×
محافظة مكة المكرمة

سائق يصدم بوابة مستشفى كفيله انتقاماً منه

صورة الخبر

الدكتور عبدالعزيز الخويطر في ذمة الله. عميد الوزراء .وأول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه 05-25-2014 04:15 PM متابعات(ضوء):جدة 26 رجب 1435 هـ الموافق 25 مايو 2014 م واس صدر اليوم عن الديوان الملكي البيان التالي : بيان من الديوان الملكي انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم الأحد 26 / 7 / 1435هـ معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ، وسيُصلى عليه - إن شاء الله - بعد صلاة عصر يوم الثلاثاء الموافق 28 / 7 / 1435 هـ في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بالرياض. والفقيد رحمه الله من رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم بكل تفانٍ وإخلاص ، وتقلد عدة مناصب كان آخرها منصب وزير الدولة عضو مجلس الوزراء. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ، وأسكنه فسيح جناته ، إنا لله وإنا إليه راجعون. الالسيرة الذاتية د. عبد العزيز الخويطر Biography Abdul Aziz al-Khuwaiter الدكتور: عبدالعزيز الخويطر من مواليد عنيزة عام 1344 هجري وأتم دراسته الابتدائية في مدرسة العزيزية بعنيزة أولى المدارس النظامية في نجد .يمتلك سمات شخصية نادرة فهو عنوان على النزاهة وطهارة اليد، ونموذج لاعلاء عوامل الاستقامة، وعدم الميل الذي تمليه الاهواء الشخصية، وطبائع النفس المتغيرة، ولان يبقى في مواقع صنع القرار العام، فهو اهل لكل ذلك. كما يمتلك سيرة أدبية وعلمية ووطنية واجتماعية عطرة جدا وثرية .. فهو أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراة حيث تخرج من جامعه لندن عام 1380 هـ وعين مباشرة أمينا عاما لجامعة الملك سعود ثم وكيلا للجامعة عام 1381 هـ . ثم انتقل منها رئيسا لديوان المراقبة العامة لمدة عامين ثم وزير للصحة ثم وزيرا للمعارف .. وفي عام 1416 هـ عين معاليه وزيرا للدولة وعضوا في مجلس الوزراء .. كما كان عضوا في كثير من اللجان والهيئات الوطنية العليا والتي كان لها مساهماتها الوطنية الكثيرة .. وكان محل ثقة ولاة الأمر بدءا بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد والملك فهد – يرحمهم الله – والآن هو محل ثقة خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز . مسيرة فكرية : وعلى الصعيد الفكري والثقافي فقد وضع الدكتور الخويطر، مجموعة مهمة من المؤلفات، جميعها مهما اختلفت موضوعاتها تشف عن مكونات ونوازع هذه الشخصية التي تعبر عن معان بارزة، هي امثولة لطريقة حياة، تشف عن القدوة المتميزة. حيث اهتم الخويطر بالأدب إلى جانب التاريخ من خلال إطلالاته الشهيرة على التراث والتي امتطى من خلالها متن المعرفة والخيال الأدبي مصطحبا جيل اليوم في زيارات لمضارب الأمس وعاداته وتقاليده وطبائع أهله وأساليب عيشهم ونشرها عبر 1ـ خمسة مجلدات بعنوان ( أي بني ) وهي بمثابة موسوعة تراثية الكاملة ، امضى في كتابته خمس سنوات، ما بين اعوام 1409 و 1414هـ، من اجمل الكتب في المكتبة العربية، لمعت فكرته في ذهنه منذ عام 1388هـ حنيما كان يكتب عمودا في جريدة الجزيرة، ثم وضعها في كتابه «من حطب الليل» . وقد وجه هذه الكلمات أساساً إلى ابناء هذا الجيل الذي نشأ بعد جيله ولم يشاهد ما شاهده، ولم يعان ما عاناه جيله. هذا الجيل يقول عنه في هذا الكتاب: «هذا الجيل الراكض اللاهث هو الذي اخاطبه، ليقف ويلتفت خلفه، ويرى ما كان عليه ابوه، بمحيطه وآلاته ومعداته ودوابه ومساكنه وعاداته، بأفراحه واحزانه، بآلامه ومتعه، بوجده وعدمه، بتفكيره وانطباعاته، ويقارن بين ما كان والده عليه وما هو نفسه عليه، ويقول لما حباه الله به الحمد لله رب العالمين». والكتاب على هذا النحو يجمع بين صور التراث، كأساس وكمحور لرؤية تنفد إلى الجديد المعاصر، في مواءمة تهدف إلى انتزاع العبرة والدرس. أما النهج الذي اختاره لتوصيل افكاره ورؤاه فيقول عنه: «قررت أن أسير فيما أكتبه على طريقة حديث المجالس، لاني نظرت في تأثير حديث المجالس في الناس، فوجدته بالغاً، ووجدت ان اصغاءهم كامل، وبهجتهم في الغالب طافحة، وانهم كثيرا ما يتناقلون ما يقال، ويسيرون بمقتضاه فطمعت ان يحظى ما سوف اكتبه بما تحظى به احاديث المجالس». 2ـ كتاب «من حطب الليل» عام 1398هـ ، الذي سبق ذكره . 3ـأما كتابه الموسوعي «اطلالة على التراث» فقد شرع في كتابته عام 1414هـ ونشره في سلسلة من المقالات في صحيفة «عكاظ» حتى استوى على ستة عشر جزءا، و ربما يستمر الدكتور الخويطر في نشر اجزاء اخرى من هذا العمل الهام، فبحر التراث واسع، يغري بالسباحة فيه، والدكتور الخويطر واحد من أولئك الذين يجيدون السباحة والغوص في اعماقه واستخراجه الدرر منه، وهو في هذا العمل المخصب المثمر، ينتقي قصصا ونوادر يزخر بها بحر التراث، بما ترمز اليه من معان، وبما تلمع به من عبر، يتدبرها ويتبصرها ويقارنها ويوازنها، نازعا إلى موقف مهم من كل ذلك الا وهو معرفة «الصحيح من هذا التراث من المختلق، والاصيل من الدخيل، والواقع من المتخيل» والواقع ان هذا المنحى غاية في الأهمية، ذلك ان التراث العربي الذي وصل الينا مؤلفاً على ضخامته، قد خضع لما يحتاج إلى تدقيق وتحليل، وإعمال مبدأ القياس العقلي والعلمي، في تمحيص ما ورد فيه من مبالغات هي ما يعنيه المؤلف «بالأصل والدخيل». 4ـ كما دوَّن الخويطر سيرته الذاتية المليئة بالإنجازات في كتاب أدبي جاء بعنوان (وسم على أديم الزمن ) يعكس ملامح شخصيته ومعالم نبوغه . 5ـ وأصدر مؤخرا كتاباً عنونه ( النساء رياحين ) تحدث فيه عن تأثير المرأة أما وزوجة وبنتا.. وأشار في مقدمة الكتاب إلى أنه عندما كتب أحد فصول الكتاب تحت عنوان أمي وأبي كان دمعه يسيل من عينيه بسبب تذكره بعض المواقف المؤثرة لوالدته.. عاصر أربعة من ملوك المملكة العربية السعودية، بدءاً بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد والملك فهد – يرحمهم الله. قال عنه الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله : الخويطر ثروة وطنية فلا تفرطوا فيها. ومن مواقفه الطريفة التي يرويها الدكتور غازي القصيبي في كتابه حياتي في الإدارة فيقول : عندما كان الخويطر وزيراً للمعارف في السابق، أعطي وزارة المالية بشكل مؤقت فأصبح وزيراً للمعارف في الصباح ووزيراً للمالية بعد الظهر وفي أحد الأيام وقّع الخويطر بصفته وزيراً للمعارف خطاباً يطلب من وزارة المالية اعتمادات مالية لتسيير مشاريع تحتاجها وزارة المالية عندما ذهب بعد الظهر لوزارة المالية وجاءه خطاب وزارة المعارف بصفته وزير المالية الآن الذي وقع عليه في الصباح، وعندما قرأ الخطاب و رفض طلب الوزارة يعني رفض طلب نفسه. ويعتبر الخويطر رجل التعليم الأول بالمملكة أيام المعارف حيث كان أنموذجاً في الحزم والجديّه والأمانة ؛ ولا غرابة فرجل العلم المخلص المنضبط حين يتحمل المسؤولية ينشد الجدية لطلابه قادة المستقبل وبناة الغد. وكان شجاعاً في قراراته حينما يرى فائدتها وسلامتها، كريماً للفئة الخاصة من الطلاب «ذوي الاحتياجات الخاصّة» بالنسبة لتغذيتهم أو انتقالاتهم ولا يرفض طلباً في كل أمورهم.وقبل تعيينه وزيراً للمعارف وعندما كان وكيلاً لجامعة الملك سعود كان حازماً في عمله، ويسعى أن تكون الجامعة انموذجاً في الضبط والأمانة والإعداد الجاد، وقد رأى الثمار اليانعة وجميعنا نفخر بجامعة الملك سعود وما خرجته من رجال ساهموا وما زالوا يساهمون اليوم في بناء الوطن.أما عن فترة عمله في وزارة المعارف فقد تميزت بتنوع مصادر التأليف لمناهج الوزارة ؛ حيث بارك هذا الإجراء ودفع به إلى التنفيذ، ولهذا طرقت الوزارة كل الأبواب لتطوير المناهج من خلال تكليف عدد من الجهات العلمية والشخصيات المؤهلة للمشاركة في التأليف. وكان الخويطر - وهو المشهور بالحزم في الأمور المالية - كريماً سخياً في الإنفاق على الجانب الفكري والعلمي، فقد شجع على إعطاء المزيد من المكافآت لأعضاء الأسر من أساتذة الجامعات والموجهين والمعلمين الذين لديهم القدرة على الكتابة والتأليف، وجاء النظام ليمنح كل عضو عن كل جلسة ألف ريال، بينما كانت تمنح اللجان الأخرى في الجامعات وغيرها خمسمائة ريال ، وتضاعفت مكافآت المؤلفين - على يد الدكتور الخويطر، فبعد أن كانت اللوائح تحدد المكافآت بعشرين ألف ريال لكل كتاب مدرسي صار الكتاب الواحد ستة كتب، كتاب الطالب، كتاب المعلم، كتاب النشاط، وكل كتاب قسم إلى كتابين، للفصل الأول كتاب، وللفصل الثاني كتاب.. وهكذا ارتفعت المكافآت من عشرين ألف ريال للكتاب الواحد إلى مائة وعشرين ألف ريال. