ارتفعت معنويات الصناعيين الفرنسيين 3 في المائة خلال هذا الصيف، مسجلة أعلى مستوى لها منذ عامين بوصولها إلى 90 نقطة. لكن هذا الارتفاع لم يصل للدرجة التي تقنع رجال الأعمال الفرنسيين بالاستثمار في مؤسساتهم مما يعني أن هذا الارتفاع قد لا يرفق بعودة النمو الاقتصادي الدائم وفقا للمؤسسة الوطنية للإحصاءات والدراسات الاقتصادية. وأوضحت المؤسسة أن معنويات رجال الأعمال الفرنسيين قد ارتفعت في قطاعات الصناعة، والخدمات والتجارة. ويرتبط التحسن في معنويات أرباب العمل بزيادة الاستهلااك الداخلي، خاصة في مجال السلع المصنعة، وأيضا بالزيادة غير المتوقعة في الناتج الداخلي الخام خلال الفصل الثاني من العام الجاري والتي بلغت 0.5 في المائة. ووفقا للدراسة، التي أجريت استنادا لاستطلاع رأي شمل أربعة آلاف مؤسسة اقتصادية، فإن الزيادة في معنويات أرباب العمل لا ترافق بنيتهم بزيادة الاستثمارات في مؤسساتهم، فقد أظهرت الدراسة أن الاستثمارات في القطاع الصناعي الفرنسي ستتراجع بنسبة 6 في المائة خلال العام الجاري. وتراجع الاستثمارات من شأنه أن يلجم العودة الخجولة للنمو الاقتصادي، فالخبراء الاقتصاديون يعتبرون أن تحقيق النمو الاقتصادي بشكل مستمر ودائم يتطلب زيادة الاستثمارات، وبالتالي فإنه من السابق لأوانه الحديث عن عودة النمو كما يقول الخبير الاقتصادي لدى مصرف إي إن جي الهولندي جوليان مونتون، ففي رأيه أن عودة النمو الاقتصادي بشكل دائم تتطلب استخدام كل الطاقة الإنتاجية من جهة وزيادة الاستثمارات من جهة أخرى. ومنذ عام 1976 تجري المؤسسة الوطنية للإحصاءات والدراسات الوطنية دراستها السنوية لمعنويات أرباب العمل، والمعدل الوسطي لهذه المئويات هو الـ 100 نقطة. وتزامن نشر مؤسسة الإحصاءات الفرنسية دراستها حول معنويات أرباب العمل الفرنسيين مع المقابلة التى أجرتها صحيفة ليه زيكو الفرنسية مع رئيس المجموعة النفطية الفرنسية توتال كريستوف دو مارجوري الذي دعا إلى إحداث تغيير عميق في النظامين الاقتصادي والاجتماعي الفرنسيين. وأضاف أن ذلك ضروري لكي تتمكن الصناعات الفرنسية من مواكبة ما يحدث في العالم، فما هو مطلوب في رأي دو مارجوري هو إعادة توزيع للصناعات الفرنسية بشكل أفضل يؤدي إلى إنتاج القيمة المضافة الزائدة، ويكون قادرا على المنافسة العالمية ومواكبة التطورات التي تحدث في العالم على الصعيد الصناعي.