×
محافظة المنطقة الشرقية

21 قتيلاً في هجوم على تجمّع مؤيد للأسد والنظام يتقدم في محيط سجن حلب

صورة الخبر

رجال في الذاكرة عالم ومفكر ومؤسس المدرسة الإعلامية وصاحب نظرية المسئولية الدولية في الصحافة أ.د.مختار التهامي بقلم / د.غازي زين عوض الله المدني لقد تخرجت في مدرسته وشربت من أفكاره ومشاربه وعلومه ومن كنوز معرفته في كل مفاصل علومه. بدأت معه مرحلة الإشراف على أطروحتي العلمية حتى أصبحت أحمل درجة الدكتوراه في علم الصحافة، لقد زرع في نفسي حب العلم والتعليم والبحث العلمي، لقد تعلمت منه كيف ألج إلى المناهج العلمية التي فتحت لي طريق حياتي الأكاديمية، لقد تعلمت منه أن العلم يحمل في دروبه الأشواك والصخور التي ينبغى على الباحث في مفاصلها أن يقتحمها ويخترقها بثقة عالية مسلحا بعلوم المعرفة والعلم في حد تخصصه، وهذا في حد ذاته يمهد له الطريق في اقتحام صخورها وجبالها مهما اشتدت به معاناة البحث العلمي كما انه بث في روح الثقة والاعتداد بها وألا أعول على أحد يبني مجدي وعزي ومستقبلي سوى اعتمادي على جهدي في كل لحظة أفكر فيها وأرسم استراتيجيتي بدقة وبأهداف يتم اختبارها وفحصها وإعادة بنائها بما يخدم المسار العلمي والبحثي وأن يتم اختبارها بامتياز. ومن هذه الانطلاقة سلامة التفكير والنظر للحياة بنظرة طالب معرفة يريد أن يحقق نجاحه ويسأل الله التوفيق لتخطي الحواجز التي قد تعيقه في طريقه وكل ذلك صبها في تفكيري بكل إخلاص وأمانة في حب أستاذ لتلميذه. كان – أطال الله في عمره – يشرف على أطروحتي التي سجلتها في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكان حينذاك عميدا للكلية، وبالرغم من انشغاله في إدارة الكلية وإشرافه على برامجها العلمية كان أستاذا ومشرفا دون أن تشغله الإدارة عن الجانب الإعلامي للإشراف على كل أطروحة يكلف بها ومن بينها أطروحتي العلمية، فإنه كان لم يتوان أن يفرغ لي وقتا من برنامجه ليتيح لي فرصة المراجعة معه في كل فصل اكتبه في أطروحتي، كان يقرأ بامتياز كل فصل أكتبه من فصولها ويمعن بعمق في قراءة كل حرف من فصول الرسالة. أذكر على سبيل المثال وليس الحصر أنه كان يحمل بيده مقص الرقابة على الإشراف بدقة حتى لا انزلق في أمور تخرجني عن دائرة التخصص وكانت حجته في ذلك أنني أحيانا أغرق في بحور المعرفة وعمقها وتفاصيلها التي ربما تسبب لي خروجا عن مجال التخصص، وكان يريد مني ألا أخرج عن إطار المنهج العلمي الذي اخترته لكتابة رسالتي وألا أسرف في كتابتها بروح البحث عن المقال أو الإنشاء بدون تحليل علمي وأن استنبط وفق فرضية المنهج الاستنباطي الذي يهتم بدراسة النصوص وشرحها وتفكيكها وإعادة بنائها من جديد وفق مقتضيات التطور العلمي في مجال السعي الذي يفرض علي أن استفيد م ن المعنى الذي أتوصل إليه بشكل إبداعي يخرجني من عالم التلقيدية إلى عالم التجديد والفكر والمضمون والكم والنوع خصوصا وأن أطروحتي تحتاج إلى مسح شامل لكل القضايا الأدبية التي كانت تدار بشكل مساجلات بين الأدباء وكما يتبين من المسح الشامل للصحافة الأدبية في الصحف السعودية يتضح أن المعارك الأدبية أو بمعنى آخر المساجلات