لا تفهموني غلط، كلمة حمار هنا ليس صفة للبنقالي، فمعاذ الله أن أصف إخواناً لنا في الإسلام بهذا الوصف الذي لا يليق؛ ولكن هناك واو عطف لا يجب أن نتجاوزها وهي تعكس حالة ارتباط بين من خلقه الله ليحمل متاعنا ثم حرّم علينا أكله وأباح لنا الكثير. والثاني من باع ضميره وإنسانيته ودينه وقام بالاعتداء على هذه الدابة فقتلها وسلخها وقدّمها إلينا منديّة ومدفونة، غشاً وخداعاً؛ طمعاً في المال الزائل. وسبب الربط بين الاسمين يكشفه مقطع فيديو انتشر مؤخراً بين الناس يظهر فيه اثنان من البنقال وهم يسلخون حماراً في مكان غريب، وعلى التراب مباشرة، ويلاحظ من أدائهم السرعة والمهارة مما يدل على أن هذه ليست المرة الأولى لهم. وعلى الجانب الآخر يحلف إخواننا البنقال كل صباح أن ما يقدمونه لنا في مطاعمهم هو لحم حاشي بلدي درجة أولى. ولا يقف الأمر هنا بل يتعداه إلى خبراء الحاشي المحليين لدينا الذين لا يشكّون أبداً بأن ذلك هو أطيب لحمٍ قد ذاقوه منذ أن تركوا حليب أُمهاتهم. ولو تساءل بعضنا عن المطاعم والبوفيهات المنتشرة حولنا وبين أيدينا على ماذا تتغذى كل يوم؟! ومن أين لها ما تقدمه للناس؟! وهذه الأسئلة ليست صعبة عند الطرح، ولكن البلديات قد تجد صعوبة في الإجابة. إن وهج صورة كبسة الحاشي في أذهان الناس تصعب مقاومتها فنسارع فرادى وجماعات لنأكل بشراهة كلَّ ما يحرّكه الطباخون. والمنظر مهيب لمشاهد الداخلين والخارجين من بوابة أي مطعم مثلوثة، جحافل متشحة باللباس الوطني تدخل خماصاً وتخرج بطاناً؛ مترعة بلحم الحمير، وتحمد الله أن أكلت من اللحم الحرام. وإن كنت أتساءل هل ذبحه إخواننا البنقال على الطريقة الإسلامية أم لم لا؟ حتى لا ينطبق فينا المثل القائل (أحشفاً وسوء كيلة) أو (نزيد الطين بِلّة)، وتكون حرمته حرمتين. وأعتقد أن المسألة هنا مسألة شرعية مهمة يجب أن نقف عليها حتى لا نأكل مما لم يذكر اسم الله عليه. إن مجتمعنا أصبح ضحيّة للطامعين والحاقدين والحاسدين وأرباب السوابق الذي يفدون علينا من كل حدب وصوب. وينشرون أمراضهم وضغائنهم بيننا، ونحن الذين ندفع الأموال ليأتوا إلينا ويمارسون فينا منهجاً لتخريب عقولنا وثوابتنا وقناعاتنا، بل يقتلون بفعلهم هذا فرحتنا بطعامنا. لقد زاد شر إخواننا البنقال واستطار؛ لأنهم يقاسمون الجميع جميع الجرائم، بل هم متقدمون في ذلك عن غيرهم، وأصبحوا صنّاعاً للجريمة ومخترعين لها. ومن ذلك تكوينهم عصابات لخطف الخادمات وإعادة بيعهن وتأجيرهن واستخدامهم في البغاء، مستغلين حاجة الشباب السعودي العاطل للمال. وأنا لا ألوم البلديات على تقصير فرقها الصحية التي تزور المطاعم والبوفيهات كل يوم ولا تجد ما يستحق إيقاع العقوبة عليها؛ نظراً لضعف الإمكانيات والهمم، ولكني ألوم المجتمع الذي لم يفرق حتى الآن بين رأس الحمار ورأس الحاشي وسط صحن المندي؛ لهذا أهيب بوزارة الزراعة مشكورة بأن تُسهم في التوعية من خلال حملات منظمة بالأسواق وعبر القنوات التلفزيونية وتستغل حتى المباريات الكروية، لتعريف المستهلك بعلامات واضحة يفرّق من خلالها بين لحم الحمار ولحمة الحاشي بالشكل أو اللون أو الطعم؛ حتى نتجنبه مستقبلاً ولا نأكله؛ فيضطر البنقالي المسكين إلى عدم ذبحه مستقبلاً؛ بسبب كساده وعدم الإقبال عليه. وبهذا نحافظ على الثروة الحيوانية، ونتجنب أكل ما حرّم الله. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بنقالي وحمار