دعت موسكو إلى تكثيف التحركات الدولية وإشراك الأمين العام للأمم المتحدة في جهود وقف العنف في مناطق شرق أوكرانيا، حيث تلقت سلطات كييف ضربة قاسية أمس، إثر إسقاط انفصاليين موالين لروسيا مروحية حربية أقلت 14 عسكرياً بينهم جنرال في مدينة سلافيانسك، واستيلاء آخرين على مباني قاعدة عسكرية تابعة لحرس الحدود قرب لوغانسك، ما دفع حوالى مئة عسكري إلى إلقاء سلاحهم والاستسلام (للمزيد). وعلى هامش توقيع روسيا مع بيلاروسيا وكازاخستان اتفاقاً لإنشاء اتحاد اقتصادي أوروبي– آسيوي في أستانة أمس، اتهم سيرغي غلازييف، المستشار الاقتصادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤول عن العلاقات مع أوكرانيا، الولايات المتحدة بمحاولة إشعال صراع عسكري بين موسكو والدول الأوروبية بسبب أوكرانيا لتحقيق مكاسب اقتصادية (للمزيد). وقال: «أي حرب في أوروبا تحقق مكاسب ضخمة للولايات المتحدة في تعزيز نفوذها الدولي، وهي متمسكة بهذا التقليد، وترفع اليوم راية حرب في أوكرانيا بعد تدبير انقلاب ووضع رجالها في السلطة لاستخدام البلاد فتيل تفجير ضد روسيا وأوروبا». وزاد: «تتنامى الفوضى في أوكرانيا، وتكتسب في شكل متزايد سمات كارثة عالمية». وحذرت موسكو من انزلاق أوكرانيا نحو «كارثة وطنية»، متهمة سلطات كييف باستخدام طائرات ومدفعية لقصف مدن وأهداف مدنية «ما «تسبب بألم ومعاناة لمواطنين مسالمين بينهم مسنون وأطفال»، في وقت أبلغ جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، مجلس الأمن أن أسلحة ثقيلة تنتشر في الشرق، ووجود مزاعم عن دخول أسلحة ومقاتلين من روسيا. وفي أول اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري منذ نحو ثلاثة أسابيع، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة وقف سلطات كييف العملية العسكرية جنوب شرقي أوكرانيا. وحذر في مؤتمر صحافي مع نظيره الفنزويلي الياس خاوا، من أن «كييف تسعى إلى تحقيق انتصار في الحرب الأهلية قبل إطلاق حوار مع الأقاليم»، مذكراً بأن «موسكو لا تفرض أي صيغة على المشاركة الدولية في تسوية أزمة أوكرانيا، لكن هذه المشاركة باتت ضرورية اليوم، في ظل استحالة تنفيذ اتفاقات سابقة للتسوية بسبب موقف كييف». واعتبر لافروف أن واشنطن فشلت في عزل بلاده «ما يؤكد أنها مهمة مستحيلة وغير واقعية لبلد مثل روسيا» التي استضافت أخيراً مؤتمر سان بطرسبرغ الدولي الاقتصادي في حضور حشد دولي ضخم، ثم وقعت صفقة قيمتها 400 بليون دولار لبيع الغاز إلى الصين، قبل أن تنشئ بيلاروسيا وكازاخستان أمس سوقاً إقليمية كبيرة تضم 170 مليون شخص»، علماً بأن البلدان الثلاثة تملك خمس الموارد العالمية من الغاز، ونحو 15 في المئة من مصادر النفط. أوكرانياروسياموسكوواشنطنأميركا