الأدبية بين الأدباء فكرا أو عقائديا تختلف في صورتها ومضمونها وأيدولوجيتها. وبما أنني من أوائل الباحثين الذين تناولوا الصحافة الأدبية في المملكة العربية السعودية بأسلوب منهجي وعلمي وليس بشكل انطباعي وكنت كلما أكتب عن هذا الموضوع المهم وأدخل في مجال التحليل الذاتي والشخصي والمدح والمديح في منأى عن الأخذ بالموضوعية والشفافية التي ينبغي على الباحث أن يراعيها وألا ينحاز لفريق دون الآخر في أي نص أدبي وحتى إذا كان هذا النص يتفق في أفكاره وأيدولوجياته فعليه أن يبتعد عن الانحياو من باب الإنصاف والأخذ بالفكر العلمي وبالحقوق العلمية والفكرية فإن الأستاذ الدكتور الشامخ والأستاذ الدكتور الحازمي كتبا عن الصحافة السعودية من جانب أدبي وليس من جانب إعلامي، ولكن بحكم أنني إعلامي وأطروحتي ينبغي أن تتوازن بين الأدب والإعلام ومدى التأثير بينهما وفق نظرية الإعلام والأدب فكانت ولله الحمد نتائج وتوصيات أطروحتي العلمية كان لها الفضل في ترسيخ مفهموم التأثير بين الأدب والصحافة بمفهوم أيدوأدبي وأيدوإعلامي، وإنني اكتشفت وأنا أبحث في هذا المجال أن الصحافة خدمت الأدب بتخليصه من المحسنات البلاغية والإفراط فيها كما أن الأدب له تأثير على الصحافة وتحسين لغتها بما يتفق مع مستوى اللغة وعدم الانخراط إلى اللغة الركيكة التي لا تليق بمستوى الصحافة العصرية التي تطورت وفق منهج النشوء والتطور في هياكلها التخصصية. لقد كان أ.د.مختار التهامي عالما ليس فقط في الصحافة وحدها بحكم تخصصه بل كان عالما أيضا في اللغة العربية وفي اللسانيات وكان يصحح أخطائي اللغوية ويصوبها ويعيب علي إذا أخطأت فيها ولكن تعامله معي ليس تقريعا بل من باب تصحيح الخطأ وعدم التمسك به بتعامل أخلاقي بين أستاذ وتلميذ. كان – أطال الله في عمره – يمسك معي العصا من الوسط ولا يشد علي بشكل يجرحني كما أشرت آنفا، وكان يعاملني وكأنني زميل له وليس تلميذا ومن باب الاختبار والمعرفة والثقة بأنني باحث كلفني أن أعد ورقة علمية أناقش فيها بالتحليل والمضمون والنتائج والتوصيات العلمية أطروحتي وأعد لي محاضرة في نادي الصحافة الذي أسسه في كلية الإعلام ودعا إلى المحاضرة رموز من الأكاديميين والأدباء والإعلاميين وعلى رأسهم: أ.د.فاروق أبو زيد والشاعر المبدع فاروق جويدة والشاعر المبدع فاروق شوشة، ولفيف من طلاب الصحافة وتمت مناقشتي بامتياز حول موضوح أطروحتي واجتزتها بنجاح ولم تمض أيام حتى دعيت إلى كلية الإعلام لمناقشة رسالتي واشترك في المناقشة أ.د.صلا فضل ممتحنا خارجيا أستاذ الأدب والنقد، وأ.د. محمد سيد محمد أستاذ الصحافة الأدبية في الكلية، وبعد مناقشة طويلة بيني وبين هيئة التحكيم بين نقد ومدح حول الرسالة انتهت بحصولي على مرتبة الشرف الأولى وانتهت فصول الدراسة العليا وصافحني جميع من في القاعة الذين حضروا المناقشة ومنهم القنصل الشاعر عمر كردي قبل أن يكون سفيرا، كما تلقيت تهنئة من شريكة حياتي التي كانت حاضرة في القاعة، وفي الختام لا أملك سوى أنني أقدر وأثمن دور أ.د.مختار التهامي المشرف على إدارتي علميا بحصولي على هذا التقدير وأشكر أيضا هيئة التحكيم وكل الحضور في ذلك