في نهاية الشهر الحالي وتحديدا في التاسع والعشرين منه، يرعى بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني حفل تخريج الدورة الخامسة والعشرين للضباط الجامعيين والدفعة الثلاثين من طلبة كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني.. المناسبة من أسعد المناسبات لدولة التوحيد، إذ يتم الدفع بنخبة من أبناء الوطن لخدمة الدين ثم المليك والوطن.. وإن كنت قد فقدت شرف الدراسة في هذه الكلية رغم كوني أول ضابط جامعي يلتحق بالحرس الوطني مع زميلي وأخي فهد اليحي رحمه الله، فقد عوضني الله بشرف المشاركة في اغلب حفلات تخريج قادة المستقبل من هذا الصرح الشامخ كضابط مراسم وإعلام.. و الحديث عن هذه الكلية العريقة، حديث ممتع، وذاكرتي مليئة بالكثير عن تاريخ هذه الكلية التي شَرُفت أن يكون متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الأمير، الرئيس، الوزير هو أول قائد يتولى دفتها قبل أن يسند المهمة لزميله وأحد رجاله المشهود له بالكفاءة اللواء عيسى بن إبراهيم الرشيد وكلية الملك خالد افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الثالث من شهر ربيع الآخر عام 1404هـ وشهد افتتاحها حضور وفود عسكرية من ثماني عشرة دولة، كدليل على أهمية الحدث، واستمر الاهتمام بهذه الكلية الفتية من قبل العديد من قادة الدول، الذين كانوا يحرصون أن تكون كلية الملك خالد العسكرية من ضمن جدول زيارتهم للمملكة. و أذكر على سبيل المثال لا الحصر أنه قد زارها العاهل المغربي الملك محمد السادس، والشيخ سعد العبدالله الصباح رحمه الله (ولي عهد الكويت آنذاك)، وكذلك الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، ورئيس وزراء تركيا الأسبق تورجوت أوزال والعديد العديد من قادة وكبار مسئولي دول العالم. نقاط *سبق للكلية أن أصدرت في شهر صفر من عام 1432 العدد 103 من مجلة الكلية بمناسبة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير دولة وعضوا بمجلس الوزراء، ورئيساً للحرس الوطني، وكان ذلك العدد مميزا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، كم أتمنى من قيادة كليتنا الحبيبة وأسرة تحرير المجلة أن يتم إعادة طباعة محتوى ذلك العدد في كتاب ويتم توزيعه في كل حفل تخريج، إذ إنه بحق موسوعة وكنز معلوماتي قل مثيله. * بمناسبة مرور ثلاثة عقود على بدء تخريج ضباط الكلية ألا يستحق هذا الحدث الهام من كليتنا الفتية أن تقوم بإعداد معرض للصور يحكي تاريخ هذه الكلية الحافل، ويتم تنظيم زيارات لطلبة المدارس لذلك المعرض خصوصا في اليوم الوطني، ليتعرفوا بأنفسهم على تاريخ الكلية ونشاط طلابها وكيفية إعدادهم كي يكونوا قادة للمستقبل، ولا أتوقع أن هناك صعوبة في تنظيم ذلك المعرض، خصوصا أن أرشيف الكلية غني بالصور الوثائقية وكذلك أرشيف إدارة العلاقات والمراسم بوزارة الحرس الوطني. * درجت الكلية على إقامة حفلات التخرج عصرا، ونظرا لحرارة الأجواء فلا أدري لماذا لا يتم التفكير في إقامتها مساء، ثم إن إقامتها في الاستاد الرياضي بالكلية سيكون كفيلا بتلطيف الجو أكثر وسيعطي إمكانية استيعاب عدة آلاف من الحضور، كما أن مدى الرؤية سيكون أفضل لوجود المدرجات. * تتمنى كثير من الأمهات أن تتاح لهن فرصة حضور هذا اليوم التاريخي لأبنائهن، فليس هناك فرحة تعادل فرحة تخرج الابن، ووضع قدمه على أولى عتبات المسؤولية، وقد درجت كلية الملك فهد البحرية في الجبيل على دعوة الأمهات في حفلات التخريج. وإن لم يتيسر حضورهن في ميدان الحفل، فإن حضورهن في مسرح الكلية وعرض الحفل مباشرة على شاشة المسرح، قد يكون مقنعا لهن إلى حد ما. * في يوم التخريج، تشهد بوابات الكلية زحاما شديدا للدخول إلى ميدان الحفل، وكفكرة لتخفيف ذلك الزحام: ما رأي إدارة الكلية في استغلال مواقف مدارس الحرس الوطني العسكرية كمواقف للحضور مع تأمين عدة باصات من الحجم المتوسط لتقوم برحلات مكوكية لإيصال الحضور من تلك المواقف إلى موقع الحفل داخل الكلية بعد التأكد من أحقيتهم في الدخول ومن ثم إعادتهم إلى المواقف بعد نهاية الحفل، وبهذه الطريقة يتم إلغاء الدخول سيراً إلى مقر الحفل. * إهداء نسخة من شريط الحفل لكل طالب لن يكون مكلفا ولكنه سيبقى ذكرى للأبد لا تقدر بثمن. وفق الله حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده لكل خير، وأسأل الله أن يسدد خطى رجل الحرس الوطني ووزيره الشاب صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وأن يوفق رجالات كليتنا الحبيبة وعلى رأسهم اللواء عيسى بن إبراهيم الرشيد وبقية الرجال المخلصين العاملين معه، وأن يطرح البركة في أبنائنا الخريجين من كلية الملك خالد العسكرية وغيرها من الكليات والمعاهد.