×
محافظة المدينة المنورة

الفيصل "بين" العدل والظلم

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي كم مرة تم صيد كاتب عدل في تزوير صك؟ وكم مرة سمعنا عن عقوبة علنية مستحقة لجرأته في التزوير؟ ومن خَنْق السؤال الأول «لبحبوحة» السؤال الثاني كل الأمور على ما يرام وتغلق الملفات بهدوء فالإثبات يحتاج لحبال ورجال، فنسكت ونمسح التزوير في لحانا على أمل ألا يتكرر الفعل مرة أخرى، على رغم أن وجبة واحدة من الفعل كافية للإنعاش والثراء، ولكن «يا ويل الضعيف»! فهو الذي تعبر عليه العقوبات وتخرج مغلظة ولو كانت نقطة في بحر! كاتب العدل حينما يزور صكاً، فهو يحاول أن يستفيد من المكان الذي تحيط به هالات التقديس والحماية والتقدير والإيمان بالمظاهر، يزوِّر لتأكده بأنه ليس لوحده وهناك من سيدافع عنه ولو في الوقت بدل الضائع، ولذا فلن نسمع عقوبات وسننسى سريعاً قصص التزوير والصكوك الموزعة من تحت الطاولة أو بالمجان، لكن ربما أجد تأييداً في مقترح شخصي باستحداث مسمى وظيفي استثنائي لترقية كاتب العدل الذي يضبط في ثوب تزوير أو ركن الأمانة جانباً وانشغل بمغريات التزوير ونطلق عليه «كاتب زور»، ونعتبرها ترقية في عقوبة في مكافأة الكمال الذي ينفيه البشر قولاً ويمنحونه للآخرين اعتقاداً وقناعة يجب أن ينزع، ويستبدل بتقدير المكانة المحاطة بكشف الحقائق وجعل النزاهة هي الرسالة والرؤية، ولت الحقبة الزمنية التي كانت تعج بالمناطق المغلقة، البعيدة عن الرقابة، المعفية من التحقيق، الفساد الآن لا مفردة تنوب عنه، وهو يتدرج ويكبر سريعاً على رغم فئاته الثلاث «صغار، ناشئين، كبار» وبناءً عليها يمكن تحديد الرصيد واكتشاف المواطن الذي سيأتي بالعيد الذي لا يشبه عيد غيره في سواد التفاصيل. كاتب العدل المزور لا يسقط عرق جبينه، ويرهق جسده وعقله في خارج الدوام الرسمي، ويشغل أذنه بالمهاتفات صباحاً وتتباين حاله المزاجية إلا إذا كان يعمل لمصلحة هامور رفيع المستوى، الأسماك الصغيرة تبقي وظيفته العلنية والسرية كاتب عدل بامتياز، أما الهوامير فهو يترقى معهم لكاتب زور نهاراً، ويعين موظفاً عادياً في المساء، وللحق فنحن نكون أقوياء جداً وشجعان حد المغامرة إذا كان هناك عمود فقري بشري ثقيل يدعمنا من الخلف. إذا قرأنا أو سمعنا عن كاتب عدل زوّر نتباين ونختلف، فينا من يسارع للقول إنه مظلوم أو أوقِع به، وبيننا مؤمنون أن ذلك حدث طبيعي معتاد، الفارق فقط ينحصر في جزئية انتشار الخبر الصادم والمعلومة المزعجة وفقدان القدرة المؤسسية على إبقاء المستور منها بين الملفات السرية ودفنه بطريقة صامتة آمنة والعفو عن من لا يحق لها العفو عنه، في الماضي كنا نكذب (بضم النون وتشديد الكاف) أي شيئاً يمس ما قالوا لنا عنه مقدس لا يجوز المساس به ولقنونا غصباً أنه خط أحمر، الآن بتنا نتوقع أي شيء، ومن أي أحد، لكنا نضمهم في سلة واحدة عنوانها حتى تاريخه.. «كائناً من كان».     alialqassmi@hotmail.com