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل خادم الحرمين يكرم الخويطر في مهرجان الجنادرية قبل سنوات ومن نتاجه الأدبي خمس مجلدات بعنوان (أي بني) وهي بمثابة الموسوعة التراثية الكاملة، ومن مؤلفاته كتاب (وسم على أديم الزمن) وهو عبارة عن سيرة ذاتية، وأصدر مؤخرا كتاباً تحت عنوان (النساء رياحين) تحدث فيه عن تأثير المرأة أما ودورها الحقيقي والمأمول. مناصبه الحكومية عضو هيئة التدريس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود أمين عام مجلس جامعة الملك سعود وكيل جامعة الملك سعود للشؤون الأكاديمية رئيس جامعة الملك سعود رئيس ديوان المراقبة العامة وزير الشؤون الاجتماعية وزير المالية وزير العمل وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي وزير الصحة (وزير الزراعة) وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وهو أقدم وزير الآن في الحكومة من ما قيل عنه الكنز الثمين في شخصية د. عبدالعزيز الخويطر/عبدالرحمن بن محمد الشويعر أولاً أبارك لأبي محمد هذا التكريم الذي يستحقه من قائد أمة تكريمه هو تكريم أمة وحيث أنني أمضيت مايزيد على ثمانية عشر عاماً أعمل مع الدكتور عبدالعزيز الخويطر في مكتبه وعن قرب فقد أتيحت لي فرصة معرفة أشياء لا يعرفها إلا القريب منه. هذا الرجل نموذج رائع في إدارته وتعامله وسلوكه وتواضعه يرغمك على العمل معه دون النظر إلى أي مردود مادي أما المعنوي فيغمرك به. من صفات هذا الرجل أنه لا يأمرك بعمل شيء بل يوحي إليك إيحاءً فتعمله عن طيب خاطر لايشعرك بأنه الرئيس المطاع وأنت المرؤوس المطيع، بل الأخ والصديق والمشارك في المسؤولية يدعوك بأفضل الألقاب التي تحبها دون تكلف يصعب عليك التأثير عليه في أي إجراء يمس الآخر بل أن قراره ينبع من قناعه ذاتية يتحمل هو مسؤوليتها، من يعمل معه لا يجرؤ أن يوشي بأحد أو يتحدث عن أحد في غيابه. ثقة ولاة الأمر في هذا الرجل جاءت من أمور كثيرة منها أنني أمضيت 18 عاماً لم أسمع منه كلمة واحدة عن أي موضوع يدرس في اللجنة العامة أو في المجلس وكأنه لا يعرف عن هذه الأمور شيئاًِ، يسافر في رحلات مكوكية وتصدف أن أتصل بعائلته لأعرف عن سبب عدم حضوره لأنه عودنا الحضور قبل الموظفين فتقول لي أم محمد حفظها الله «أخذ شنطته ولم يقل لي أين وجهته». إذا كنت تعمل مع هذا الرجل فلا تنتظر ترقية أو علاوة تفضلك عن الآخرين خارج المكتب ورغماً عن ذلك فنحن سعداء ومحظوظون بالعمل معه لأن من يعمل مع الخويطر يشعر بكرامته وتقديره له وأنه في مدرسة للأخلاق والنزاهة. كانت وزارة المعارف أقل الوزارات استقطاباًِ للمراتب العليا من وزارة المالية رغم العلاقة الحميمة التي يتمتع بها مع وزير المالية آنذاك وفلسفته في هذا الأمر لايعرفها إلا الدكتور عبدالعزيز وحده ورغم شحه في إحداث الوظائف فهو كريم بشكل لا يعرفه إلا القريب منه، كان يكلفني بتوزيع مبلغ كبير من المال كل سنة أوزعه على صغار الموظفين في مكتبه وخارج مكتبه. يحافظ على أموال الدولة أكثر من ماله كان لدينا في المكتب سيارة واحدة «بويك» معدة للضيوف وكان يعطينا المفتاح عند وصول الضيف وبعد ذلك نعيد المفتاح إليه في اليوم التالي من مغادرة الضيف. كان كريماً للفئة الخاصة من الطلاب «المعوقين» ولا يرفض طلباً بالنسبة لتغذيتهم أو انتقالاتهم وفي كل أمورهم. كان شجاعاً في قراراته حينما يرى سلامتها، في يوم من الأيام طلب مني أن أطلب من الإشراف التربوي دراسة كمية الحفظ من القرآن الكريم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والتخفيف على الطلاب والتركيز على الفهم، تحدثت فعلا مع المسؤول عن الإشراف وبعد دراسة دقيقه أعد قرار بتخفيض بعض السور في المنهج والاكتفاء بشرحها للطلاب وتطبيقها عملياً لكن عندما جاء تأشير القرار تراجع المشرفون عن وضع أسمائهم بالموافقة عليه وحاولت معهم وشعرت بالحرج ماذا أقول لمعالي الوزير فدخلت مكتبه ومعي القرار على ورق الحرير الذي كان يستعمل قديماً وقلت له القرار لم يؤشر من أحد لأنهم رفضوا التأشير خوفاً من ردة الفعل، لم يتأخر دقيقة واحدة أخذ القرار ووقعه على مسؤوليته دون أن يؤشر من أي مسؤول آخر، والغريب أنه لم تأت أي ردة فعل لهذا القرار والسر الثقة التي يتمتع بها الدكتور عبدالعزيز الخويطر من الجميع ومعرفة المجتمع بسلامة أهدافه وصلاحه. حب هذا الرجل لوطنه تتعدد صوره، كان حريصاً على سمعة هذا الوطن وما يقال عن أهلها. إذا كان في رحلة خارجية فهو لا ينسى أبدا أن يطلب اخلاء ثلاجات الغرف التي يسكنها الوفد من المشروبات الكحوليه ومرة قلت له: «ليس من بين الوفد من يشرب بل انهم يمرون على غرفنا لصلاة الفجر قال: «أعلم ذلك ولكن بعض العاملين في الفنادق يستغلون فرصة مثل هذه الوفود ويأخذون ما بها من مشروبات كحولية وتقيد لحساب الوفد والمطلع على فواتير الفندق يتهم أعضاء الوفد السعودي بما ليس فيهم وهذا يمكن تجنبه بهذا الاجراء البسيط». كان مجاملاً إلى أبعد الحدود وخاصة عندما يقوم بزيارة لأحدى الدول فإنه لايمكن أن يرفض أو يلغي أي فقرة من فقرات جدول الزيارة التي اختارته الدولة المضيفة. وكنا في زيارة لإحدى الدول العربية وكان في جدول الزيارة فقرة زيارة أحد الجبال المرتفعة بواسطة طائرة هليكوبتر وهذه الفقرة لا تعطى الا للشخصيات المهمة لديهم ولخطورة الرحلة اعتذر بعض أعضاء الوفود بدعوى المرض أو التمارض وكنت أتمنى أن أكون واحدا منهم إلا أن الظروف حتمت على الصبر على هذا الامتحان.كانت رحلة مخيفة بين سلسلة من الجبال التي لا يفصل بينها وبين الطائرة الا أمتار قليلة ولا حاجة لوصف مشاعري في تلك اللحظة، الله لا يعيدها، المهم أننا وصلنا بسلامة الله وبعد العودة للمملكة بأسبوع طالعت خبراً في الجريدة بسقوط طائرة الهليكوبتر في نفس الجبل وكانت تقل وفدا أوروبياً بسبب اصطدامها بسفح الجبل وقد أطلعت أبا محمد على الخبر وكان رده «منيّتهم». أمضى 20 عاماً لم يغير أثاث مكتبه الذي انتقل إليه من الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ - رحمه الله - اللهم إلا سجادة أهداها الدكتور غازي القصيبي من المصنع السعودي حينما افتتح المصنع، وأخشى أن الدكتور غازي رأف بحال المكتب. حاول الأستاذ عبدالرحمن الحمدان مدير عام مكتبه تغيير أثاث المكتب لكنه رفض وقال: «إذا غيرت أثاث مكتبي غيرت أثاث مكاتبكم» ولم نجرؤ أن نطلب ذلك مرة ثانية، والغريب أن منزله العامر يضم أفخر الأثاث وأجمله ما يدل على اختلاف في القرار بين مكتبه ومنزله. هذا ليس كل مالدي عن هذا الكنز الثمين الذي تعلمت منه الكثير وسعدت بصحبته أجمل أيامي حياتي لكن أعرف أنه لا يود أن يقال عنه ما يعرف عنه من أفضال خشية نقصان الأجر الذي يرومه فيما يعمل أو يقول، وللعلم فانني لم أستأذن معاليه فيما قلت ولم آخذ رآيه حسب الأصول وهذه شجاعة مني في تحمل مسؤولية ما قلت اكتسبتها بعد مرحلة التقاعد التي عادة تمنح الانسان الشجاعة التي قد يفتقدها أثناء العمل مع الكبار. وأتمنى له طول العمر مقروناً بالصحة والسعادة الخويطر العميد الذي لا يحتاج لشهادة؟/د. إبراهيم بن عبدالله السماري معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر شخصية وطنية واجتماعية مرموقة، فتكريمه في الجنادرية هذا العام جزء من حقوقه لدى المجتمع الذي بذل من أجله الكثير. ويكفيه أنه عمل وزيراً مع ثلاثة ملوك على الأقل، وقبلها عمل في وظائف قيادية مع ملوك آخرين، وهو الآن بالاضافة إلى عضوية مجلس الوزراء عضو في كثير من اللجان والمجالس؛ لأنه شخصية محببة بتواضعه ورزانته وتنوع مخزونه العلمي والثقافي، وسعة أفقه الرحب المتسع لكل الأطياف الثقافية في دائرة التماحك الفكري المحمود. عرفت عبدالعزيز الخويطر الإنسان فوجدته مليئاً بالكنوز النبيلة التي تجعله محبوباً من الآخرين على اختلاف مشاربهم الفكرية والثقافية. وقرأت كثيراً من كتبه فعرفت عبدالعزيز الخويطر المؤلف الذي يعلي أهمية التوثيق في ميزان البضاعة الثقافية فيدرك قيمة دفاتر الذكريات ويحرص عليها حرصه على أحد أولاده. كان أول لقاء مباشر به منذ قرابة خمس عشرة سنة في محاضرة علمية له عن (مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية) وبعد أن انتهى من محاضرته وعقب المعقبون طلبت التعقيب وأشرت إلى عدم ذكره المصادر الشفوية برغم أهميتها في مادة التاريخ بعامة وفي التاريخ السعودي بخاصة، ولم يكن آنذاك مشروع وطني لحفظ هذا المصدر التاريخي المهم. فأجاب الدكتور الخويطر عن الملحوظة بتواضعه المعهود معترفاً بأهمية هذا المصدر وأنه غاب عن الأوراق وإن لم يغب عن الذهن وادراك أهميته، ثم استطرد مادحاً لي على الملحوظة القيمة - كما وصفها - بما حداني أن أعد ألوان ريش الطاووس في رأسي! وإحقاقاً للحق فإن هذا المصدر المهم أولته دارة الملك عبدالعزيز في عهدها الجديد ما يستحقه من أهمية وعناية فأثمرت جهودها وبحمد الله ثروة تاريخية وطنية ضخمة بكل المقاييس والحسابات نجدها اليوم في برنامج علمي والكتروني تفخر به الدارة، بل يفخر به الوطن. وبعد ذلك توطدت العرى الثقافية بيننا بما يملؤني فخراً بالتواصل مع هذا الكنز المعلوماتي ثقافة وتجربة، وما حباه الله به من الحكمة والحنكة التي زينها بتواضعه الذي لا يمكن وصفه. ولم أضيع الفرصة السانحة في الاغتراف من أصداف هذا البحر ولآلئه فعندما بدأت في تحضير رسالة الدكتوراه عن جانب من جوانب سياسة الملك فيصل - رحمه الله - أنخت أوراقي عند باب الخويطر ليشبعها محصا ونقداً، فاستفدت منه كثيراً، وزاد فرحي به أنه ترك الملحوظات الظاهرة التي يدركها كل أحد ليصل إلى ملحوظات دقيقة في عناوين بعض المباحث والفصول ملزماً نفسه بما لا يلزمه حيث علل - تكريماً وإيضاحاً - ما لاحظه بأسلوب لطيف، مما أشعرني بحنكة الرجل وبعد نظره، وهكذا فعلت عندما أعددت بحثاً علمياً محكماً عن (جهود المملكة في الإغاثة العلمية في الخارج) وهو ما سأفعله كلما وجدت نفسي دارساً أو باحثاً في جانب من جوانب التاريخ أو الأدب أو النقد. وهذا المنهج - نقش الملحوظات المهمة الخفية - هو ما وجدته عند رجل حكيم آخر هو معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري - رحمه الله - الذي استفدت منه وتعلمت منه كثيراً. فهذان الرجلان يوحيان إليك أن الإبداع هو ما يسكن عمق النصر لا ما نراه في ظاهره فحسب. وبمناسبة الحديث عن هذين العلمين الكبيرين من أعلام تاريخنا الوطني وآدابنا المحلية ومن وجهة نظري الشخصية فهناك تشابه في كثير من عناصر المنهج النقدي عند هذين الرجلين، مما يحفزني للاقتراح بأن تتولى احدى جامعاتنا توجيه طلاب الدراسات العليا فيها - في مرحلة الدكتوراه - لدراسة المنهج النقدي لدى عبدالعزيز التويجري وعبدالعزيز الخويطر، من حيث القواسم المشتركة، والرؤية المنهجية، والصبغة النقدية. وعوداً على بدء فإنه لا ريب أن كثيراً ممن يقرأ ما يكتبه معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر سيدرك ما أدركته من أنه يملك ناصية (السهل الممتنع) وأنه يحسن قيادته ليخدم هدفه من الكتابة والتأليف، وسيجد ذلك ظاهراً في (سوانح الذكريات) و(حطب الليل) و(وسم على أديم الزمن) و(اطلالة على التراث) و(النساء رياحين) وغيرها. كما أن المتأمل والدارس والناقد سيبهره في أسلوب الخويطر الرقة وشفافية الروح والملاطفة عند اختيار مفردات وتركيبات اللفظ وسيجد دون عنت في الأسطر وما بينها المداعبة المرحة والمماحكة المحببة، وسيستوقفه حرصه على المرويات والمقطوفات التراثية استعباراً وتمحيصا ً لا يخلو من النقد والتشكيك بل الشك الصريح إلى درجة الاتهام أحياناً. وختماً للقيل أقول: إن منهج تكريم الرجال المنتجين خيراً منهج محمود شرعاً وعقلاً وتجربة، وهو من المحفزات للجيل الجديد كي يقتفي أثر الرواد ليصل إلى المراقي الطموحة التي وصلوا إليها، وفي ذلك من الفائدة للأمة والوطن ما لا يخفى. وبالله التوفيق. المهرجان الوطني للتراث والثقافة يكرم الدكتور الخويطر في دورته لهذا العام ضمن فعاليات النشاط الثقافي، للمهرجان الوطني للتراث والثقافة(الجنادرية) في دورته الرابعة والعشرين، الذي انطلقت فعالياته برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله - أقيمت مساء أمس، ندوة تكريمية، بمناسبة اختيار معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر، الشخصية المكرمة للمهرجان في دورته بهذا العام؛وذلك بقاعة المؤتمرات، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة,وجمع غفير من ضيوف المهرجان الوطني من المثقفين والأدباء والمؤرخين، والمهتمين بالشأن الثقافي. وقد أدار ندوة التكريم عضو مجلس الشورى الأديب الأستاذ حمد القاضي، الذي استهل المساء بحديث عن الوفاء، الذي يمتد بين وطننا ومواطنيه.. الذي ينطلق من جذور تمتد في ذاكرة بلادنا، وما يقدمه أبناء هذا الوطن من رد الجميل بالجميل الوفي..وقد شارك في الندوة عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الزيلعي، والدكتور عبدالعزيز الثنيان والدكتور ناصر الجحيلان. بعد مقدمة القاضي تحدث الدكتور أحمد الزيلعي عضو مجلس الشورى، أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود، عن الدكتور الخويطر من خلال(الخويطر مؤرخا ومحققا) عطفا على اعتبار معاليه من أول الأكاديميين المتخصصين في التاريخ، وما ألفه وما حققه، وما لديه في مذكراته، من أوراق تاريخية اتصفت بالاتساع والشمولية المنفتحة على الحياة الاجتماعية، وما عاصرها من جوانب عمرانية، وحضارية مختلفة. كما تناول د. الزيلعي، في كلمته الدكتور الخويطرمن جوانب التنوع والشمول فيما كتبه معاليه، على جانب ما تميزت به كتاباته التاريخية، من موهبة