تجسد ملامح الوجه ماتكنه الصدور لذا تعد الابتسامة رسول الخير الأول لمن يشاهد ذلك المحيا وفي الوقت الذي أخذت فيه الابتسامة تختفي خلف الزائف منها وخلف ضغوط العصر، تبقى هناك ابتسامة حقيقية وهي التي تأتي من مصدرها الحقيقي ولهذه الابتسامة مؤشرات تدل على حقيقتها ويمكن للآخرين قراءتها في ملامح من تصدر منه الابتسامة، وهذا النوع من الابتسامات يرتاح له الآخرون، وهي مصدر للارتياح ويصاحب هذه الابتسامة مؤثر صوتي يعتبر مؤشرا لمدى مصداقيتها وكثيراً ما تتعالى الضحكات حتى تصل إلى حد الإزعاج، وهذا غير مرغوب فيه ولكن الابتسامة الجميلة المريحة قد تنوب عن مثل تلك القهقهات التي يشوبها نوع من المجاملة أو التصنيع الذاتي. وعندما تطل علينا وجوه غابت طويلاً ثم أتت راغبة في الوصول بعد غربة فإن سرور الحال يكون جزلاً وإشراقة الابتسامة سترسم على المحيا رمزاً للراحة لذلك المقبل. يقول الشاعر سعد بن جدلان الاكلبي: ألا يا خاطر في خاطري خيرة الخطار تقبلت الجوارح شرع البيبان مسروره يحييك الخفوق اللي بيوتك في مداه كبار حللت أهلاً بدار تحسب انها عنك مهجوره و الابتسامة تمثل احيانا وسيلة للدفاع وإثبات الثقة بالنفس والرضا عن الحال. يقول فيصل بن تركي بن عبدالله: ابتسم مهما حكوا عنك وعني ولا تضايق وانت من بين المحاني وعندما نتحدث عن الابتسامة والضحك من منظور ستر الحال عن العواذل وعن من يشمتون بالحال التي تكدر صفاها فإنها خير وسيلة لإسكات ذلك العاذل او الشامت رغم أن تلك الابتسامة أو الضحكة تخفي وراءها الشيء الكثير من الهموم. يقول محمد السديري: نشدتني عن حالتي يا شفاتي وأنا مريض القلب لو إني أخفيت أضحك وونات الحشا موجعاتي وأشرب قراح وكن شربي من الزيت وما أجمل الابتسامة عندما تأتي بعد أوقات الضيق وبعد أن اكتربت الحال بموجعات الزمان ولواهيبه: وعقب المحل سيحان صدري مواريد مثل القفور بنبتها مستجده فرحت عقب الفيض من غير تحديد وضحكت يوم أوحيت علم نوده