عرفنا الاتحاد منذ ولادته في ثوب العمالقة الذين يمارسون أدوارهم بقوة الارادة وقوة التصميم، ينازلون على ميادين كرة القدم خصومهم ولا يهابون الصعاب بل على النقيض من ذلك تجدهم أكثر همة وأكثر ثباتاً وأكثر رغبة في تحقيق الناتج الصحيح الذي يجبرون به انكساراتهم إن وجدت. ـ هذا الإتي العتيق قد يصيبه الوهن حاله في ذلك حال أي فريق آخر تحاصره الظروف وتحيطه لكنه في المجمل العام يبقى حياً لا يموت ولا يتوارى عن وهج الانتصارات ومعانقة منصات التتويج فيها. ـ بالأمس الأول استهل الاتحاد مشوار الدوري في الوقت الذي برزت في أروقته كل أشكال الاختلافات والصعاب بل إن أغلبية التوقعات ذهبت حيث الشباب لتمنحه الرقم الأكبر للفوز وحصد النقاط وهي الوضعية التي بعثرها المونديالي برغبة لاعبيه الشبان الذين أبدعوا بحماسهم فعادوا إلى مدينتهم الجميلة جدة بنقاط ثلاث وبرباعية أدهشت كل من تابع النزال وأثبتت أن الاتحاد كبير بكل ما يحمله. ـ مسألة أن يكسب الاتحاد الشباب بهدف أو هدفين أو أربعة مسألة طبيعية بل طبيعية جدا ففي وثائق التاريخ ما يؤكد عراقة الإتي وكبرياء كرته ونجومه وهذا بالتالي ما تحقق واقعا ملموسا أمام الشباب الذي برغم أنه سجل أولا ونازل على أرضه وبين جمهوره إلا أنه لم ينجح في المحافظة على تقدمه ليخسر المستوى والنتيجة وكل ذلك في دقائق معدودة من الشوط الثاني. ـ غاب المولد ولم تنته مشكلة اللاعبين الأجانب لكن الكبير كبير وهذا ما أكده عميد الأندية الذي أعطى جماهره بعضاً من الطمأنينة على مسيرته في الموسم الجديد لعل وعسى أن يكون الفوز وبرباعية حافزا ليس للاعبين الشباب الذين في توليفته بل حافزا لأعضاء شرفه ليعودوا بدعم يكفي لبناء الاستقرار الأمثل الذي يحتاج إليه الاتحاد اليوم. ـ فهل بعد هذه البداية القوية نرى ونسمع ونشاهد من يحل أزمته المالية ويقف موقف المحب مع لاعبيه وإدارته؟ ـ سؤال مهم نتمنى أن يجيب عليه صناع القرار ورجالات الدعم في الكيان الاتحادي إما بالايجاب وإما بالسالب مع أن السالب لم يعد بالمطلوب حضوره فكما قيل (وصل السيل الزبى). ـ عموما فوز الاتحاد بداية تحفيز وتشجيع لمسيرته وخسارة الشباب هي الأخرى لا تعني افتقاده المنافسة أو ابتعاده عنها بقدرما هي من وجة نظري كبوة ستعيده أكثر صلابة وأكثر قوة وإن كنت على قناعة تامة بأن الليث سيكون رقما صعبا ومنافسا قويا وصاحب كلمة مؤثرة في كل البطولات. ـ مختار فلاتة .. مهاجم فذ وهداف بارع لكنه في الواقع (مظلوم). ـ مختار فلاتة من وجهة نظري هو المهاجم السعودي الأول في هذه المرحلة وقد يكون له شأن كبير إذا ما استمر على منوال هذا العطاء الذي يقدمه مع الاتحاد. ـ ختاماً حصيلة الفوز في لعبة كرة القدم، حصيلة للثقة والحماس والإصرار على التحدي ومن يمتلك كل هذه العناصر سيبقى صديقا حميما للانتصارات والعكس منها هو الصحيح.. وسلامتكم.