قبل 54 عاما عاد عبد العزيز الخويطر من بريطانيا حاملا من هناك أول شهادة دكتوراة لمواطن سعودي اختار دراسة التاريخ والفلسفة ليحصل على شهادتها العليا من لندن بعد أن نال قسطا جيدا من التعليم في القاهرة. ابن عنيزة، المولود في 1925، وفيها درس مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، ثم انتقل إلى المعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة لإكمال دراسته الثانوية، ثم ذهب إلى القاهرة ولندن لمواصلة شهاداته العليا في التاريخ والفلسفة. والحائز هرم المجد العلمي من جامعة لندن في 1960 صار لاحقا أحد أشهر وزراء التربية والتعليم التي كانت تسمى سابقا وزارة المعارف ليقودها الخويطر منذ أواسط السبعينيات الميلادية من القرن الماضي إلى منتصف التسعينيات قبل أن يترك مكانه للدكتور محمد الرشيد الذي رحل أيضا قبل أشهر قليلة. يعد الخويطر عميد الوزراء السعوديين إلى جانب كونه من أقدم الكفاءات العلمية في المملكة قبل أن يرحل أخيرا عن نحو 90 عاما قضى جلها في العلم والتعلم، ومناصب حكومية بدأت بكونه عضو تدريس في جامعة الملك سعود، ثم أمينا عاما لمجلس الجامعة، وبعد ذلك وكيلا للجامعة ورئيسا لها، إضافة إلى مهام وزارية متعددة كان من بينها وزارات خدمية أخرى، إلى جانب التعليم كالصحة والمالية والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي قبل أن يعين وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء، حيث كان حتى صباح الأمس أقدم وزير في الحكومة. نال عبد العزيز الخويطر ثقة ملوك البلاد بدءا بالملك سعود ثم الملك فيصل الذي قال عنه : "الخويطر ثروة وطنية فلا تفرطوا فيها"، وكذلك فعل الملك خالد بن عبد العزيز والملك فهد رحمهم الله جميعا، قبل أن يحظى بتكريم خاص في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أبقى على عضويته في مجلس الوزراء المجلس الأهم لإدارة شؤون البلاد. إذن؛ رحل عبد العزيز الخويطر لكن نتاجه لم يرحل ممثلا في جيل تعلم على منهجه، وكذلك كتبه التي أبقت على نتاجه الأدبي؛ إذ كانت للراحل ميول أدبية معروفة، ومن نتاجه الأدبي خمسة مجلدات بعنوان "أي بني"، وهي بمثابة الموسوعة التراثية الكاملة، ومن مؤلفاته كتاب "وسم على أديم الزمن"، وهو عبارة عن سيرة ذاتية، وأصدر أخيرا كتاباً تحت عنوان "النساء رياحين".