عالم، وحس مثقف، واهتمام بخارطة التاريخ الشاملة للحياة، إلى جانب ما تميز به قلمه من تحقيق علمي اتصف بوضع المعلومة على محك البحث والتحقيق، من خلال منهجية علمية وبحثية عميقة لما تناوله د. الخويطر في كتاباته التاريخية، وما وظفه وما استعان به من مصادر علمية معتبرة في الكتابة للتاريخ الإسلامي. كما استعرض الدكتور أحمد في ورقته، الدكتور الخويطر مؤرخا من خلال محاور أربعة، الأول: بعض الكتب التي حققها معاليه فيما أرخ له عن مصادر التاريخ الإسلامي، حيث استعرض الزيلعي عددا من مؤلفات د. الخويطر في هذا المضمار.. مستعرضا الزيلعي العديد من النصوص التي أوردها للدكتور الخويطر فيما كتبه فيما حقق. أما البعد الثاني فتناوله الزيلعي من منظور: الخويطر مؤرخا من خلال المؤلفات التي ألفها د. الخويطر، من خلال ثلاثة كتب لمعاليه، وما اتصفت به من علمية البحث في فواصل هامة في مسيرة تاريخنا الإسلامي، وما تميزت به كتابته في هذا الحقل من البناء الموضوعي، والاقتباس المقنن الموجز، والشمولية في تناول الزاويا التاريخية ذات العلاقة، التي اقتنصها بأسلوب تفرد به فيما كتبه في هذا الجانب.. إلى جانب اللغة السهلة والفكرة الجميلة، والمسايرة لحركة البحث العلمي فيما كتبه معاليه. كما تناول د. الزيلعي البعد الثالث وهو دور د. الخويطر في تحقيق المخطوطات التاريخية، وما قدمه فيما حقق من رؤية بحثية ثاقبة، بعين الناقد المتفحص.. وصولا على البعد الأخير، الذي طرقه د. الزيلعي من خلال القيمة التاريخية لما كتبه الدكتور الخويطر، حيث وصفها بالقيمة التاريخية الثمينة، التي تصف الزمان، وتستعرض المكان، الذي رصده د. الخويطر فيما كتبه في هذا الجانب. بعد ذلك تناول الدكتور عبد العزيز الثنيان، معالي الدكتور الخويطر، من منظور الجانب التعليمي والتربوي، حيث استعرض د. الثنيان في كلمته ما تميزت به شخصية د. الخويطر، عبر ما عرفه معه في ميادين التربية والتعليم، من خلال العديد من المواقف التي استعرضها د. الثنيان من خلال وقفات عبر مسيرة معاليه في منظومة العمل الإداري من خلال عمله في جامعة الملك سعود، وعمله وزيرا للتربية والتعليم. استعرض بعد ذلك د. الثنيان، وقفات أخرى من البعد الإداري الذي أخذه د. الخويطر على عاتقه عبر الإدارة الأكاديمية، وعبر وزارة المعارف التربية والتعليم متناولا العديد من المواقف التي تناولها د. الثنيان موقف د. الخويطر من خلال المناهج، التي سعى جاهدا إلى الأخذ في تطويرها، كالرياضيات والعلوم وغيرها.. وما حرص عليه معاليه من تذليل الكثير من الصعوبات، وما شكله من لجان آنذاك لمتابعة مسيرة تطوير المنهج التعليمي، حرصا منه على المضي بالعمل في الوزارة قدما نحو تحقيق الأهداف المنشودة.. والتي يأتي منها نظام الأسر الوطنية، من خلال الاستعانة بالكفاءات الوطنية في دفع وتشجيع أعضاء هذه الأسر من أساتذة جامعات وموجهين ومعلمين. كما تناول الدكتور الثنيان، ما عكف الدكتور الخويطر من مشاركة ومتابعة، وتوجيه في الكثير من أعمال وزارة المعارف آنذاك.. . مستعرضا د. الثنيان ما وجده المعلمون من اهتمامه البالغ في تحسين كوادر المعلمين، وما أولاها من اهتمام لتحسين منظومة التعليم، وما صاحب ذلك من اهتمامه من الارتقاء بالمستوى التعليمي للمعلمين، من معاهد إلى كليات، إلى جامعات، للرفع من كفاءة المعلمين، وتحسين مستويات تأهليهم. وختم د. الثنيان، مواقف من حياة الدكتور الخويطر في مجال مشاريع وزارة المعارف، وما عاصره مع معاليه من مواقف في مجالات المشاريع المختلفة للوزارة.. والعديد من المواقف الأخرى ذات الصلة بإنشاء مباني التعليم المختلفة، والأخرى ذات العلاقة بالمواطنين في هذا الحقل.. وصولا على تعامله مع المسؤولين في وزارته. انتقلت الندوة بعد ذلك إلى الدكتور ناصر الحجيلان، الذي استعرض الدكتور الخويطر كشخصية وطنية إدارية، كان لها إسهامها تجاه الأدب والتراث.. حيث استعرض د. الحجيلان ما أسهم به د. الخويطر في مضمار التراث، وما وجده هذا البعد لدى معاليه من الدرس والاهتمام.. حيث استعرض د. الحجيلان هذا البعد من عدة محاور أولها: من خلال منظومة الاهتمام بدراسة التراث على المستويين الفردي، والمؤسساتي.. . وصولا على ما وجده لدى الدكتور الخويطر في هذا الحقل.. . باعتباره ابرز المساهمين كفرد في هذا الجانب ككتاب (أي بني) الذي جاء في خمسة مجلدات تدرس التراث مما يؤكد اهتمام معاليه بهذا البعد الهام.. وما تميزت به كتابات معاليه في هذا الجانب، من شمولية البحث، وعمق الدراسة، واستقصاء التراث في تاريخنا العربي والإسلامي.. وفقا للعديد من المستويات، أولها المستوى المادي، والثاني المستوى الفكري، أما الثالث: المستوى السيكيولوجي.. مستعرضا د. الحجيلان العديد من المقولات للدكتور الخويطر فيما ألفه في هذا الجانب المعرفي. ومضى د. الحجيلان مستعرضا بعدا آخر لدى الدكتور الخويطر من منظور بعد ثان ألا وهو(أشكال التراث عند الدكتور الخويطر) حيث طرقه د. الحجيلان من خلال الشكل المكاني فيما أورده د. الخويطر.. وصولا إلى لون التراث لدى معاليه.. وطبيعة التراث والجانب الشعبي في تسجيل التراث.. . ومن هذا إلى أنماط تسجيل التراث بأسلوب سهل ممتنع يسهل التعرف على التراث الذي درسه معاليه، مستخدما العديد من القوالب اللغوية من تشبيهات واقتباس وغيرها. ومضى د. الحجيلان، مستعرضا تسجيل التراث وتوظيفه لدى الدكتور الخويطر من خلال ما سجله من توظيف لنصوصه التاريخية والتراثية، من خلال مفردات وتركيب تراثية لتؤدي دلالات إيحائية لما يدرسه من نصوص التراث، والتي تؤكد ما كان يوليه من اهتمام بالغ في دراسته للتراث. وختم د. الحجيلان ورقته واقفا مع العديد من خصائص التراث عند الدكتور الخويطر من أبعاد المكان والزمان واللغة.. وما تميز به هذا الجانب من نقد التراث بطريقة علمية محكمة، ودراسة منهجية فذة، بعيدا عن الأخذ بالمسلمات في التراث.. وإنما من خلال إخضاعه للدراسة العلمية، والبحث الفحص والكشف.. وما تميز به من عرض تربوي شيق تميز بالكثير من شد انتباه القارئ، وما صاحب هذا العرض من إحياء للتراث، وربط الحاضر بماضي التراث وفق أسلوب هادف تربوي باتجاه أجيال اليوم الحاضرة والقادمة.. وما رصده من مخيلة إنسان هذه البيئة، وما صاحبها من لغة المكان، وحديث الزمان، وما تميز به الدكتور الخويطر تجاه هذا المسلك العلمي الذي سلكه معاليه، برؤية مؤلف أخذ على عاتقه مهام تجاه كل ما تناوله في مؤلفاته. أعقب ذلك العديد من المداخلات، التي جاء منها مداخلة للدكتور حسن الهويمل، الذي وصف الدكتور الخويطر بأنه من أصحاب المشاريع الثقافية، من خلال مسيرته الأدبية والثقافية، وما قدمه معاليه في مضمار الأدب والمعرفة والثقافة. ومداخلة للدكتور مسعد العطوي، الذي أشاد بدور هذا المهرجان الوطني، مباركا لمعالي الدكتور الخويطر، مشيدا بنجاح الدكتور الخويطر في الحضور الثقافي عامة والتراثي خاصة، ومنوها بما صاحب ذلك من نجاح إداري.. مناشدا معاليه بأن يدون الجديد الكثير مما لديه، الذي لم يدون حتى الآن. أما الدكتور حجاب الحازمي، فتحدث عن تتلمذه على يدي معالي الدكتور الخويطر.. مشيرا على أن هذا من الاحتفاء هو احتفاء بالعلم والثقافة في بلادنا.. . وما تميزت به كتابات معاليه من تنوع وغزارة وعمق، إلى جانب ما تتقاسمه حياة الإدارة وما حفلت به من مسؤوليات وعضويات وزارية واجتماعية مختلفة.. لم تحد من هذا العطاء المتدفق في حقول الثقافة المختلفة. أعقبها مداخلة للدكتورة جواهر عبدالعال، التي هنأت الدكتور الخويطر بهذا التكريم، باعتباره علما وقامة استحقت هذا التكريم الذي يعد احتفاء بالثقافة في بلادنا. تلا ذلك العديد من المداخلات التي، تقاطعت حول عدد من المحاور، التي التقى أغلبها في وصف المحتفى به، مما حفلت به مسيرته الثقافية، من عمل دؤوب في حياة الإدارة من جانب، وفي مجالات المعرفة والثقافة المختلفة من جانب آخر.. وما تميزت به شخصيته من حس المواطن، وإخلاص المسؤول، ورؤية المربي، وحرصه الإداري الناجح.. وما تميز به معالي الدكتور الخويطر من خلق تترجمه العديد من المواقف الكثيرة الحسنة التي تصور الدكتور الخويطر كإنسان.. الخويطر حياة في الثقافة ومسيرة في الإدارة ولد الدكتور عبد العزيز الخويطر في عنيزة عام 1345ه، وقد تلقى تعليمه الأول بالمدرسة السعودية الابتدائية في مكة المكرمة، حيث واصل تعليمه الإعدادي والثانوي ليتخرج بعد ذلك من المعهد العلمي السعودي في عام 1365ه، ليكمل تعليمه الجامعي بعد ذلك في القاهرة، ومنه لإكمال تعليمه العالي في لندن حيث كانت دراسته العليا في التاريخ، ليعود بعدها إلى ارض الوطن في عام 1380ه، ليكون من أوائل أبناء الوطن الحاصلين على شهادات علمية عليا آنذاك. مما يميز معالي الدكتور الخويطر، هو ما يمتلكه اليوم من سيرة ثرية معرفيا وثقافيا وإداريا، فقد كان معاليه من أوائل أبنا هذا الوطن المعطاء الحاصلين على شهادة الدكتوراه حيث