نجلاء راشد السديري قرأت في مجلة النيويوركر الأمريكية «the New Yorker magazine» قبل بضعة أشهر مقالة تحدث كاتبها عن «lady gaga» المطربة الشهيرة المختلفة؛ حيث ذكر في آخر المقالة نقلاً عن الليدي ما يلي: أثناء عملك يجب أن تنسى من تكون، تصرف وكأنك لا أحد، أي مجرداً من اسمك وهويتك المتداولة لدى الناس، فحسب اعتقادها أننا حين نتذكر من نكون، نخاف ونضع حساباً لكل شيء، ونتكاسل عن تحقيق الأفضل؛ لأننا لسنا «لا أحد». بغض النظر عن غرابتها وعن فنها، أرى أن تفكيرها منطقي، ولو أسقطنا هذه الفكرة على مجتمعنا المتحفظ لرأينا كثيراً من الحالات الإبداعية المخفية، والطاقات الإنتاجية غير المستغلة وربما المشاعر المكبوتة، بسبب «من نكون» وكيف سينظر لنا. بعض الشابات والشباب يعزفون عن الوظائف البسيطة جداً خجلاً من المجتمع، يدفن بعض الناس ما حباه الله من قدرات ومواهب فنية، وعلمية، وحركية أو غيرها خوفاً من نظرة الناس، ويترفع بعض أصحاب المعاني الخاطئة أو -عفواً- قصدت بعض أصحاب المعالي والمقام الرفيع عن إنجاز مصالح الوطن والشعب ربما كسلاً أو ترفعاً أو تقديراً للكرسي الذي يجب أن لا يفارقوه إلا لزيارة رسمية أو تغطية إعلامية. كل هذا وأكثر بكثير يحدث بسبب «من نكون». تذكرنا الدائم لمن نكون يمنعنا أحياناً من التطور والوصول للقمة إيماناً منا بأننا شيء لا يستهان به! والواقع غير ذلك. أجزم أننا سنكون شيئاً كبيراً إذا جربنا جميعاً أن نكون «لا أحد» في أعمالنا، مهامنا، مواهبنا، عواطفنا وصدقنا. وسنبني مجتمعاً منفتحاً ومتعدد الفكر والميول وغنياً ثقافياً ومادياً. كونوا «لا أحد» في ممارسة ما تحبون كي تبنوا أحداً ناجحاً.