اسقط المتمردون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا الخميس مروحية للجيش الاوكراني فقتل جنرال و11 جنديا في حصيلة قاسية تتكبدها القوات النظامية التي تحاول منذ شهرين وضع حد لحركة التمرد الانفصالية. واعلن الرئيس الاوكراني المؤقت اولكسندر تورتشينوف امام البرلمان ان المروحية وهي من طراز ام إي - 8 كانت تنقل جنرالا وجنودا من قوات وزارة الداخلية واسقطتها قذيفة من قاذفة صواريخ ارض-جو محمولة روسية بالقرب من سلافيانسك التي يسيطر عليها الموالون لروسيا. وأكد الحرس الوطني ان القتلى 12 اضافة الى جريح في حالة خطيرة. وأعلن تورتشينوف ان القوات الاوكرانية ردت وتمكنت من "القضاء" على المجموعة التي فتحت النار على المروحية. وتبادلت اوكرانيا وروسيا الاتهامات اثر هذه الحادثة، في حين بات البلدان على شفير حرب الغاز التي تقلق الاوروبيين. ومن المتوقع عقد مفاوضات عاجلة الجمعة في برلين بهدف تفادي قطع الامدادات الروسية عن اوكرانيا اعتبارا من الثلاثاء. وقال تورتشينوف الذي سيحل محله مطلع حزيران/يونيو الفائز بالانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد بيترو بوروتشنكو، "انا على يقين ان قواتنا المسلحة (...) ستنجح في التخلص من الارهابيين والمجرمون الذين تمولهم روسيا سيقضى عليهم او يصبحون في قفص الاتهام". ودعت الخارجية الروسية من جانبها الغرب الى الضغط على سلطات كييف لوقف تصعيد العنف ومنع انزلاق اوكرانيا نحو "كارثة وطنية". وتعتبر حصيلة الخميس الأعلى التي يتكبدها الجيش الاوكراني منذ بداية عملياته ضد المتمردين في شرق البلاد، وفي 22 ايار/مايو قتل 17 عسكريا: 16 في مدينة فولنوفاخا بمنطقة دونيتسك وواحد في هجوم شنه المتمردون على منطقة لوغانسك المجاورة. وبعد معركة الاثنين التي سقط فيها حوالى اربعين قتيلا (معظمهم انفصاليون) في مطار دونيتسك الدولي، ما زال التوتر سائدا. وفقدت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الثلاثاء الاتصال بفريق من اربعة مراقبين هم دنماركي واستوني وتركي وسويسري. واقر الانفصاليون الخميس لاول مرة بانهم يحتجزونهم وتحدثوا عن احتمال الافراج عنهم. وصرح فيتاشيسلاف بونوماريف "عمدة" سلافيانسك معقل الانفصاليين في شرق اوكرانيا لوكالة انترفاكس "نعرف اين هم، انهم سالمون معافون"، مؤكدا "اوقفناهم وسنحقق في هويتهم والى اين كانوا ذاهبين ولماذا؟ وسنفرج عنهم"، مشتبها في ان يكونوا مكلفين بمهمة استخباراتية. ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن دني بوتشيلين احد قادة حركة "جمهورية دونيتسك" قوله "نريد ان نفهم اذا كانوا حقا ينتمون الى منظمة الامن والتعاون في اوروبا، هناك شبهات بانهم جواسيس". وافاد مصدر من المنظمة طالبا عدم كشف هويته ان المراقبين محتجزون في منطقة لوغانسك المجاورة لدونيتسك. كذلك احتجز فريق مراقبين اخر من 11 شخصا الاربعاء لفترة قصيرة في منطقة دونيتسك. واعتبرت منظمة الامن والتعاون في اوروبا احتجاز مراقبيها بانه عمل "تخريب الجهود الدولية" الرامية الى وضع حد للازمة والمعارك. من جانب آخر اعلن وزير الداخلية الاوكراني مقتل جندي في هجوم نفذه انفصاليون على وحدة بمنطقة لوغانسك مساء الاربعاء. وقال وزير الدفاع ميخايلو كوفال "لدينا خطة عمل (...) وهذه الخطة ستؤدي الى تطهير كامل للاراضي الاوكرانية وتحديدا الشرق، من الانفصاليين". واعلن الملياردير بيترو بوروتشنكو الفائز بالانتخابات الرئاسية الاحد بنسبة 54,7% من الاصوات انه يريد "فورا" بدء مباحثات مع الولايات المتحدة واوروبا حول تحالف دفاعي "لحماية اوكرانيا عسكريا"، وذلك في حديث نشرته صحيفة بليد الالمانية. ويؤكد بوروتشنكو مع ذلك انه يريد ان يتحادث مع فلاديمير بوتين المدعو مثله للمشاركة في احتفالات ذكرى انزال السادس من حزيران/يونيو في نورماندي التي سيحضرها ايضا باراك اوباما وانغيلا ميركل. وعلى صعيد الغاز تتمسك روسيا واوكرانيا بمواقفهما، اذ تطالب موسكو اوكرانيا بدفع متأخرات تصل الى 3,5 مليارات دولار، وتطالب بالعمل بنظام الدفع المسبق. اما كييف فشترط ضمانات بخفض السعر الذي يعتبر الاعلى في اوروبا. واقترح الاتحاد الاوروبي الاثنين خارطة طريق تنص على ان تسدد اوكرانيا في مرحلة اولى ملياري دولار الخميس، لكن كييف رفضت تسديد اي دفعة قبل مناقشة السعر.