أدى الرئيس الجنوب أفريقي المنتخب لولاية ثانية جاكوب زوما اليمين في مقر الحكومة ببريتوريا، وأقسم على احترام الدستور الذي أقرّ في نهاية نظام الفصل العنصري قبل أكثر من 20 سنة. ووعد زوما ببدء مرحلة تحول «جذري» في جنوب أفريقيا، عبر تطبيق سياسات اجتماعية واقتصادية، وقال: «أنجزنا بنجاح المرحلة الأولى من عملية تحولنا. اليوم هو بداية المرحلة الثانية من انتقالنا من الفصل العنصري إلى الديموقراطية». وأشاد زوما بالزعيم الراحل ومؤسس الأمة نلســـون مانديلا وعمله لتحويل جنوب أفريقيا من دولة منبوذة إلى دولة تفتخر بنفسها في العالم. وحضر مراسم أداء اليمين ملوك ورؤساء دول وحكومات من جميع أنحاء أفريقيا، بينهم رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، والرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، فيما لم يحضر أي من زعماء أوروبا أو أميركا الشمالية. وبعدما أدى زوما اليمين أمام رئيس القضاة موغوينغ موغوينغ، علت وجهه ابتسامة عريضة. وأشاد مغن تقليدي يرتدي جلد النمر بزوما ووصفه بأنه «محارب من أجل العدالة الاجتماعية» فيما علت زغاريد النساء. ولم تكن ولاية زوما الأولى سلسة، حيث واجه انتقادات متكررة بالفساد، وأسئلة حول استخدام 23 مليون دولار من أموال الضرائب لتجديد منزله الخاص، إضافة إلى منح نفوذ لرجال أعمال مقربين منه، واحتجاجات ضد ارتفاع معدلات البطالة وضعف الخدمات العامة. كما خسرت جنوب أفريقيا أخيراً مكانتها كأكبر اقتصاد في القارة الأفريقية، والذي احتلته نيجيريا. وتبدو البلاد غير قادرة على مواجهة مستويات انعدام المساواة الكبيرة. وعلى رغم أن الناخبين في الانتخابات التي أجريت في 7 الشهر الجاري أظهروا ولاء غير محدود لحزب «المؤتمر الوطني» الحاكم الذي فاز بنسبة 62 في المئة من الأصوات، إلا أن ولاءهم لزوما أقل وضوحاً.