نتمنى أن تحذو اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم حذو لجنتي المسابقات والاحتراف اللتين تواصلان تقديم المفيد والجديد في بداية نقلة مختلفة مع الاتحاد السعودي المنتخب. واليوم أتحدث عن لجنة المسابقات التي عقدت الأربعاء الماضي ورشة عمل بعنوان (رؤية مستقبلية للمسابقات السعودية)، بمشاركة مختصين من الأندية وبعض الإعلاميين، وهي امتداد لورش عمل سابقة أعطت ثمارا مميزة بتطبيق المرئيات والاستفادة من الملاحظات التي تلتقي في نقطة تلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات، وهذا ما حدث فعليا الموسم المنصرم، ولذا حرصت اللجنة برئاسة الدكتور خالد المقرن وحضور جميع الأعضاء، على عقد ورشة عمل جديدة لبحث شؤون المستقبل في أربعة محاور. الجميل أن الغالبية وبنسبة طاغية طالبوا بتطبيق نظام الاتحاد الآسيوي في تنظيم المباريات، بأن يكون المضيف على يسار المنصة والتشدد في عدم السماح بالدخول لأرض الملعب إلا للمخول لهم، وأن نحاكي كل ما هو قاري ودولي وتطبيق الأنظمة بصرامة، ومن بين المقترحات عدم جلوس رؤساء الأندية على مقاعد البدلاء، لأنه لا دور حقيقي لهم، إن لم يكن لوجودهم سلبيات من بينها الضغط على الحكام، وربما يُسمح لهم بالدخول بين الشوطين للالتقاء باللاعبين أو يُكتفى بما بعد المباراة لكي تبقى الأمور أكثر هدوءا. ومن المحاور المهمة جدا ويكرر طرحه توقيت المباريات، بإقامة بعضها بعد صلاة المغرب والشوط الثاني بعد صلاة العشاء، بل من الفوائد أن تقسم المباريات في يومين ويكون هناك فارق زمني بين بعضها لمصلحة تسويقية، تنعش خزائن الأندية بناء على مطالبات مسوقين وشركات استثمارية تجد أن إقامة مباريات (غير جماهيرية) في توقيت متزامن مع مباريات جماهيرية يضعف جوانب الاستثمار. ومحور ثالث (رش الملعب) قبل المباريات وكان محل استغراب كون بعض الفرق كانت ترفض هذا الإجراء في حين أنه يختص بسلامة اللاعبين، والأكثر غرابة أن بعض مسؤولي الملاعب أخطأوا في توقيت الرش وكميته مع وجود تباين آلية التطبيق بين ملعب وآخر، ولذا طالبنا بتدريبهم وتأهيلهم والتعميم على الأندية إلزاميا..! ومن المحاور المهمة جدا ويثار في نهاية كل موسم، المطالبة بزيادة عدد الفرق حيث رفض الجميع الزيادة بعد معرفة الهابطين، واتفقوا على أن يكون بآلية عادلة يعلن عنه في توقيت مناسب منتصف الموسم مثلا، ومعرفة الآلية مبكرا، حيث قدمت عدة اقتراحات تستحق الاهتمام، والعمل به في موسم 2016 لتفادي مشاكل الروزنامة المزدحمة العام المقبل، بعد دراسة جدوى هذا التوجه من جميع الجوانب. وكان أول محور عن الفئات السنية وآلية تطوير دورياتها بما يصقل المواهب ويؤسسها علميا، وهذا موضوع يستحق أن أناقشه في مقال خاص في ظل الاهتمام الكبير والسعي في بلورة خطط مجدية يعمل عليها اتحاد القدم باتفاقيات دولية. لجنة المسابقات قدمت روزنامة الموسم المقبل والتصور المبدئي للموسم الذي يليه مع ترقب آلية دوري أبطال آسيا التي قد تتغير، وهنا نشير إلى فكر الشباب المؤهل علميا والمستند إلى تجربة في الأندية، هذا ما ننادي به دائما بأن من عملوا في (ميادين) الأندية وزادوا في رصيدهم الأكاديمي خير من يتولى قيادة الرياضة في مختلف لجانها وباقي التخصصات، ولذا نلاحظ التطور المطرد في عمل لجنتي المسابقات والاحتراف. الكرة الآن في ملعب مجلس اتحاد القدم في ظل تفاعل كثيرين، بشرط أن تقدم اللجنة خلاصة المقترحات التي تم الاتفاق عليها، علما أن المجلس سبق واعتمد توصيات ومقترحات من لجنتي المسابقات والاحتراف بما يؤكد حرصه على تعزيز كل ما من شأنه المضي قدما نحو عمل احترافي وتنظيمي يقوي اهتمام اتحاد القدم بمحاكاة التنظيمات الدولية والقارية.