ظلت الكعبة المشرفة محور الاهتمام والانطلاق صوب التطوير في فكر 6 من قادة المملكة، حيث كانت القاسم المشترك لمشاريعهم التطويرية في مكة المكرمة. وتقع الكعبة المشرفة وسط المسجد الحرام وهي على شكل حجرة مرتفعة البناء مربعة الشكل يبلغ ارتفاعها 15 مترا ويوجد في ضلعها الشرقي باب الكعبة المشرفة يرتفع عن الأرض نحو مترين ويبلغ ارتفاعه 3 أمتار وعرضه مترا واحدا و68 سنتيمترا وهو مصنوع من الذهب الخالص وتبلغ كمية الذهب المستخدمة فيه حوالي 280 كجم وبلغت تكلفته الإجمالية 13 مليونا و420 ألف ريال عدا كمية الذهب المستخدمة فيه وتم صنعه في عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله. وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة المشرفة جدد بناؤها 12 مرة وقد توالت الدول على مر العصور على الاهتمام بالكعبة المشرفة، وفي العهد السعودي شهدت الكعبة المشرفة العديد من الإصلاحات وحظيت باهتمام بالغ منذ عهد مؤسس هذه الدولة الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي أمر بتنفيذ أكبر توسعة لساحات المسجد الحرام والمسعى وغيرها من المشروعات الهادفة إلى توفير أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والحجاج والمواطنين والمقيمين وتمكينهم من أداء نسكهم وعباداتهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان وفي أجواء إيمانية تسودها السكينة والخشوع. ففي عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تم تغيير باب الكعبة المشرفة بباب جديد وفي عهد الملك سعود نقض سقفها الأعلى وتم تجديد عمارته وتجديد السقف الأدنى لقدم أخشابه وتآكلها، كما تم عمل قاعدة بين السقفين تحيط بجميع جدرانها وكذلك ترميم الجدران الأصلية وإصلاح الرخام المحيط بجدرانها من الداخل وترميم وإصلاح الدرج الذي بداخل الكعبة المؤدي إلى سطحها، وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله تم تغيير باب الكعبة المشرفة بالباب الموجود حاليا. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله تم ترميم جدار الكعبة من الخارج ترميما شاملا وتجديد سقف الكعبة والأعمدة الثلاثة وحوائط الكعبة من الداخل والأرضيات واستبدال رخام السطح والحوائط والسلم الداخلي والشاذروان وميزاب الكعبة وجدار حجر إسماعيل عليه السلام. ويقع في الجنوب الشرقي من الكعبة الحجر الأسود وهو حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة يبلغ قطره 30 سنتيمترا ويحيط به إطار من الفضة. والشاذروان وهو البناء الموجود بأسفل الكعبة المشرفة مما يلي أرض المطاف وهو من أصل جدار الكعبة المشرفة وهو لحماية جدار الكعبة من تسرب المياه إليها ومثبت به الحلقات النحاسية التي يتم فيها ربط حبال كسوة الكعبة المشرفة والبالغ عددها 55 حلقة وكذلك وجد لإبعاد أجساد الطائفين عن ستار الكعبة المشرفة والاحتكاك به وحجارة الشاذروان من الرخام الصلب وقد جدد الرخام القديم برخام جديد في عام 1417هـ. كما يوجد في الكعبة المشرفة الملتزم وهو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة المشرفة ويبلغ نحو مترين ويسن فيه الدعاء وهو موضع إجابة الدعاء. وللكعبة المشرفة العديد من الفضائل فهي أول بيت وضع للناس وهي مرجع الناس ومثابتهم التي إليه يرجعون وله يزورون وهي قبلة المسلمين وبيت الله العتيق، وقد جرت العادة أن يتم غسل الكعبة المشرفة من الداخل مرتين في كل عام وقد حرص ولاة الأمر حفظهم الله على ذلك في كل عام وذلك من منطلق الاهتمام والعناية بنظافة الكعبة المشرفة وتطهيرها كما أمر الله عز وجل في قوله تعالى (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) الآية، وقوله تعالى (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).