أكد إعلاميون وصحافيون وضيوف وزوار ل"منتدى الإعلام العربي" في دورته الثالثة عشرة التي عقدت في جميرا سيتي بدبي يومي 20 و 21 مايو الجاري، على أهمية دور الإعلام في الحد من ظاهرة "التصعيد الطائفي" والفتن ومكافحتها بما يساهم في القضاء عليها.. وقالوا ل "الرياض": إن الإعلام أحد أهم الوسائل التي يمكن من خلالها تطهير المجتمع من التطرف ومن التصعيد الطائفي والتحريض والفتن.. مؤكدين على أنه يجب على الإعلام ان يلعب دوراً محورياً ومركزياً في نبذ الطائفية ومحاربتها. يقول الإعلامي سامر عبدالكريم: كانت ندوات المنتدى مهمة وتستحق الحضور والنقاش، خصوصاً ندوة الاعلام العربي والتصعيد الطائفي، حيث ركز المشاركون على أهمية عدم مساهمة الإعلام في نشر الطائفية في المجتمعات، وضرورة التركيز على محاربة الخطاب الطائفي، ومثل هذه الأفكار تعتبر مهمة وحيوية وتستوجب النقاش باستمرار. أما الإعلامي محمد جميل، الذي يحرص على المشاركة والحضور في فعاليات المنتدى، فقال: ما من شك أن الإعلام وظف كأداة مهمة في الصراع الطائفي، خصوصاً أنه يعتبر مرآة عاكسة لأي خلاف اجتماعي أو ثقافي أو سياسي في مجتمعاتنا العربية، فيما قال أحد ضيوف المنتدى، رامي سالم، الذي يواظب على الحضور منذ اكثر من عشر سنوات: تميز المنتدى هذا العام بإضافات جديدة نوعية، وجاءت ندوة "التصعيد الطائفي" في محلها وتوقيتها المناسب، حيث بتنا بحاجة ماسة للحد من هذه الظاهرة التي تربك المجتمعات، وتعيق تقدمها ونموها، وهنا يلعب الإعلام دوراً محوريا ومفصلياً، سواء على تصعيدها وتوتير الأجواء، أو على صعيد الحد منها ومكافحتها، والمطلوب هو التأكيد على دور الإعلام الإيجابي في الحد منها. من جانبه قال الإعلامي عبدالفتاح موسى: أعتقد أن ظهور ما يمكن تسميته بالصراعات الطائفية والتصعيد الطائفي في العالم العربي أثر بشكل مباشر على ما تنقله وسائل الإعلام، وبالتالي فإن ما وصلنا إليه من خطابات إعلامية طائفية اصبحت تؤثر بشكل كبير على المجتمعات، وهو ما يستدعي التوقف عنده للحد منه والغائه، حيث أيده، الإعلامي عمار رشيد، مضيفاً: قد يكون هناك صعوبة في إيجاد حلول مناسبة للحد من هذا الصراع الطائفي أو التصعيد الطائفي الذي يجد له مكاناً واسعاً في بعض وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن مسألة البحث عن حلول وتطبيقها في هذا الشأن قد يكون صعباً جداً او معقداً ويتطلب وقتاً طويلاً، متسائلاً: من الذي يقف وراء هذا التأجيج الطائفي، فلا بد من تحديد هويته وكشفه ومحاربته وتعريته. من جانب آخر قال أحد ضيوف المنتدى، جمال سليم: حضرت غالبية الندوات، وشدني فعلاً تنوع تلك الندوات والمواضيع التي طرحها المنتدى، وكيفية تفاعل الجمهور معها، وكانت ندوة الإعلام العربي والتصعيد الطائفي إحدى أهم الندوات، حيث لاقت تفاعلاً من الحضور، كما كان المشاركون واضحين في أفكارهم وتصوراتهم التي تستحق النقاش والجدل، ومنها ما يستحق التطبيق فوراً، لأن تطبيقها يساهم في الحد من الاحتقان والصراع الطائفي الذي لا يخدم أحدا. أما الكاتب مشاري الذايدي، الذي رفض فكرة أن يكون الإعلام مساهماً بشكل مباشر في نشر الطائفية في المجتمع العربي، فقد أشار إلى أن التوترات الطائفية ليست وليدة اليوم، وبأنها موجودة ومرفوضة منذ التاريخ القديم، مؤكدا أن العالم العربي يحتاج لإنهائها من خلال سلطة قوية رشيدة، ثم خلق بيئة يتعايش فيها الجميع بسلام، مردفا قوله: مسؤولية خلق هذه البيئة لا تبدأ كما يعتقد البعض من المنابر الإعلامية، وإنما من البيت والأب والأم والمدرسة والمجتمع وأرباب السياسة، مؤكدا على أنه يجب إغلاق القنوات الفضائية التي تغذي الطائفية، دون النظر الى قضية الحرية الإعلامية، وما يتوقف على ذلك من انتهاك لحرية الرأي كما يعتقد البعض، فهنا لسنا بصدد حرية الإعلام، وإنما مكافحة الجرائم المتمثلة بالتحريض على القتل والتصفية. وقال الذايدي: إن هناك تكوينات اجتماعية تدعم هذه القنوات، وتعمل على بثها من أماكن خارج نطاق العالم العربي، مبيناً أنه لا بد من وضع قوانين تضبط المحتوى الإعلامي المتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي، وإخضاعها للقوانين العامة المعمول بها في الوقت الحالي في سلطة الإعلام الفضائي. كما وصف رئيس وحدة العلاقات الدولية ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في جريدة الأهرام، عماد جاد، أن المشكلة في العالم العربي ثقافية بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أن بعض الأنظمة استخدمت الدين كسلاح للتأجيج الطائفي وتصفية الحسابات الشخصية، وبالتالي كان هناك توظيف سياسي للإعلام، مضيفا: إن بعض ملامح تلك الطائفية مرتبطة بالعقائد الفردية، وكل فرد حر بما يؤمن به، ولكن عندما تتحول العقائد الى التحريض وتبني الخطاب الطائفي، فإن ذلك يستوجب التركيز على محاربته. أما أستاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين الدكتور باقر النجار فقال: استخدم الإعلام كأداة مهمة في الصراع الطائفي الدائر حالياً، وهو مرآة عاكسة لأي خلاف اجتماعي أو ثقافي أو سياسي في مجتمعاتنا العربية، مرجعا سبب وصول التحريض الطائفي إلى الوسائل الإعلامية، وإلى فشل العديد من الدول العربية في مواجهة ذلك الصراع الطائفي. من جانبه قال المحلل السياسي لقمان سليم الكاتب: دفعنا التأجيج الطائفي في وسائل الإعلام جميعاً إلى التفكير جيداً بما يجري حولنا من صراعات، مؤكداً أنه لا يؤمن كثيرا بفكرة أن الإعلام يعكس ما يجري، فهو شريك أساسي في العملية والصراعات المختلفة، وبأن الإعلام بحاجة إلى مراجعة وتقييم مستمر.