حذر مختصون من تنامي استهلاك الطاقة في المملكة سنوياً والهدر الذي قد يتجاوز الناتج الاقتصادي السنوي للمملكة، مشيدين في الوقت ذاته ببرامج كفاءة الطاقة التي تشمل الأجهزة الكهربائية والتخطيط المعماري للمدن، مؤكدين أن مثل هذه الإجراءات تعالج الهدر الكبير في الطاقة. فيما كشف مسؤولون ضمن مشاركتهم في فعاليات وجلسات المنتدى والمعرض السعودي لكفاءة الطاقة والتي ينظمها المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض عن مواعيد طرح الأجهزة المرشدة للطاقة كالثلاجات والغسالات والسخانات والتي حددت بأكثر من اربعة نجوم ابتداءً من العام القادم 2015م لتلحق بأجهزة التكييف التي تم إعادة مواصفاتها ابتداءً من مطلع العام الحالي. وطالبوا بأن يكون التخطيط العمراني في المملكة ذو كفاءة مستقبلية يساعد على استهلاك الطاقة بالطريقة الجيدة ففي الجلسة الأولى التي ترأسها محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد القصبي وكانت تحت عنوان "المباني ومختبرات كفاءة الطاقة" بين رئيس فريق المباني بالبرنامج الوطني لكفاءة الطاقة المهندس حكم زمو أن بداية العام 2015 ستكون المواصفات 11.5 درجة أي ما يعرف بمعامل كفاءة استهلاك الطاقة (EER) وهو ناتج قسمة سعة التبريد القصوى (و. ح. ب/ساعة) على استهلاك جهاز التكييف للطاقة الكهربائية (واط) مؤكداً أنه بهذه المواصفة ستصبح المملكة في مصاف الدول الموفرة للطاقة حيث من المتوقع أن تحقق هذه المواصفة وفرا يقدر ب35 % مما كان عليه قبل المواصفة. وقال بأنه في شهر جون من العام الحالي 2014 م سيتم الانتهاء من تحديد المواصفات لأجهزة التكييف الكبيرة، وكاشفاً عن تحديث المواصفات والمقاييس السابقة المتعلقة بالثلاجات والفريزرات والغسالات والتي اعتمدت مطلع العام الحالي وسيكون التطبيق خلال العام القادم 2015، مبيناً أنه تم التوصل إلى اتفاق مع جميع الموردين لهذه الأجهزة لمراعاة هذه المواصفات الجديدة، كما أن هذه المواصفات الجديدة لهذه الأجهزة سوف تحقق وفرا بأكثر من 30 % عما كان في السابق. مبيناً أنه سوف يتم منع الغسالات التي تحمل أقل من ثلاث نجمات من الدخول إلى الأسواق، أما فيما يتعلق بالإنارة بين أنه تم وضع مواصفات قياسية حولها سواء للإنارة المنزلية أو التجارية، حيث تم مسح جميع المواصفات حول الإنارة وتشكيل الفريق المتخصص بالإنارة حيث تم وضع المواصفات للإنارة المنزلية وفي صدد الانتهاء من وضع مواصفات قياسية للإنارة التجارية آملاً أن يكون ذلك في نهاية الربع الثالث من العام الحالي 2014م لعرضها على الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لاعتمادها. وأضاف بقوله "نحن كفريق المباني نطمح في وضع مواصفات قياسية للأفران وغسالات الصحون والسخانات، كما نسعى لوضع أجهزة قياس ذكية لكل مبنى لمعرفة الاستهلاك الحقيقي لكل مبنى. أما في الجلسة الثانية والتي رأسها وكيل وزارة المياه والكهرباء للتخطيط والتطوير المهندس محمد بغدادي أكدت المهندسة جيراليد ستريكلاند من جميعة الشرق الأوسط للإضاءة (MELA) في ورقة العمل التي قدمتها بعنوان "تطبيق معايير كفاءة طاقة الإنارة في المملكة العربية السعودية"، بينت أن المملكة تعمل على الحصول على إنارة جيدة عبر رفع مستوى الوعي لدى المستهلك موكدةً أن بعض دول المنطقة شرعت في التخلص من الإنارة المنزلية غير الجيدة، كما أن هناك جهوداً لجمع الإنارة التي انتهى عمرها الافتراضي إلى جانب جهود الجمعية في المنطقة للتحول من المصابيح التي تعمل بشكل يدوي إلى شكل آلي. من جانبه قال رئيس فريق التخطيط الحضري بالبرنامج الوطني لكفاءة الطاقة المهندس سعد المهنا بأنه يجري العمل على تطوير التبريد وأخذه بعين الاعتبار في المسائل المهمة في تخطيط المدن مما يساعد على خفض استهلاك الطاقة. مضيفاً في ورقته التي طرحها خلال الجلسة الثانية والتي كانت بعنوان "التخطيط الحضري وتبريد المناطق"؛ أن مسألة التبريد تعتمد على نوعية المباني والتخطيط العمراني في المملكة، مؤكداً أنه في المستقبل سيتم عقد ورش عمل لمناقشة الآليات الأساسية للأستفادة من التخطيط الحضري المستدام لخفض أستهلاك الطاقة في المملكة. من جانبها قالت المهندسة انيكا لاندرينو من مجموعة (HOK) للهندسة في ورقة عملها بأنه كل ما زادت الكثافة السكانية في المدينة ربما يزيد استهلاك الطاقة، مؤكدةً أنه أذا توفرت البنية التحتية اللازمة للمواصلات قد يكون هناك خفض في استهلاك الطاقة، مشيرة إلى انه لابد ان يكون هناك ممرات جانبية وممرات للدراجات الهوائية في المدن ذات الكثافة السكانية لتخفض استهلاك الطاقة التي تنتج عن استهلاك المركبات. أوضحت أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين جميع الوزارات فيما يخص تخطيط المدن من أجل خفض استهلاك الطاقة، مؤكدة أن التخطيط العمراني في المملكة يجب أن يكون ذو كفاءة مستقبلية يساعد على استهلاك الطاقة بالطريقة الجيدة. من جهة أخرى أكد نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والتخطيط في شركة سابك المهندس يوسف بن عبدالرحمن الزامل خلال الجلسة الثالثة أن استهلاك الطاقة في المملكة سنوياً في زيادة مضطرة بما قد تتجاوز أكثر من زيادة الناتج الاقتصادي السنوي للمملكة، مشيراً إلى أن الصناعات البتروكيماويات أفضل من القطاعات الأخرى في خفض استهلاك الطاقة.