×
محافظة مكة المكرمة

زراعة القنفذة تستضيف أكبر ورشة دولية لتطوير البستنة

صورة الخبر

أكد متخصصون في الأدب والتراث والطفولة أن الموروث الشعبي العربي يمر بمرحلة حرجة تدفع باتجاه غيابه من حركة الثقافة العربية العامة المعاصرة، والتربية المدرسية، وتعريض أبناء المجتمع، ولا سيما الطفل، إلى أزمات نفسية وفكرية وثقافية، إضافة إلى أزمة الهوية والانتماء وغياب القيم الموروثة من حياة الطفل واليافع والناشئ. وأوضحوا، في جلسة حوارية ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن الخطر يتمثل بفقدان الكثير من الموروث الشعبي، ولا سيما الألعاب الشعبية المخصصة لتنمية ومهارات وثقافة الطفل الحركية والفكرية والتفاعلية، وانتزاع الكثير من العادات والتقاليد واستبدالها بثقافات أخرى لا تمت للثقافة العربية بصلة، وعزز حضور التقنية الحديثة على مسرح الحياة من تفاقم المشكلة إلى حد كبير ينذر بالخطر على مستقبل الأجيال اللاحقة. وشدد المتخصصون على أهمية أن تلعب الثقافة بجميع فنونها دورا مهما في بناء الشخصية الوطنية للطفل وتهيئة المناخ الصحي المناسب للعب، وبهذا تكون الحصيلة متميزة في تكوين الطفل على أسس سليمة تنمي القيم الاجتماعية النبيلة؛ مثل روح التعاون والمعرفة بالحقوق والواجبات والمشاركة في العمل وتنمية روح المشاركة والتحمل للمسؤولية. من جانبها، قالت الأديبة والناقدة الكويتية الدكتورة نرمين الحوطي إن الرجوع إلى الماضي والاستفادة من تراثه لم يأت من فراغ علمي، وإنما لأن ذلك الموروث ومنه الألعاب الشعبية يقوم على بناء الطفل، وغرس الكثير من القيم التي تربطه بمجتمعه من حيث اللغة والعادات والتقاليد، بل والربط بين الموروث الشعبي للمجتمعات العربية، سواء بسواء، وهذا واضح في الكثير من الألعاب الشعبية المعروفة المشتركة بين الأطفال في الوطن العربي. ورأت الحوطي أن غرس ذلك الموروث الشعبي بين أجيالنا القادمة يكون من خلال دورين مهمين، الأول: الدور الإعلامي الذي يلعب دورا ثقافيا وسياسيا في آن واحد، من خلال استراتيجية تقوم على خدمة الطفل والمجتمع لإرسال الرسالة الإعلامية المراد توصيلها، والثاني: الدور التربوي كونه المتمثل بتعزيز حصص المطالعة، وتكثيف القراءة، خصوصا للمرحلة الأولى في التعليم التي يمكن خلال تلك المرحلة غرس الموروث الشعبي من خلال القصص.