×
محافظة الرياض

الحزيم يقطع 260 كلم للتوعية بأضرار المخدرات

صورة الخبر

غصت ساحة المعركة مع شروق الشمس في أرض الفراعنة بالجنود الذين تجمعوا من كل حدب وصوب طمعاً بالموت أو النصر. كان يقف أمامهم حشد مماثل من الجنود بنفس العدد ونفس الغاية. تسمر الجميع في صفوف منتظمة متراصة انتظاراً لشارة البداية. حشد كل فريق قواته واستعد لنزال سيطول أمده. وقف الجنود في بداية الصف ومن خلفهم الفرسان والملك وحاشيته. لم يظهر على وجوه الجنود أي ملامح أدمية وكأن أجسادهم قد انسلخت منها الحياة وتحولت إلى أحجار صماء. وقفوا كتماثيل الشمع يحدقون في خصومهم وكأنهم لا يرون طريقاً للنجاة إلا من خلال اختراق صفوف بعضهم الآخر. لم يعرفوا طعماً للحياة ولم يكونوا مستعدين لتذوق حلاوتها بل كان كل همهم هو الموت عند أقدام ملكهم وفي سبيله. كانت حماية الملك والموت من أجله أمراً مقدماً على النصر الذي لن يعيشه أغلبهم. لم يكن الجنود إلا حطباً في نار خلافات ملوكهم وبحثهم عن السيطرة والنصر. اشتعلت نار المعركة في رابعة النهار عندما تحرك أحد الجنود الذي يمم صوب خصمه ليقابل بتحرك مماثل من الطرف الآخر. راح الجنود يسقط بعضهم بعضاً بلا رحمة أو أدنى شفقة ويرسلون جثث خصومهم خارج أرض المعركة. لم يبال بقية الجنود بتساقط زملائهم كأوراق الخريف واستمرت تحركاتهم المدروسة تارة، والعشوائية تارة أخرى. أكمل الفريقان لعبة الموت بين كر وفر حذرين من الطرفين. كانت حاشية الملك في كل فريق تتحرك لحماية الملك في كل مرة يقترب الخصم فيها. اشتدت وطأة القتال عندما اخترق أحد الفرسان صفوف عدوه وأخذ يسفك دماء الجنود المساكين واحداً تلو الآخر. صال وجال بينهم حتى بدا ألا أحد قادر على إيقافه. تصدى له فيل ضخم أطاح به بضربة واحدة خارج الميدان. أكمل الفيل طريقه بجرأة باتجاه عدوه واقترب من الوزير. تسمّر الأخير للحظة في مكانه ثم انضم للمعركة بحثاً عن انتقام سريع لمقتل فارسه. انطلق صوب الفيل الذي ولى أدباره لكن الوزير نجح باللحاق به. تقدم أحد الجنود ورمى بنفسه باتجاه الوزير لحماية الفيل لكن الوزير اقتلعه من مكانه وأكمل طريقه. قام الوزير بمحاصرة الفيل في ركن ضيق وأسقطه بضربة قاتلة نحته بقوة عن مربع القتال. تناقص عدد الجنود ولكن البقية استبسلوا وقاوموا بصلابة هجمات الخصم. كان كلا الطرفين يحاول اختراق صفوف الآخر بحثاً عن محاصرة الملك والفوز برأسه. لكن كل فريق نجح في حماية ملكه رغم موت أغلب جيشه. استمر تطاير شرر المعركة طويلاً وسقط كثير من الضحايا حتى لم يتبق إلا الملكان في رقعة الموت. انتهت اللعبة بمصافحة لاعبي الشطرنج مع إعلان التعادل بين الطرفين لحين تحديد موعد جديد للعبة. لعبة يُدير لاعبو الخارج فيها لاعبي الداخل.. الذين يديرون بيادقهم في أرض المعركة.. نحو الموت.. وبكل جنون.