حينما أقول شواربهم أرمز للذكورة بالطبع لا للرجال، فكم من ذكر ليس رجلاً بصفاته النبيلة..! هل المأجورون لهم شوارب؟ ربما نعم وربما لا، إذ لا ننسى استغلالهم لمعرّفاتٍ نسائية مُغرية في مواقع شبكات التواصل بالإنترنت وهم في حقيقتهم ذكور بلا قِيمْ ولا رجولة. مناسبة هذا الكلام كشف المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور سلطان التركي عن قائمة تحوي أكثر من نصف مليون حساب وهمي في شبكات التواصل الاجتماعي هدفها تشويش المجتمع والنيل من لحمته وأمنه إلى آخر كلام اللواء منصور. قلنا هذا مراراً وحذّرنا منه.. لا يمكن أبداً أن تصدر تلك التغريدات الحاقدة من أهل هذه البلاد المعروف عن مُعظمهم البساطة وقيمهم النبيلة ولم يصدقنا أحد. ردوا علينا بكلام أقل ما يُقال عنه غير الصادق وغير النزيه. من يُحب بلاده لا يمكنه مقايضة هذا الحب برغيف خبز أو بعطيّة ينتظرها.. فحب الأوطان أكبر وأسمى من كل مادة. أكثر ما يزعجني سماع مفردة (من يهاجر معي فقد كرهت وطني)..! يقول مثل هذا الكلام صبايا وصبية يعتقدون بأن دول العالم ستفتح لهم الأبواب بكل ترحاب وتستقبلهم بالورود والحلوى وتوفر لهم حياة رغيدة (ببلاش)..!! أيتها الحالمات أيها الحالمون: في كل بقاع الدنيا هنالك المنغصات والمكاره والكّبد، وهذه طبيعة حياة البشر. صحيح يوجد في بلادنا بعض ما لا يعجبنا وبعض مالا يروق لنا ولا يتماشى مع ما نتطلع إليه ونعيش من أجله لكن هل هذه هي النهاية؟ ألا يوجد فسحة من أملٍ بالأجمل؟ ألم تتغير كثير من الأمور خلال الخمس سنوات الماضية نحو الأفضل؟ إذاً نعم: يعني أن هناك تحرّكاً وهناك سعياً وجهوداً تُبذل من أجل الأفضل. صحيح أن البطء غير محمود لكن هل البطء مقصود؟ ثم تعالوا نسأل أنفسنا ماذا قدمنا كأفراد من اشتغالات إيجابية للتغير نحو الأفضل؟ أخشى أننا لم نُقدّم غير النواح والتسدّح أمام الشاشات الصغيرة وسماع أراجيف النصف مليون مُعرف حاقد وإعادة تدوير مقولاتهم الهادمة دون أي شعور بالذنب.