تخرج د. الخويطر، من جامعه لندن وعين بعد عودته منها أمينا عاما لجامعة الملك سعود بالرياض في عام 1380ه حيث عين بعد عامين وكيلا للجامعة واستمر في هذا العمل حتى 1391ه، ثم عين رئيسا لديوان المراقبة العامة، كما كلف بالعديد من المناصب الوزارية التي منها: العمل وزيرا للتعليم العالي بالإنابة، كما عمل معاليه وزيرا للمعارف، وعين بعدها وزير دولة وعضو مجلس الوزراء، إلى جانب العديد من المهام الوزارية، والمهام الأخرى داخل المملكة وخارجها. لقد كان د. الخويطر إلى جانب تنقله في العمل الوزاري والإداري، عضوا في كثير من اللجان والهيئات العليا في بلادنا، حيث أسهم من خلال تلك العضويات بمزيد من العطاء لهذا الوطن، مما جعله محل ثقة ولاة الأمر، الملك سعود فالملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد يرحمهم الله حيث لا يزال يحظى معاليه من قبل قيادتنا الوطنية بتلك الثقة الغالية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وولي عهد الأمين سلطان بن عبد العزيز حفظها الله. لقد كان للدكتور الخويطر، عبر رحلته الوزارية والإدارية، رحلة أخرى.. رحلة بصحبة الكلمة والإبداع الأدبي.. باعتباره إنسانا نهل معرفيا وثقافيا من معين الحياة الإدارية ومدارسها، إلى جانب العديد من قنوات الثقافة التي عاصرها برؤية مسؤول، وقلم أديب، ورسالة مبدع.. فلمعاليه العديد من المؤلفات التاريخية، والأدبية.. والتي منها (أي بني) وهو عبارة عن موسوعة من التراث التي صاحبها الكثير من الرؤى الاجتماعية والتربوية، تتناول جوانب اجتماعية مختلفة ومتناغمة في الحديث إلى شباب بلادنا بين المأمول تارة.. وباتجاه المستقبل تارة أخرى، حيث حمل رسائل إلى شباب بلادنا بكلمة صادقة، ورؤية ثاقبة أحكمتها التجارب في ميادين المعرفة، ومسارات الثقافة، وأحكمت صناعة الكلمة للشباب بروح الأب والمربي والمسؤول في آن واحد.. ومن مؤلفاته - أيضا - كتاب (وسم على أديم الزمن) والذي دونه معاليه بمداده الخاص كسيرة ذاتية مختلفة، باعتبار معاليه لم ينظر إلى سيرته إلا من خلال وطنه، مما جعل القارئ يجد الدكتور الخويطر من خلال سيرة المكان وخاصة المكان في عنيزة، والمكان المقدس الذي أبحر في ذاكرته من خلال ما تناوله في هذه السيرة عن(أم القرى) كما صدر مؤخراً للدكتور الخويطر عن دار القمرين للنشر، كتاب تحت عنوان (النساء رياحين) تحدث فيه عن المرأة أُماً.. وزوجة.. وبنتا.. ولقد كتب د. الخويطر في هذا الإصدار بمداد آخر.. مداد (الدموع) في فصل (أمي وأبي) فجاء إصدار د. الخويطر، يستلهم حضور المرأة في تراثنا العربي، وما أورده الكتاب عن المرأة من مواقف إشعاعية في حياة الأمم والشعوب، وما سجلته المرأة من أمثلة ستظل محفورة في ذاكرة الأيام، وما شغلته المرأة من مساحات ضوئية شاسعة الإشراق.. والتي امتدت بكل هذا وذاك إلى المساهمة الفاعلة في حياة الشعوب بدور بارز أثبتت بأنها نصف الحياة.. من خلال ما مارسته المرأة عبر دورها المضيء الذي أدت من خلاله رسالة اجتماعية مضيئة أسهمت في حياة الأمم، وظلت خالدة في مضمار البناء والفخر والإعجاب. بكل ما تتطلبه الحياة الإدارية من مسؤوليات جسام.. إلا أنها لم تزد الدكتور عبدالعزيز إلا عشقاً للمسؤولية، التي تصب في خدمة هذا الوطن وفاء وإخلاصا وانتماء، ترجمة للثقة التي حظي بها معاليه من لدن قيادتنا الرشيدة، ومن هنا تفجر عبر هذه المشاعر عشق د. الخويطر للتراث الوطني، وتحقيق المخطوط منها والاهتمام به، إلى جانب التأليف عن ذاكرة الوطن، من خلال ما ألفه في تاريخ بلادنا العزيزة.. فكان حاضرا في العديد من القنوات الثقافية، التي يأتي في مقدمتها الكتاب، والصحافة، إن تكريم الدكتور عبد العزيز الخويطر، ما هو إلا إحدى الصور المشرفة والمشرقة، عبر مسيرة تكريم أبناء هذا الوطن المعطاء، وسجل حافل في تاريخ بلادنا يسجل أروع المواقف التي تحظى باهتمام ورعاية قيادتنا الحكيمة الراشد، في الاحتفاء بتكريم أهل العلم والثقافة، الذين حملوا في قلوبهم وطنهم، واتخذوا من مواقعهم وأقلامهم، وسائل حية لخدمة بلادنا، والإخلاص لقيادتنا، مما يجعل هذا التكريم في مناسبة وطنية عالمية، في مهرجاننا الوطني للتراث والثقافة في دورته الرابعة والعشرين، تكريماً سيظل مشرقاً بما يعنيه من معان سامية، وليأتي هذا التكريم يجدد العهد والحديث بين الدكتور الخويطر وشباب بلادنا الطموح دائما إلى خدمة هذا الوطن، والإخلاص لقيادته الراشدة 0 | 0 | 523