ثمانون مليارًا بالعد ريالًا ريالًا وضعت في صندوق وزارة التربية والتعليم.. فما المنتظر..؟ الضرورة والواقع يقولان: لا حاجة لتشكيل اللجان، ولا لعصف الأفكار.. لأن اللجان ظاهرة مستدامة عمرها سنوات طويلة، ما جنت منها مؤسسة التعليم بشكل عام إلا تمييع الوقت، وتمويه القضايا، وقد كافأت أعضاءها مجزية العطاء لهم كثيرا.. ثم لا حاجة أيضا لمزيد من الأفكار لأن هناك أضابير قد حبرت بها.., وجلُّها جامدة في انتظار التحريك، وإنزالها في مضمار التنفيذ..! ما بقى هو نفض كل ما يتعلق بالمباني، والمناهج، والأنشطة، والمكتبات المدرسية ، ومراكز المواهب المختلفة، والتربية البدنية نفضا قويا ليفصل عن جسدها الأغبرة.., ويزيح ما علق بها فكدرها.., ومن ثم رتق الممزق فيها، ورأب المتصدع منها، وإقامة المنقوض، وإتمام المنقوص.., وهذه اليد نديةٌ.., ولا عذر بعد.. إلا إصلاح النفوس التي ينتمي أفرادها لهذه المؤسسة صلاحا يقدم لديها العطاء عن الأخذ,.. والبذل عن التقاعس,.. والتجديد عن الجمود,ثم ضخ جداوله بخبرات شابة ذات إضافات فاعلة، وتخليصه من الركود.., التعليم يحتاج لميزانية، وهاهي ميزانيته تُرفد بما يكفي بناء مدن، وإقامة مشاريع عظمى في الدول المتقدمة, بل إنشاء مدن لم تكن على وجه الأرض..!! وهو يحتاج لمن يحسن إدارتها, وتوظيفها في صالحه, بإعادة بناء, وتطوير، وإلغاء، وتعديل..في خططه, وسياسته، ومناهجه,وتقويمه، وأنشطته، وكفاءة هيئاته التعليمية، والإدارية والفنية، وتمكين الدارسين من الخبرات لتكون عجينة سلوكهم الفكري..,والحركي, كذلك ربطه بالحياة، ومستجدات التغيير على مستوى المعرفة، ومواكبة متغيرات البيئة، وأحداث الواقع المعاصر بوعي..بما في ذلك تدريب، وتأهيل عناصره بشكل دوري مستديم..,وذلك في جميع تخصصاته، ومراحله, وإداراته, وفنييه, ووسائله..ونحوه.. التعليم حين يوظفُ المالَ من أجل المآل يكون الإنسانُ هدفَه, والبيئة صوب عينيه.., والمُنتَج في الأخير يكون وقوفه شعلة لدحض الظلمة, وعافية لقتل المرض, وقوة للانتصار على الجهالة.. ولا تكفي العبارات المُصاغة بحرَفية، وجاذبية عنه.., بل تغني تطبيقات الأهداف، وتنفيذ الخطط، وبلوغ الكفايات. ثمانون مليارا في كف.., فما المحصلات التي ستكون في الكف الأخرى في ميزان المجتمع بمؤسسته التعليمية التربوية بعد الغراس..؟ لاسيما أن مشروع « تطوير التعليم» مذ الإعلان الأول عنه هو مشروع وطني ضخم، ومهم، وكبير ينبغي أن تكون الشفافية أولى آلياته، بحيث يشارك فيه جميع أفراد المجتمع بمعرفة كل ما يتم في هذا المشروع أولا بأول..، وبإتاحة متابعتهم لكل ما يستجد فيه، وما يؤول إليه العمل في هذا المشروع، ومن ذلك يؤخذ رأي أولياء الأمور, ويكون هناك مسح شامل للآراء، والاحتياجات,والمقترحات من قبلهم..,فهم ذوو المساس بالشأن التعليمي، والتربوي, لأنهم الأعضاء المتممون لعمل المؤسسة التعليمية، فأين تصرف ميزانية التطوير..؟، وإلى أين يتجه مؤشر التطوير..؟ ينبغي أن يعلن عن ذلك بدقة، وصدق، وأمانة لهم.. بل لجميع منسوبي مؤسسات التعليم أيضا الذين تدور بهم عجلات مسيرته..! ولعل هذا هو الهدف الرئيس من مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لتطوير التعليم، فهو صاحب المبادرة الأولى نحو الشفافية والشراكة في العمل . وهذا الذي سيكون ضمن خطة خالد الفيصل لنهضة وتصحيح مضامين هذه المؤسسة كما نتوقع، ونتطلع.