ثمة حديث يدور في المجالس هذه الأيام.. عن تنظيم جديد صدر لعمل الأطباء.. تم فيه مراجعة وتعديل بدل التفرغ الذي تجاوز عمره الأربعين سنة.. بإعطاء الطبيب السعودي ما يستحقه (ماديا) كبدل الندرة ونحو ذلك.. وأهم مافي النظام الجديد هو توحيد الرواتب بين قطاعات الدولة المختلفة.. وأقول عمن يتحدثون بنبرة فيها حسد (ليتها غبطة) أقول: (امسكوا الخشب) واذكرو الله.. فالأطباء يستاهلون هذا وأكثر.. وما تحقق لهم أخيراً.. طالما طالبت به عبر سوانح.. وقبلها أيام غرابيل الخوالي.. وفي أوروبا وأمريكا تكون الخدمات الصحية الخاصة (برايفت سيكتر) مكملة للحكومية.. وهو ما يجب أن يكون لدينا أيضا.. لا سيما اننا نشهد طفرة وإنفاقاً جَزلاً من الدولة رعاها الله.. فيجب أن يطبق النظام الصحي بشكل يخدم صحة الناس.. ولا يبخس الأطباء المجتهدون حقهم.. وعنونتي لسوانح اليوم (الميدان يا حميدان) جاء عفو الخاطر وليرمز بأن العمل الطبي ميدان واسع بإمكانك أيها الطبيب أن (تُفيد وتستفيد) وكل طبيب وشطارته.. التي يحكمها نظام صحي يواكب كل جديد.. وما قسمه الله له من رزق.. تحت مظلة من وضوح النظام الطبي (على وضح النقا) لا يُعول فيها على ذمة الطبيب وخوفه من الله فقط.. والبعد عن الوسائل العقيمة.. كالقيام بجولات تفتيشية خارج الدوام الرسمي على بعض المستوصفات والمراكز الطبية الخاصة.. كجولات البلدية على الباعة المتجولين.. والجولات يجب أن تكون أثناء الدوام الرسمي في أماكن عمل الأطباء الحكومية.. كمستشفيات وزارة الصحة والحرس الوطني وقوى الأمن.. ومعاقبة.. بل والتشهير بكل طبيب مخالف.. وتنفيذ لوائح النظام الجديد بدقة سيضع الكثير من النقاط على الحروف.. فيعرف كل طبيب وكل مريض ماله وما عليه.. فينجلي وينفتح كل ميدان أمام كل طبيب ومقدرته على العمل والعطاء.. والأطباء قدرات تتفاوت بين كل طبيب وآخر.. فالبعض بإمكانه الكشف على خمسين مريضا وعلاجهم في اليوم الواحد.. فتخصصه دقيق أو نادر ومطلوب من الكثير من الناس في المستشفى الحكومي أو الخاص.. والإمكانات العلمية من أجهزة ونحوها موجودة لتسهيل عمله.. وبعض التخصصات النادرة يكون الأطباء فيها قلة ومرضاها كثيرون لا تستوعبهم المستشفيات الحكومية.. أو ان من يريد خدمة صحية معينة ليس لديه ملف طبي في المستشفى الحكومي الذي يعمل به هذا الطبيب المتميز.. فيأتي القطاع الخاص ليخفف العبء والضغط عن المستشفيات الحكومية (يفيد ويستفيد) فما المانع في ذلك.. يَسروا ولا تعسروا ودعوا الجميع يستفيد.. فالطبيب سيكون سببا في استعادة المريض لصحة حُرم منها أو الحصول على رفاهية ينشدها.. بمقابل مادي في متناوله.. يدفعه لطبيب أو طبيبة تعبا وسهرا كثيراً وتغربا طويلاً ليكونا أهلا ً لما وصلا إليه.. مادياً ومعنوياً.. والميدان يا حميدان.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية