كان: محمد رُضا بصرف النظر عمن فاز بجوائز الإخراج والتمثيل ليل أمس السبت، فإن المسابقة هذا العام كشفت عن عدد من السينمائيين المتميزين بمواهبهم في الميادين التي اختاروها للعمل. يقينا أن التميز والإجادة أمران مفروغ منهما لدى أي مخرج أو ممثل، نعلم جميعا أن المتوفر من عطاءات وأداءات ليس متساويا وفي أحيان ليس متساويا بوضوح شديد، وأن المعايير قد تختلف بين أهل المهنة عن تلك التي في بال النقاد ولو أن بعض النقاد يعتقد غير ذلك. التالي إذن، عشرة أسماء من تلك التي تستحق الجوائز من وجهة نظر نقدية بحتة وربما بعضها، وهذه الكتابة تمت - لضرورات النشر - صباح يوم توزيع الجوائز مساء، ما يعني أنه ربما فاز واحد أو أكثر ممن ترد أسماؤهم هنا بالجائزة التي يأملها كل المتنافسين: * تيموثي سبول الممثل في دور البطولة في «مستر تيرنر» * لدى هذا الممثل البريطاني البالغ من العمر 57 سنة سبعون فيلما و53 حلقة تلفزيونية تشهد جميعها بموهبته. بدأ السينما سنة 1978 وعمل غالبا مع بعض خيرة المخرجين، فهو مع البريطاني جون ماكنزي في «قل لا للغرباء» (1981) وريتشارد لونكرين في «الإرسالية» (1982) ومع كن راسل في «قوطي» ثم بدأ التعاون مع مخرجين غير بريطانيين من سنة 1988 عندما مثل تحت إدارة البولندية أنييسكا هولاند في «لقتل راهب» ثم تحت إدارة كلينت إيستوود في «صياد أبيض، قلب أسود» (1990) وبرناردو برتولوتشي في «سماء ساترة» (1990). تعرف عليه المخرج مايك لي منذ عام 1990 فأسند إليه دورا رئيسا في «الحياة لذيذة» وكان ذلك أول تعاون بينهما. بعد ذلك هو غالبية أعماله: «أسرار وأكاذيب» (1996) و«توبسي تيرفي» (1999) وصولا إلى بطولة «مستر تيرنر». كان من المفترض أن قامة سبول المديدة، وجهه الأبعد عن أن يكون وسيما وبدانته ستكون وسيلة لحجزه في خانة معينة من الأدوار، لكن هذا الممثل غير طيع في أداء النمط وقادر على أن يجسد ما يسند إليه موظفا تلك المواصفات لصالح دوره. في «مستر تيرنر» (الذي يستحق عنه جائزة أفضل ممثل عنوة عن كل الممثلين) لا يهم إن كان الرسام البريطاني جوزيف تيرنر شبيها بتيموثي سبول أم لا. هذا يصبح شأنا في طي التفاصيل. سبول يؤديه حسب أفضل أصول الأداء المسرحي وهو الابتعاد عن الكاميرا (ومنها التمثيل للجمهور مباشرة) والدخول إلى الشخصية المنشودة بكامل درجة انصبابه وبذله. * نوري بيلج دجيلان مخرج «نوم شتوي» * كل تاريخ هذا المخرج التركي مؤلف من سبعة أفلام روائية طويلة وفيلم قصير واحد حققه سنة 1995 من باب شراء تذكرة لانضمامه إلى المهنة التي أحب. دائما مثير للاهتمام لرسمه عوالم شخصياته وأحداثه في أجواء غير مشعة بالبهجة. الجانبان، شكل الفيلم ومضمون مشاهده، يلتقيان في التزام برؤيته لواقع الشخصيات. إنه لا يتعامل مع الوضع الاجتماعي ولا يمتد مما يتعامل معه إلى بعد سياسي، لكن في إطار تلك الشخصيات وأحداثها الجوانية لديه مساحة واسعة لقراءة السلوكيات الذكورية والأنثوية الاجتماعية وكيف يتصرف الرجل حيال المرأة وكم هو مخطئ حيالها، كما الحال في «طقوس» (2006) و«ثلاثة سعادين» (2008) والفيلم الحالي «نوم شتوي». هذا الفيلم المتسابق في هذه الدورة (والذي قدمناه في عداد هذه التغطية اليومية) نموذجي. يفتح المخرج عدسته على رجل لا يمكن أن تستشف حقيقته إلا على نحو متتابع كما لو أن هذه العدسة تتدرج في الكشف. عنوة عن باقي أعماله، يستبدل المخرج المشاهد بالحوار. يحصر ممثليه (وبالتالي مشاهديه) في جو البيت كما كان يفعل إنغمار برغمن، ويمنحهم حوارات لا تنتهي، لكنها لا تتوقف عن الكشف أيضا. المشاهد الخارجية تلتقط، كما هو معهود في أفلامه، البيئة التي تستطيع أن تضفي على الشخصيات ملامحها، فهي هنا غير جميلة وفي «سحب مايو» (1999) تعبر عن توهان بطله كما تعبر تلك المناطق النائية ذات المناظر الموحشة في «حدث ذات مرة في أناضوليا» عن خشونة الحياة وشخوصها. * هيلاري سوانك في دور البطولة في «رجل الديار» * الممثلة الأميركية هيلاري سوانك تعاني من سيناريو مفرط في بساطته العضوية. ليس هناك من أحداث كثيرة، وخصوصا في محيط ما تقوم به هي على الشاشة. ينص السيناريو (الذي وضعه المخرج توميلي جونز بمعية كيران فيتزجرالد ووسلي أوليفر عن رواية غليندون سوارتاوت) على شخصية امرأة ذات إرادة قوية. وسوانك تجسد هذا العنصر جيدا. امرأة يعلو حسها بالروحاني والأخلاقي على جمالها بحيث لا يلعب الأخير أي دور فعلي في حياتها. على العكس هي امرأة تبحث عن رجل يحبها وتعلم أنها ستحبه على أي حال. خلال هذا الدور الممتد لساعة ونصف في فيلم من ساعتين، ليس هناك الكثير من الأفعال وردود الفعل تقوم بها، لكن هذا لا يؤدي بها إلى أي تكرار. عليها أن تتعامل وشخصية قدر لها أنها «هكذا» طوال الوقت. مساحتها ما بين إيمانها وعاطفتها ضيقة في سيناريو لا يتطلب منها سوى ملء هذه المساحة. على ذلك هي كل الحضور وبطل الفيلم (تومي لي جونز نفسه) لا يبذل إلا من بعد انتهاء دورها وغيابها عن الشاشة. * بنت ميلر مخرج «القابض على الثعلب» Foxcatcher * استند المخرج الأميركي بنت ميلر لتقديم هذا الفيلم الرائع على سيناريو لكاتبين اشتغلا عليه واحدا تلو الآخر هما دان فاترمان (الذي كتب فيلم ميلر الأسبق «كابوتي») وإ. ماكس فراي كما على تجربته مع الفيلم البيوغرافي السابق «كابوتي» عن الروائي الشهير ترومن كابوتي (كما أداه جيدا الراحل فيليب سايمور هوفمن). حين التحضير المسبق مباشرة للتنفيذ لا بد أن ميلر أدرك أنه إذا ما أراد الحديث عن شخصية بالغة التركيب والتعقيد كالشخصية التي يؤديها الممثل ستيف كاريل، فإن عليه مزج هذين العنصرين على نحو أكثر جدية مما ورد في فيلمه السابق «مونيبول» خصوصا أن عنده ممثلا لا يمانع في أن يعيد خلق نفسه هو الكوميدي (سابقا) والدرامي (حاليا) ستيف كاريل. الحكاية هنا قاتمة وشخصيتها الرئيسة ملتوية وقدرة ميلر على التعامل معها من دون النزول إلى السهل تتبلور بمنهج صحيح يوزع حضوره في كل خانة ومع كل ممثليه (كاريل ومارك روفالو وشانينغ تاتوم) على نحو يستخرج من كل منهم أفضل ما عنده وأغربه أيضا. * ماريون كوتيار في دور البطولة في «يومان وليلة» * المخرجان الشقيقان جان - بيير ولوك داردن يطلبان من الممثلات الرئيسات في أفلامهما أن يتلاءمن مع المعالجة الواقعية - الاجتماعية التي يصبغانها على أفلامهما. ماريون كوتيار (38 سنة) لديها أكثر من 60 دورا سابقا لكي تبتعد عنه إذا ما أرادت العمل معهما. الطريقة تفرض عليها أن تمثل الدور كله كما لو كان من مشهد واحد (هي عمليا في كل مشهد من الفيلم): امرأة مجهدة من الحياة وهي بعد شابة تستعين بالمهدئات