج وتصميم النظم ولم أدرس الكثير من المواد في علم تشخيص المواد الهندسية.. وبدأت في تشخيص معدن الألومنيوم إلى أن أتقنت بعض المهارات ولله الحمد ... ولقد تم نشر ورقتين بحثيتين من عملي البحثي خلال مرحلة الماجستير. في بداية مرحلة الدكتوراة وبعد النتائج الإيجابية التي حققتها في بحث الماجستير كان لدى مشرفي الدراسي مشروع بحثي مع تحالف شركات السيارات الأمريكية (فورد- جي إم- كرايسلر) وكان هذا التحالف البحثي يهدف من جهة الى تطوير صناعة السيارات من حيث زيادة كفاءة استخدام الطاقة وبالتالي استخدام أقل للوقود، وهذا يؤدي بدوره إلى الحفاظ على البيئة من التلوث من جهة أخرى. كان ضمن مقترحات البرنامج البحثي استخدام معدن المغنيسيوم بديلًا عن الألومنيوم والحديد الصلب وذلك لخفة وزنه ومقاومته للتآكل وبالتالي استخدام أقل للطاقة .. وكان أحد محاور البحث تطوير سبيكة جديدة لمعدن المغنيسيوم المخلوط بالألومنيوم لزيادة مرونتها أثناء عمليات تشكيل المعادن. وأضاف: اقترحت على مشرفي الدراسي تشخيص مناطق الالتحام خلال عمليات البثق الصناعية المستخدمة لتصنيع بعض القطع المستخدمة في هيكل السيارة حيث تكمن أهمية هذا البحث في تشخيص هذه المناطق التي قد تعتبر عيوبًا تصنيعية وقد تؤثر على جودة المنتج في مراحل التصنيع .. وبالتالي تضعف خصائص المنتج الميكانيكية. أعجب بالفكرة حيث إنه لم يتطرق لها أحد في جميع البحوث السابقة، بالإضافة إلى حداثة هذا النوع من السبائك. وتكمن صعوبة التشخيص في تحضير العينات المستخدمة في الميكرسكوب لتشخيص المغنيسيوم حيث إنه يختلف عن الألومنيوم ويتشوه بسرعة خلال عملية التحضير وهذا يتطلب جهدًا ودقة في التحضير. وبعد مضي عدة أشهر في المعمل استطعت بفضل الله وتوفيقه تحضير العينات وتشخيص مناطق الالتحام بكل دقة وجودة عالية. خلال تلك الفترة كانت هناك مسابقة تقيمها جمعية التشخيص المجهري العالمية التابعة لمنظمة المواد الهندسية العالمية ASM International وهي من أكبر المنظمات في مجال هندسة المواد وعمرها يزيد عن مائة عام. وتضم هذه المسابقة11 فئة، وهي مفتوحة للمشاركة بتقديم ابحاث من مختلف جامعات ودول العالم .. وبفضل الله وبعد التحكيم من قِبل محكمي الجائزة فقد حصلت على المركز الأول في فئة المعادن الخفيفة وعلى أفضل بحث علمي على مستوى الفئات.