×
محافظة الباحة

«الباحة»:شلالات وغابات «خيرة» تشكو الإهمال ونقص المشاريع

صورة الخبر

تَبدو اليَوميّات كمَنظر القَمَر، إذَا لَم يَره النَّاس كُلّ شَهر؛ شَعروا أنَّ هُناك خسُوفاً في المَعرفة، أو غِيَاباً للفِكرَة، لذَلك هَا هِي اليَوميّات تَطلُّ برَأسها مُجدَّداً: (الأحد) حَلّت عَلينا الصَّواعِق مِن كُلِّ جَانب، فقَال لِي صَاحبي: يَا أبا سفيان احذَر مِن تِلك الصَّواعِق، فقُلتُ لَه: يَا صَاحبي لا تَخف، فالصَّواعِق لا تَضرب إلا القِمم، وأنَا لَست بقمّة..! (الاثنين) كُنت أتجوّل في عَوالِم الكُتب؛ التي تَتحدّث عَن الزَّواج، وإذَا بِي أَجد عِبَارة خَطيرة للأديب السَّاخِر جورج برنارد شو يَقول فِيها: (الحيَاة الزَّوجيّة شَركة، يَقوم الرَّجُل فِيها بالتَّدبير، وتَقوم المَرأة فِيها بالتَّبذير)..! (الثلاثاء) جَلستُ أُفكِّر مَا الفَرق بَين اللِّص والمَرأة، فلَم أَجَد فَرقاً شَاسعاً بَينهما، غَير أنِّي قَرأتُ جُملة لأَحد المُفكِّرين يَقول فِيها: (اللّص يَطلب مَالَك أو حَياتَك، أمَّا المَرأة فتُريد مَالَك وحيَاتك)..! (الأربعاء) عُرِفَ عَن العَالِم الكَبير أحمد العرفج -أمزح طبعاً- التَّواضُع، وذَاتَ مَرَّة جَلستُ أستَعرض مَفاتني اللُّغويّة، فدَبّ الغرُور إلَى نَفسي، كَما يَدبُّ المَاء ليَبلّ العرُوق، لذَلك أَردتُ قَمع الغرُور، فهَرعتُ إلَى كُتب الوَعظ والزُّهد والتَّواضُع، فصَادفتني عبَارة لـبكر بن عبدالله؛ جَعلتني أرتَد إلَى قَواعِد التَّواضُع سَالماً.. تَقول تِلك العبَارة: (إذَا أَردتَ أنْ تَعرف نِعم الله عَليك، فأغمِض عَينيك)..! (الخميس) يَا لَها مِن حِكمة تَقول: (مِن نِعم الله عَلى الإنسَان أنَّه لَا يَشمّ فَمه، وإلَّا اختَنَق، ولَه عَلى بَطنه مَنافذ عِدّة، ولَكن لَا يَشمّها، وتَرَاه يَشم رَائِحة البخُور في ثَوبه، ولَا يَشمّ تَحت ثيَابه رَائحة الإنسَان)..! (الجمعة) أُؤمن دَائماً أنَّ النَّاس طَبقات، وقَد قَالت العَرب: (مَازَال النَّاس بخَير مَا تَفاوتوا، وإنْ تَساووا هَلكوا)، لذَلك مَا أَجمَل الحِكْمَة القَائِلة: (لَيس مِن الضَّروري أن نَكون جَميعاً أبطَالاً، فلَابد مِن وجُود جَماهير تُصفّق عِند مرُور الأبطَال)..! (السبت) أَقلقني الفرَاش، وتَحوّلت الوسَادة إلَى جَمرة مِن الشَّوق، واستَحوذ عَليَّ شَيطان الشِّعر، فقُلت: عَذَابِي فِي طَرِيقِ الحَرْفِ عَذْبٌ يُعَذِّبُنِي وَهَذَا مَا أُحِبُّ هُنَا تَغْرِيدَةٌ أَكَلَتْ فَرَاغِي وَلَمْ يَظْفَرْ بِهَذَا الأَكْلَ دُبُّ حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه يَوميّاتكم، خذُوها إن أَعجبتكم، وإنْ لَم تُعجبكم فاعلَموا أنَّها كُتِبَت لغَيركم..!!! المدينة