أخذت الصحافة الرياضية في بعض توجهاتها أهدافاً شخصية لتحقيق مآرب مختلقة يقف القارئ أمامها في حيرة من تلك التناقضات بين مقالة وأخرى تحمل كل المعاني لوجه التهويل والتهوين حسب الميول والتوجه الشخصي والمصلحة الفردية الخاصة، وهو ما يتعارض مع الأمانة الملقاة على من يحمل القلم في مجال الصحافة الرياضية، وهي رسالة تتعلق بتدوين الواقع بعيداً عن الميول والتوجه، ليبقى ذلك الإعلامي الرياضي صاحب كلمة محسوبة تحري الدقة، ويبحث عن الحقيقة ليقدم للقارئ صفحات مملوءة بقراءة واقعنا الرياضي (الآني) بعقلية رياضية مملوءة بالنضج الرياضي وبخلفية تأتي من واقع معايشة ملتصقة بالأحداث القولي والعملي، وهذا ما نفتقده في ظل تكاثر بعض الأقلام الجديدة والدخيلة على مجالنا الرياضي الواسع ومتعدد المداخل والتخصصات التي يسهل علي بعض (الكتاب) الانخراط من دون مؤهل علمي أو عملي وقد يمارس النقد والتحليل ويطلق عليهما البرناج الرياضي مقولة (الكاتب) المعروف وصفات أخرى تأتي جزافا، كأن يقال الناقد أو المحلل، وهكذا هي ساحتنا الرياضية لديها قدرة على استقطاب هذه النوعية التي أثرت سلباً على كرة القدم. أنا أعرف كثيراً من هذه الفئات.. أحدهم يقول بملء فمه (أنا رأيي القانوني) علما أنه لم يمارس أو يدرس قانون كرة القدم ولم يمارس يوماً من الأيام هذه للعبة. وحقيقة فإن لدينا أيضا كتاباً قضوا جل عمرهم يحملون أمانة الكلمة ويتحلون بالواقعية بعيداً عن الميول أو التطرف من هذا النموذج، وأقولها بكل أمانة زميلنا الأستاذ فياض الشمري الذي يقف علي شباك عرضه بمقالاته القوة الصادقة بتطرقه للأوضاع الرياضية كثيراً من القراء لما يجدونه من متابعاته الدقيقة وامتلاكه قدرة قراءة وتحليل الوقائع الرياضية وإعطاء القارىء ذلك الرأي الواقعي الذي يتماشي والحالة التي نعيشها على الساحة الرياضية، حيث افتقدنا الضوابط والعقوبات الرادعة، رحمك الله يا فيصل بن فهد. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم