حسن العيسي- سبق - جدة: ألِف سُكان إحدى أحياء محافظة بحرة (جنوب جدة) مشاهدة الإفريقية التسعينية حليمة التي تُسابق عمال النظافة صباح ومساء كل يوم في نبش حاويات القمامة لجمع بقايا الخبز والعلب المعدنية لبيعها بعد تجميعها بمنزلها. التقت سبق بـحليمة التي تَقَوّس ظهرها، وضعف بصرها، لكبر سنها، وقالت إنها قَدِمت للمملكة قبل ١٨ عاماً، بعد أن مَنَحَها وزير الداخلية الراحل الأمير نايـف إقامة نظامية -حسب قولها- وأضافت أنها تعمل في جمع الخبز والعلب من القمامة لتأمين قوتها اليومي. وعن انهماكها في العمل برغم شيخوختها المتقدمة قالت: إن المعيشة تُجبرها على ذلك، كما أن أهل الخير والمحسنين من سكان الحي والمارة، يُعطونها ما تجود به أنفسهم تعاطفاً مع كِبَر سنها، وبيّنت أنها عاشت يتيمة الأبوين منذ نعومة أظافرها، ولا تزال تقاسي ظروف الحياة الصعبة، وستبقى تعمل لتأمين معيشتها ما دامت تستطيع السير على قدميها. وأضافت أنها تعيش الآن مع أحد أقاربها، وتُفَضّل الاعتماد على نفسها؛ لأن كل شخص قادر على العمل عليه الاعتماد على نفسه وعدم الاعتماد على الغير. وقال أحد سكان الحي الذي تقطن فيه حليمة: إن هذه العجوز تعتبر مثالاً للكفاح، ودعا الشباب العاطلين عن العمل للتفكّر في قصتها، والاعتماد على أنفسهم بدلاً من انتظار الوظيفة التي قد يطول انتظارها؛ في ظل عدم حصول البعض على الشهادة التي تؤهله للوظيفة التي يحلم بها.