1- كلمة «ظلم».. تحمل معاني كثيرة.. منها المكان الذي ذهب نوره.. أو أظلم الليل.. أو أظلم الشخص أي دخل في الظلام.. وأظلم فلان المكان أي جعله مظلماً بوجوده أو بفقده.. واستخدمت وصفاً في الثناء على شعر المرأة فيقال: شَعْرٌ مُظْلِم.. أي شديد السواد.. كما تستخدم وصفاً لحالات وضع الشيء في غير موضعه مكاناً أو زماناً أو زيادة أو نقصاناً.. والمقصود منه الجور وتجاوز الحق. 2- الظلم بدرجاته وتأثيره وحدود انتشاره ونتائجه وصفه الرسول الكريم بأنه ظلمات يوم القيامة.. وجمع ظلم ظلمات.. وهي وصف لحالة تعني الكفر أو تجاوز الإنسان لحقوق ربه.. وتعني الانصراف عن الحق، وهو تجاوز الإنسان في حق غيره.. وتعني إيذاء نفسه وهو إسراف الإنسان في حق نفسه. 3- والتاريخ يشهد أن الظلم لم يقتصر وجوده على مجتمعات أو أعراق بعينها أو أماكن أو أزمان محددة أو أديان أو مذاهب بذاتها.. فالتاريخ الفرعوني والسومري واليوناني والروماني والفارسي والإسلامي والعثماني والفرنسي والإنجليزي والإيطالي والألماني والإسرائيلي والبروندي والعراقي واليوغسلافي والأمريكي.. كلها ذكرت المظالم التي وقعت ضد الناس إما بقصد التطهير العِرْقي أو المذهبي أو بقصد التشفي أو إثارة الذعر. 4- من المحزن أن سبب كل تلك المظالم لا يزال مستعصياً على الفهم.. فإبادة الجموع المستسلمة الخائفة القابلة بالخضوع أو تعريضها للاغتصاب والترحيل والتعذيب في المعسكرات المعدة خصيصاً لذلك.. أمر يتجاوز النظرة والرأي العسكري إلى شيء آخر هو أقرب للمرض أو الجنون الهستيري الذي يجتاح القاتل استجابة للأمر أو اندفاعاً خلف شهوة القتل والتعذيب الصادرة من نفس مريضة. 5- الذي يقرأ تفاصيل المذابح التي اقترفها نابليون مثلاً في يافا ضد الجنود العثمانيين الأسرى.. أو الذي فعله هتلر باليهود.. أو الذي يقوم به الإسرائيليون في فلسطين.. أو الذي صنعه صدام في حلبجة.. أو الذي فعله الهوتو في التوتسي.. أو الصرب بالمسلمين في البوسنة.. أو الجنجويد بسكان دار فور.. أو الأسد في سوريا.. فسيجد أنها أمور يقشعر لها البدن.. أورثت الذين شهدوها أمراضاً نفسية سوف يقاسون منها الويل حتى الموت. 6- التاريخ يشهد أن الأشخاص أو الدول حينما تسير في طريق الظلم فإنها تكون سائرة في طريق الزوال.. وعند نقطة معينة يلتقى الطريقان ويحدث الانهيار. 7- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين».