لا يزال مشروع طريق الهجرة بالمدينة المنورة أحد أهم المشاريع التي تشرف عليها وزارة النقل، يعاني من بطء التنفيذ وقد دخل عامه الخامس ولم يبق على تسليمه سوى أربعة أشهر. يقول المواطن خالد السحيمي: أصبح طريق الهجرة مظلما، بسبب عدم وجود إنارة كافية لكامل الشارع الموازي للمشروع، ما يعرض مرتاديه لخطر كبير؛ فضلا عن ضيقه، علما بأنه يمثل مدخلا رئيسيا للمدينة والحجاج والزائرين والقادمين من مكة وجدة وينبع، باعتباره شريانا يكتظ بالسيارات والشاحنات والحافلات كل يوم، بينما يضيق بمسارين فقط دون وجود مساحة للوقوف الطارئ، ما يعرض المسافرين للخطر ووقوع الحوادث المرورية خاصة أن الزحام يزيد في فترة الذروة وموسم الحج. ويقول زيد الشريف: إن المشروع رغم طوله لا يوجد به دوران للرجوع ما يجبر الأهالي إلى الوصول إلى ما بعد مسجد الميقات وهي مسافة بعيدة للرجوع إلى الجانب الآخر من الطريق، فضلا عن أنه لا يوجد به سوى مدخل واحد للرجوع، والمدخل الثاني تم إغلاقه ما تسبب في إزعاج كبير خاصة لساكني مخطط الأمير نايف، حيث لا يوجد مدخل قريب من منازلهم. وقال محمد العوفي الذي يقطن في مخطط الأمير نايف بجوار المشروع: لقد تسبب هذا المشروع في الكثير من الإزعاج للأهالي قاطني الأحياء المجاورة ومستخدمي الطريق، مؤكدا أن المشروع رغم تحقيقه نسبة إنجاز تجاوزت الـ 50 في المئة إلا أنه دخل في مرحلة حرجة حيث لم يبق سوى 4 أشهر على انتهاء الوقت المخصص له متوقعا دخوله في المجهول خاصة مع إعلان إدارة النقل نزع ملكيات العقارات والأراضي الفضاء التي تعارض المشروع والتي هي بحاجة إلى فترة طويلة لحين انتهاء الإجراءات وتفريغ الأراضي لصالح المشروع واستلام التعويضات، مطالبا بتسريع وتيرة العمل فيه لما قد يسببه من تعطيل لمصالح المواطنين. جولة «عكاظ» رصدت وجود القليل من العمالة والذين لا يعملون إلا ساعات قليلة، بينما المفترض أن يعملوا على مدار الساعة لإنهاء المشروع في وقته المحدد، حيث استلم المقاول المشروع في 10/ 8/1430، وكان من المقرر الانتهاء منه في ثلاث سنوات، إلا أن تعديلا يتمثل في المخطط التصميمي لتقاطع مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع طريق الهجرة، ليصبح معبرا سفليا بدلا من تقاطع علوي، أدى لتوقف المشروع لمدة سنتين، ولذلك تم تمديد العقد بزيادة سنتين حيث حدد تاريخ 7/12/1435 لتسليم المشروع، إلا أن وتيرة العمل في المشروع ما تزال تسير في بطء ولم تتجاوز الـ 45 % فقط رغم أن تكلفة المشروع وصلت إلى 100 مليون ريال، ما يعني دخول المشروع في مرحلة تعثر جديدة سيما أن المشروع يصاحبه خدمات أخرى من صرف صحي وكهرباء وأعمال تشجير وغيرها. وإلى ذلك، صرح المهندس زهير كاتب مدير إدارة النقل والطرق بالمدينة المنورة، أن هذا المشروع كان من المقرر أن يكون معبرا علويا «جسر»، حيث قام المقاول بوضع الأعمدة، وعقدت عقب ذلك جلسات في مجلس المنطقة قبل عدة سنوات أقر خلالها أن يكون معبرا سفليا «نفق» بأغلبية التصويت مراعاة لمدينة الحجاج، الأمر الذي حتم على إدارة الطرق وضع بنود جديدة في عقد المقاول نظرا للتغييرات الجذرية التي طالت المشروع.