لمعاونتها على صد هجوم إداري عليها يقضي بإيقافها عن العمل تبعا لمحاولة الشركة خفض تكاليفها. هي مرهقة من قبل أن تبدأ السعي المضني للحفاظ على عملها (زوجها يعمل في مطعم صغير ولديهما ولدان صغيران) عبر إقناع من صوت لصالح طردها بإعادة التصويت لصالحها مباشرة بعد «الويك - إند». كوتيار باذلة لحسن تجسيد هذه الشخصية التي لا قدرات غير عادية عندها ولا مميزات. مجرد امرأة يتوقف مستقبلها على يومين وليلة تفصلها عن مصيرها. وغياب هذه الملامح التي قد يستخدمها فيلم آخر توطيدا للدراما مشترك مع غياب رغبة المخرجين في توفير لعبة إخراجية تمنح الفيلم محطات متباينة من الأحداث. كوتيار في سنوات ما بعد دورها الجيد في «حياة وردة» (2007) خطت نحو المزيد من الأفلام غير الفرنسية (أو غير الناطقة بالفرنسية أيضا) فلعبت في أفلام أميركية بينها الفيلم الذي حط على شاشة مهرجان «كان» في العام الماضي «المهاجرة» لجيمس غراي. لكنها هي أفضل بلغتها وبثقافتها في أعمال مواطنيها الأوروبيين مما هي في تلك الناطقة بالإنجليزية. تخسر تلقائيا حيال تطويع موهبتها لتناسب التكنيك الأميركي كما الحال في «الفارس الداكن يرتفع» سنة 2012 مثلا. * عبد الحليم ماموتسييف الطفل ذو التاسعة في فيلم «البحث» * إذا كان هناك عنصر واحد ممتع وجدير بالإعجاب في فيلم ميشيل هازانافيشوس «البحث» فهو اكتشاف هذا الممثل الطفل الشيشاني ومنحه الظهور الذي يستحقه. شغل المخرج على الممثلين الآخرين متفاوت القبول تبعا لسيناريو مشغول على نحو تقليدي التعامل مع شخصياته: الأميركية أنيت بانينغ لها شخصية محدودة التفاعل رغم إيمانها بدورها، الفرنسية بيرينيس بيجو تبدو متوترة حتى قبل اصطدامها بالعراقيل الموقوتة حينما حاولت التوجه إلى المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان لعرض قضيتها، لكن الطفل عبد الحليم هو المفاجأة حيث لا يمكن إغفال تلقائيته وعفويته. مرة أخرى نحن مع مقولة «الطفل المعجزة» التي تتألف عناصرها فعليا من إدارة المخرج وموهبة الممثل الأصغر سنا من أن يفكر في الطريقة التي يمكن له فيها جذب المشاهد إلى أدائه. إنه بلا سياسة عمل مسبقة وبلا خطة إعلامية. كل ما لديه فهم الدور وتأديته. بعضهم يخفق، بعضهم ينجح قليلا والقلة تنجح لأبعد ما يمكن للنجاح أن يكون. هذا الممثل الصغير من النوع الثالث. إنه كما لو أنه ممثل كبير جرى تصغير سنواته علميا وإعادته بدنا إلى سن التاسعة مع الإبقاء على موهبته. إلى جانب وجهه المعبر بلا نطق، هناك الحركة التي ينطلق لتنفيذها بدقة. حين يرقص على أنغام أغنية «ذ بي جيز» المسماة You Should Be Dancing لا يحاول التقليد (وهذا من ضمن الدور) بل تطويع الأغنية لتناسب فولكلوره الثقافي والفني الشيشاني في الرقص. الذهول المرتسم على وجه الممثلة بيجو حين تتلصص عليه هو الذهول الذي يستحوذه هذا الممثل من المشاهدين. باقي الفيلم يتساقط من حوله. * جان ـ لوك غودار مخرج «وداعا للغة» * هل كلمة مخرج صحيحة في مقام غودار؟ ليس بمعناها العربي (أخرج الفكرة إلى فيلم أو العمل إلى الشاشة) بل بمعناها التقني الفرنسي (Mise en scène)؟ هل هو مركب مشاهد ولقطات، مهما بدت عشوائية؟ هل هو فنان تشكيلي أم مخرج سينمائي؟ التركيبة التي يتألف منها فيلم «المخرج» جان - لوك غودار تكاد تفلت من مفهوم تلك الكلمة لكونها تتجاوز المحدد منها، فإذا هو يشمل كذلك الصورة الثابتة، والموسيقى والتعليق والحوار المبتسر والاستعانة بالتقنيات، بدائية (صورة على صورة) أو متجددة (نظام الأبعاد الثلاثة). فيلمه «وداعا للغة» وجزء كبير من أفلامه السابقة هي صياغات فكرية وأدبية وفنية تتداخل والصورة السينمائية التي تشكل كل منها لقطة ذات طرح مع أو ضد الطرح الذي يسبقها أو يليها. في الثالثة والثمانين من عمره وفي زمن يهاب التجديد، هو شاب أكثر من ابن السادسة والعشرين. صحيح أنه يستند إلى اسمه المدوي في عالم السينما الغابرة، تلك التي قامت على تقديس حرية المخرج التعبيرية أكثر مما توفره المعطيات الإنتاجية اليوم، إلا أن أكثر المؤمنين به، لنقل شركات التمويل التي تقف وراء فيلمه، تدرك أنها تفعل ذلك اقترانا به أكثر مما تفعل ذلك لأنها ستحقق إيرادا من عمله. هذا هو الموقف ذاته الذي وقف وراء أعمال عباقرة سينما كثيرين مثل تاركوفسكي وأنجيلوبولوس وغونيه خرجوا من ديارهم لاجئين إلى التمويل الفرنسي مدركين أن أحدا غير هؤلاء لن يكون مستعدا لتمويل أعمالهم. غودار يبقى الشأن الأغرب بين كل من بقي حيا من السينمائيين المعبرين أولا وأخيرا عن الذات (الثلاثة المذكورون ماتوا، كذلك غالبية من شكل «موجة السينما الفرنسية» التي انبثق منها غودار) وهو يزداد غرابة وإثارة للتحدي مع كل فيلم جديد يحققه. * أندريه زفاياغنتزف مخرج «ليفياثان» * هل هذا المخرج الروسي (50 سنة) هو نسخة من مواطنه السابق أندريه تاركوفسكي؟ هل يشتركان في صنع أفلام تثير حنق المسؤولين فيقومون بإعلان فصلها عن جذورها المواطنية (كما حال هذا الفيلم)؟ أم أنهما يشتركان فقط في الطريقة التأملية للحياة والشخصيات وللرموز والطبيعة؟ كان يمكن لزفاياغنتزف أن يكون نسخة جديدة من تاركوفسكي كونه ينشد أشعاره السينمائية فوق ذات التربة، لكنه ليس كذلك، بل هو نسخة من نفسه، ونفسه قريبة الشبه من السينمائي الفذ تاركوفسكي. هذا تبدى في أعمال زفاياغنتزف السابقة من عمله الأول «العودة» وصولا إلى هذا الفيلم. لكن مع ملاحظة أنه تخلى عن تفضيله اللقطات التي تأخذ وقتها على الشاشة، لصالح إيقاع أكثر استعجالا في فيلمه الجيد هذا. هذه النقلة لم تؤثر على صنعته كمراقب وكمتأمل ولا على حرفته ككاتب. في هذا الفيلم يورد، كما تقدم، حكاية عائلية تهاوت تحت مطرقتين في وقت واحد: مطرقة الخيانة الزوجية (ارتكبتها المرأة) ومطرقة جشع المسؤولين للاستيلاء على الغير رغبة في الاستثمار التجاري وتحقيق عوائد مادية. ما يمكن أن نضيفه اليوم هو أن الشق الأول نجده متمثلا في «النفي» ثاني أفلام زفاياغنتزف (2007) بالكامل: رجل وعائلته المؤلفة تماما من زوجة وصبي. الزوجة حامل من سواه. الزوج يكتشف، عن طريق ابنه، أن صديقه هو الفاعل. في معالجته لمواضيعه يتابع هذا المخرج طريقا تصاعديا يصل إلى نهايات عميقة. يصعد حتى يصل إلى صخرة تشرف على الهاوية. طوال الطريق يلقي نظرته على الإنسان ومتاعبه كما على الحياة خارج المدن وكيف أن السوس نخرها هي الأخرى. * جولييت بينوش ممثلة في دور البطولة في «ضباب سيلز ماريا» * هناك ثلاثة لافتين في هذا الفيلم: جولييت بينوش وكرستن ستيوارت (انظر أدناه) والمخرج أوليفييه أساياس الذي ينجز فيلما مختلفا عن أعماله السابقة على نحو إيجابي. الشخصية التي تؤديها بينوش هي شخصية ممثلة عالمية والعالمية هنا هي ليست مساحة الشهرة التي يحتلها الممثل أو الممثلة عادة، كما الحال مع جورج كلوني ونيكول كيدمان وتوم هانكس مثلا، فهذه نجومية، بل العالمية هنا هي ما تمثله جولييت بينوش (50 سنة) عندما تتولى بطولة أفلام من مصادر مختلفة، فرنسية وبريطانية وأميركية. تنتقل بين القارتين على نحو شبه دائم وتجيد (عكس ماريون كوتيار) البذل في اللغات الأخرى (أمر لا علاقة له بإجادة اللغة بل بالتعبير بها). لذلك هي هنا، في هذا الفيلم، تؤدي نفسها على نحو واضح. لكنها لا تنسى أن تكون سيلز ماريا وليس جولييت بينوش. في الجوهر، المعبر عنه جيدا في أكثر من مشهد، تلك الحقيقة في أن سيلز ماريا تواجه عقدة ما بعد بلوغ النصف الثاني من العمر وكيف ستعالج ذلك بعدما تسلمت أول عرض لها لكي تؤدي شخصية أم. أمر لا بد أن بينوش واجهته لكنها تغلبت عليه بإجادتها كل الأدوار في شتى المراحل، لكنها هنا تستعير مما تعرفه لكي تمنح الشخصية الجانب المقنع من الأداء. * كرستن ستيوارت الممثلة في دور ثانوي في «ضباب سيلز ماريا» * بعض الممثلات الأميركيات ينطلقن من أدوار بطولة في أفلام جماهيرية من النوع السائد، إلى ما يتاح لهن من أعمال درامية أكثر حصرا من دون أن يتركن الأثر الصحيح. لكن الأميركية كرستن ستيوارت، التي لا تزال في الرابعة والعشرين من العمر، إذ تترك وراءها تلك المجموعة من الأفلام الشبابية الملتحمة تحت اسم سلسلة «حكاية توايلايت» (تشويق ورعب للمراهقين والمراهقات) تلجأ هنا إلى دور ناضج وتمنحه موهبة أداء غير متوقعة. تؤدي هنا دور مساعدة وسكرتيرة جولييت بينوش الشخصية. وهي تترك نفسها لكي تتحول إلى عنصر من عناصر القرار الذي على بطلة الفيلم بينوش اتخاذه، حلقة من حلقات حياتها وسببا ليس خفيا كثيرا، وراء اختياراتها. ستيوارت تفعل كل ذلك بطلاقة. جمالها مستخدم للغاية مما يقنعنا بالحيرة المتجلية حول طبيعة العلاقة بينها وبين بطلة الفيلم ودوافعها. هناك ممثلات أخريات يستطعن التعبير، عبر النظرات والحركة الإجمالية، عن موضوع كهذا، لكن هنا فإن كرستين ستيوارت هي سيدة الموقف. * تقييم أفلام المسابقة بلمحة * عرضت المسابقة 18 فيلما ما بين بداية المهرجان في الرابع عشر وانتهائه يوم الأحد (يوم إضافي بعد ظهور النتائج) وهنا تقييمها. Mr. Turner * إخراج: مايك لي (بريطانيا) Foxcatcher * إخراج: بنت ميلر (الولايات المتحدة) Leviathan * إخراج: أندريه زفاياغنتزف (روسيا) Winter Sleep * إخراج: نوري بيلج دجيلان (تركيا) The Captive * إخراج: أتوم إيغويان (كندا) Timbuktu * إخراج: عبد الرحمن سيساكو (مالي - فرنسا) Saint Laurent * إخراج: بورترانو بونيللو (فرنسا) Wild Tales * إخراج: داميان زفيرون (الأرجنتين) The Homesman * إخراج: تومي لي جونز (الولايات المتحدة) * Adieu Au Langage إخراج: جان - لوك غودار (فرنسا) *Jimmy›s Hall إخراج: كن لوتش (بريطانيا) Two Day، One Night * إخراج: جان - بيير ولوك داردن (بلجيكا- فرنسا) * Clouds of Sils Maria إخراج: أوليفييه أساياس (فرنسا) Maps to the Stars * إخراج: ديفيد كروننبيرغ (كندا) Still the Water * إخراج: ناوومي كواسي (اليابان) The Search * إخراج: ميشيل هازانافيشوس (فرنسا)