النسخة: الورقية - سعودي في أحيان كثيرة يتهم الإعلام الرياضي بعدم القدرة على التأقلم مع محيطة أو حتى فهم ما يدور حوله، ويرد الإعلاميون الرياضيون غالباً بأن السياسي أو الاقتصادي أو حتى المثقف يدورون في فلك اهتماماتهم التي يحددونها من دون الالتفات إلى اكتشاف ما حولهم، وإدراك أهمية بعض الأشياء، حتى لو لم ترق لهم، وما بين هذا وذاك يبدو أن الإعلام الرياضي يقدم يوماً بعد يوم ما يبرهن صحة النظرة حول انطوائيته وعجزه عن فهم دوره كجزء من مكونات المشهد العام، خصوصاً وأن كثيراً من القائمين على الاتصال في الإعلام الرياضي لا يدركون أهمية النظر إلى جوانب مشتركة، أو ربما لا يعرفون عنها شيئاً، من هذا عدم إدراك البعض أهمية مناسبة ما، أو الهدف من متابعتها. عندما تقام بطولة منتخبات الخليج في بلد لا يتمتع باستقرار، أو يعاني منغصات يبقى الهدف الرياضي جزءاً من الهدف الأهم، وهو إثبات أن البلد الذي يستضيف البطولة بدأ يتعافى من نكسته، وخلال العام 2010، استبسل اليمنيون لاستضافة مباريات كأس الخليج، وحرصوا على أن يشاهدها الجميع بعد ما قدموا التسهيلات كافة من أجل أن تأتي القنوات الفضائية برفقة جيش من الصحافيين لتنقل ماذا يحدث في اليمن، وكيف أن هذه البلاد تستطيع استضافة الآلاف من دون مصاعب أمنية، وتكرر الحدث بتفاصيل مشابهة في البحرين العام الماضي، بيد أن التعامل كان مختلفاً، وظهرت الفجوة بين السياسي والرياضي بصورة واضحة، فالأول لا يدرك أهمية الحدث الرياضي، والثاني لا يعلم عن أهمية المناسبة سياسياً، فتعامل الاثنان مع البطولة على أنها منافسات رياضية بحته، تستحق البحث عن الربح المالي، وبيع الحقوق التليفزيونية بطريقة تجارية من دون الاهتمام إن كان المشاهد سيصل إليها أم لا! وبعد إطلاق «دوري الخليج العربي» على بطولة الإمارات لكرة القدم تكرر سوء الفهم مجدداً، إذ يتضح من التسمية الجديدة أن لها أهدافاً أبعد من مجرد كرة القدم تستدعي أن يلتفت لها الإعلامي أو الإداري الرياضي خدمة لتوجهات وطنية عليا تقتضيها الحاجة في الوقت الراهن، وبات من الضروري الالتفات إلى أن مسمى «الخليج العربي» يجب أن ينتشر خارجياً على حساب مسمى الخليج الفارسي من خلال السعي لوصول الدوري الإماراتي بنجومه المحليين والعالميين إلى المشاهدين في أرجاء الدنيا كافة، وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال فتح المجال للقنوات الإخبارية والوكالات التليفزيونية العالمية لبث أهداف الدوري من خلال دقيقة إخبارية مجانية، خصوصاً وأن الأمر لن يؤثر في تفرد القنوات المحلية ببث المباريات كاملة من دون منافسة، واللافت أن حجب الدوري الإماراتي امتد من الاحتكار إلى التشفير، ما يهدد الهدف الأهم من التسمية الجديدة للبطولة، وربما يعود الأمر إلى أن بعض المسؤولين في القنوات المالكة للحقوق لا يدركون أهمية أن الرياضة أداة مهمة في كثير من الأحيان لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وثقافية. ويبقى المسؤول الرياضي في الإعلام أو الهيئات مطالب بعدم الانفصال عن واقعه من خلال العمل على تحقيق الأهداف الكبيرة من دون النظر إلى مغريات الحصول بسهولة على الهدف الصغير. Talal2020@gmail.com