في عدد صحيفة اليوم (8 مايو) كتب الدكتور عبد الوهاب القحطاني مقالاً عن ضرورة إعادة الحياة للجمعية التعاونية الاستهلاكية بالخفجي، بعدما دمرها الحريق في شهر رمضان الماضي 1434هـ، مطالباً شركة أرامكو السعودية بدعم الفكرة وتمويلها بصفتها تخدم موظفيها بصورة أساسية. ويقترح الدكتور.عبد الوهاب تعميم الفكرة على بقية مدن وقرى المملكة، في وقت تتراجع فيه القوة الشرائية للمواطنين بنسبة كبيرة بسبب غلاء المعيشة الناتج عن التضخم المالي، خاصة أن الزيادات التي طرأت على رواتب موظفي الدولة والقطاع الخاص لم تواكب معدلات التضخم المتزايدة. وعليه بات من المفيد الترخيص لتأسيس جمعيات تعاونية استهلاكية، تقدم السلع الاستهلاكية للمواطنين والمقيمين بأسعار مخفضة تحد من جنون الغلاء الفاحش. ويضيف أنه ليس من الضروري أن تكون هذه الجمعيات حكومية، لكن من الأفضل دعم الحكومة لها مباشرة لتعم فائدة استقرار الأسعار على الطبقات الاجتماعية الأقل قوة شرائية من ذوي الدخول المتوسطة والمتدنية، مع أهمية وضع آلية فعالة للمراقبة من قبل وزارة التجارة والصناعة. ومع أن الفكرة قديمة ربما تجاوزها الزمن، لكن واقع الحال المعيشي لفئة عريضة من المواطنين يستدعي إحياءها وربما إعادة إخراجها بصورة عصرية تناسب حالنا اليوم خاصة في كبريات المدن مثل جدة والرياض ومكة المكرمة. عوامل كثيرة لا بد من مراعاتها هنا، فهذه ليست الخفجي الصغيرة الوادعة، لكنها تتفوق عليها من حيث الضرورة والحاجة. ومن وجهة نظري لا بد أن تشمل الفكرة بجانب توفير الغذاء كذلك توفير الدواء، فلم يعد بإمكان المواطن اليوم من ذوي الدخل المحدود دفع فاتورة الدواء الباهظة، خاصة إن كان من أصحاب الأمراض المزمنة التي لا بديل عن الاستمرار في تعاطي أدويتها حتى الممات. وكم من مقال كُتب وموضوع طُرح عن غلاء الأسعار في بلادنا دون الدول الأخرى المجاورة، ولكن دون جدوى. فكرة الجمعيات الاستهلاكية إنسانية في المقام الأول لأنها تسعى للتخفيف على الإنسان في عالم يحكمه طغيان المادة ونداء الجشع وحب الأثرة وانتشار الأنانية وهوى الثراء السريع. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain