رابغ: سعيد الأبيض كشف الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم، محافظ المؤسسة العامة لتحليه المياه المالحة لـ«الشرق الأوسط» عن أن هناك الكثير من الشركات الأجنبية التي ترغب الدخول في السوق السعودية للاستثمار في قطاعي الماء والكهرباء، إلا أنها تحتاج إلى شراكة قوية وعملية للاستثمار في أهم القطاعات الحيوية. وقدر آل إبراهيم، حجم الاستثمار في قطاعي الماء والكهرباء خلال السنوات العشر المقبلة بأكثر من 213 مليار دولار، يستحوذ الاستثمار في تحليه المياه على 90 مليار دولار، وهي استثمارات كبيرة تشجع للخوض في القطاعين، لافتا إلى أن الاستراتيجية العامة للمؤسسة والتي اعتمدت أخيرا، تسهم في استقطاب الاستثمار لبناء المحطات، وجلب المصنعين، وتحديدا الصناعات التي تتحول إلى صناعة محلية. وأردف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أن هناك جملة من المشاريع مختلفة لتزويد المناطق الجنوبية بالمياه، ومنها مشروع «أشياب» جنوب الطائف، والذي يتوقع الانتهاء منه في منتصف أغسطس (آب) المقبل، وسيغذي المشروع كل القرى الجنوبية بنحو 40 ألف متر مكعب من المياه، إضافة إلى مشروع «أشياب» الباحة والذي سيضخ للمدنية قرابة 40 ألف متر من المياه المحلاة يوميا. وقال محافظ المؤسسة العامة لتحليه المياه، أثناء حفل توطين تقنية صناعة أغشية التناطح العكسي للشركة العربية اليابانية للأغشية في المرحلة الثانية والثالثة ووضع حجر الأساس للمصنع، في منطقة رابغ غرب السعودية، إن مبادرة صناعة وتوطين تقنية الأغشية في السعودية، جاءت في اللحظة الأولى التي يرتفع فيها النمو لطلب المياه، وبحسب مؤشر المؤسسة وصلت زيادة الطلب على المياه إلى 710 للمياه في مواقع متعددة. وأوضح آل إبراهيم، أن المرحلة الأولى من مشروع الأغشية، لم تلب رغبات العاملين ومتخذي القرار، وبعد الافتتاح كان هناك الكثير من الاجتماعات مع متخذي القرار، أن هذا المشروع هو خطوة في الطريق الصحيح، وتحتاج للدعم، ومن خلال التعاون مع الشركاء اليابانيين كان هناك دعم كبير حتى وصلنا إلى هذه المرحلة من نقل التقنية وتوطينها في المملكة. وقال آل إبراهيم، إن صناعة الأغشية من الصناعات المتقدمة التي تحتاج إلى معلومات دقيقة في الصناعة والأبحاث، وهو ما حدث للمرحل الأولى من هذا المشروع في نقل التقنية لما يسمى «غشاء مركب جاهز»، تليها ثلاث خطوات تتمثل في تجهيز الأطراف النهائية، بينما تعد المرحلتان الثانية والثالثة الأعم في إعادة تركيب محتويات كامل الغشاء، والوحدة كاملة في هذا الموقع. من جهته، قال المهندس سعيد الحارثي، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة العربية اليابانية لصناعة الأغشية، إن هذا الإنجاز يأتي متوافقا مع تطلعات القيادة في توطين الصناعات المهمة، وخاصة أن المنتج سيستخدم في محطات التحلية لتوفير المياه لكل المدن السعودية، والتي تنتج بواسطتها ما يقارب 1.5 مليون متر مكعب في اليوم، وهذه الصناعة الحيوية تشكل مصدرا آمنا للأمن المائي في المملكة. وأضاف الحارثي، أن من أولويات الشركة أن تنتج هذه الصناعة بأيد سعودية، فمنذ توقيع عقد تأسيس الشركة، شرعت الشركة في توظيف الشباب السعودي وابتعاثهم للتدريب في اليابان، قبل البدء في تنفيذ مشروع المصنع، وهو ما دفع الشركة لتغيير استراتيجيتها في تنفيذ المراحل لتنفذ المرحلتين الثانية والثالثة في آن واحد، موضحا أن نسبة السعودة في الشركة تتجاوز 62 في المائة، ونسعى للوصول إلى 95 في المائة بعد استكمال المرحلة الرابعة. وبالعودة لمحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن المؤسسة بدأت مع الشركة الوطنية في إدخال خزائن استراتيجية للخدمة، وهي الخزائن التي أستعين بها أثناء أعمال الصيانة الخلفية لبعض المواقع في مطلع الشهر الحالي، والمؤسسة تعمل على جاهزية المحطات التي يجري الانتهاء من الإصلاحات الدورية لها، موضحا أن إنتاج المؤسسة قفز من ثلاثة ملايين في عام 2011، ليصل إلى نحو 3.6 ملاين متر مكعب من المياه في العام الحالي. وعن وجود تقنية الأغشية في محطات تحلية المياه، قال آل إبراهيم إنه في حال وجود موقع يحتاج للمياه، ستكون محطة الأغشية هي الأساس في ذلك الموقع، وفي حال أن المحطة تنتج الماء والكهرباء ربما لا تكون الأغشية المصدر الوحيد لهذه التقنية، ولا بد أن أعتمد على التقنيات الحرارية، سواء كانت «إم إس إف» أو التقنيات الأخرى، واستراتيجية المؤسسة الاعتماد على كل التقنيات المتاحة. وأضاف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه: «إننا في المواقع التي سننتج بها الكهرباء والماء سنعتمد على الإنتاج المزدوج، وسنرفع كفاءة الإنتاج المزدوج بتقنيات الدورة المركبة، وكفاءة التوليد من 30 في المائة إلى 60 في المائة»، لافتا إلى أنه في المحطات أحادية الغرض سنعتمد على الأغشية لإنتاج الماء.