×
محافظة مكة المكرمة

بالصورة: عائلة سعودية تحتفل بخادمة أثيوبية أكملت حفظ "جزء عمّ"

صورة الخبر

بعد ثلاث سنوات لم تمكني الظروف خلالها من السفر لمدن الولايات المتحدة، جاءت رحلتي الأخيرة إلى أمريكا والتي عدت منها الأسبوع الماضي وقفت هناك على الكثير من المنجزات الوطنية التي قام بإنشائها أو تمويلها بعض الأثرياء وعامة البنوك الأمريكية التي تقدم لمواطنيها القروض بطريقة ميسرة متى ما توفرت الضمانات المطلوبة. ولكن الأهم من ذلك هو إسهام البنوك في أمريكا في الأعمال الوطنية، وإنشاء مراكز التدريب، والرياضة، والترفيه، إلى جانب ما تقوم بإنشائه من مبان مكتملة المرافق الخدمية والرياضية، وأحواض السباحة أيضا، هذا في الوقت الذي يعلم الجميع أنه ما من مواطن أمريكي أو غير أمريكي يودع ما يملك بالبنوك إلا وله من أرباح البنوك نصيب من خلال نتائج الميزانيات وما تحققه الأسهم من أرباح. والغريب.. بل والمؤسف أن بنوكنا السعودية، أو المشتركة والتي لديها من الإيداعات الكثير من الملايين التي يأبى أصحابها تقاضي الفوائد خشية الوقوع في مضار الربا الذي حرمه الله، وشدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم التعامل الربوي. الغريب أن بنوكنا والتي تقول الدراسات: إن حوالي 63 % من الإيداعات التي هي للمواطنين الذين لا يقبلون الفوائد باعتبارها من الربا، ومع ذلك لا تخرج البنوك منها أي نسبة للإسهام في المشاريع الوطنية. صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء – كما نشرت عكاظ يوم الأربعاء 9 / 6/ 1435هـ - انتقد عند قيام سموه بتدشين عدد من الإصدارات العلمية لمؤسسة الملك خالد الخيرية.. لعدم قيام البنوك بدورها المأمول تجاه المواطن قائلا: البنوك السعودية مقلة في أشياء كثيرة، وعطاؤها قليل مقابل ما تستفيده من المواطن ومن الدولة على حد سواء. وتساءل سموه: أعطني أي بنك تبرع بأي شيء أو دعم بأي شيء واسمحوا لي أن أسمي البنوك المنشار. أي والله يا سمو الأمير إنها منشار ذو حدين (طالع آكل، نازل آكل).. ورغم كثرة ما كتبت الأقلام عن ذلك التقاعس البنكي إلا أنها لا تزال قابضة يدها مغمضة عينيها واضع كمثل من الرصاص في أذان أصحابها أو القائمين عليها. إننا لا نطالب حسنة من البنوك ولكن الذي لا شك فيه أن من حق الوطن أن يستفيد من الأرباح التي تحققها البنوك وتفخر بالإعلان عنها كل عام دون أن تذكر اسم المشروع أو حتى عمل خيري قامت به. السطر الأخير: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله}.