توطئة: (اليوم الجيد يمنحنا البهجة، واليوم السيئ يمنحنا الخبرة). تتفق الأدبيات التربوية المتواترة على أن التربية الفاعلة هي تلك التي: "تحدث التغيير الإيجابي في سلوك الفرد". في الآونة الأخيرة تابعنا على مضض وبقلق ظواهر سلوكية وتصرفات مستهجنة من قبل بعض طلاب مدارس المنظومة التعليمية تمظهرت في تمزيق الكتب الدراسية تارة، وتحطيم الأثاث والنوافذ تارة أخرى، على نحو يشي بأن المدرسة كمنظومة لم تعد تحتل أي مساحة ود في وجدان هؤلاء الطلاب وإلا لما شاهدنا كم بلغ حنق الطلاب وهم يمزقون الكتب ويرقصون على أشلائها المتناثرة، أو يحطمون النوافذ بالمقاعد الدراسية، سلوكيات تتطلب دراسة تربوية ونفسية متعمقة ليس محلها هذا المقام. لقد تناول بعض كتاب الرأي والمهتمين بالشأنين التربوي والعام، ولحق بهم المغردون في وسائل التواصل والإعلام "مقروء ومرئي ومسموع" بالتعليق والتحليل لا بل والتفسير والتأويل لهذه الحوادث المؤسفة، فمنهم من ألقى باللائمة على طواقم إدارة تلك المدارس التي كانت مسرحًا للعبث، فمنهم من لام المعلمين وآخرون ألقوا باللائمة على أسر هؤلاء الطلاب (المجتمع)، وعند إعادة البصر كرتين في تداعيات هذه الحوادث وفي الآراء التي طرحت حولها رغم وجاهتها غاب عن الصورة تمامًا العنصر الأهم في تلك الأطروحات ألا وهو النظام التربوي الذي تمثل المدرسة واجهته بمختلف مكوناتها!. إن النظام التربوي السائد في بلادنا برمته نظام مغلق لا يتفاعل مع محيطه (المجتمع)، فهو لا يدخل المجتمع (الأسرة) في حساباته لا بل لا يأبه بحاجات ورغبات المنضوين في منظومته من أجل تحقيق تطلعاتهم، وهذا يعني أنه عاجز عن إشراك المجتمع أو على الأقل تفعيل دوره من أجل تحقيق الأهداف وتطوير آليات العمل بمشاركة المستفيدين منه. إن تفشي هكذا سلوكيات رديئة ما هو إلا مؤشر خطير على أن ثمة اضطرابًا أو هي قطيعة ما بين المنظومة التعليمية والمجتمع، وعليه فإن المعالجة لا ينبغي أن تكون تلطيفية بقدر ما ينبغي أن تكون جذرية أي التحول إلى نظام مفتوح يؤسس لشراكة مثمرة بين المدرسة والمجتمع لكي تتحول مدارسنا من بيئات طاردة ومنفرة إلى بيئات جاذبة ومحببة تستوعب الجميع وتستهوي أفئدة الطلاب وتحتل مساحة من وجدانهم، مدارسنا قبل ربع قرن أو يزيد كانت فاعلة ومتفاعلة مع محيطها ولعل برامج تطوير التعليم تعيد للمدرسة هيبتها ودورها كمؤسسة تنشئة اجتماعية مثلها مثل مدارس اليابان وكوريا الجنوبية وفنلندا. ضوء: (تركيز التفكير على المشكلات سيفرز المزيد منها، أما تركيز التفكير على ما يمكن تحقيقه سيثمر المزيد من الفرص..). As-dirbas@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (34) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain