النسخة: الورقية - دولي يحدث بين فترة وأخرى أن تحقق الدراما التلفزيونية مسلسلاً عن قصة ما سبق للسينما تقديمها في فيلم سينمائي حقق نجاحاً في زمنه، بل وظلَ حاضراً في ذاكرة الجمهور. ذلك ممكن ومشروع لكنه بالتأكيد لا يمنع المشاهد من عقد مقارنات لا تنتهي بين المسلسل الجديد إنتاجياً، وبين الفيلم، تبدأ من أداء الممثلين وحضورهم – إلى أسمائهم – ولا تنتهي بالطبع عند رؤية العملين الإخراجية للقصة ذاتها. ليس بين المشاهدين العرب ربما من لا يتذكر «الزوجة الثانية»، الفيلم الذي أبدعت في أداء أدواره مجموعة من أهم الممثلين منهم سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور وسناء جميل، وهم من هم في عالم الفن عموماً والفن السابع خصوصاً. المقارنة تظلُ حاضرة وبقوة لكنها ليست بالضرورة عادلة وموضوعية ذلك أن عوامل أخرى تؤثر في نتائجها لعلَ أهمها وأبرزها رؤية كاتب السيناريو في الحالتين السينمائية والتلفزيونية ومن بعدها المعالجة الإخراجية التي توّلت تحقيقهما بالشكل الذي بات معروفاً. الرؤية الفنية والفكرية لكل من كاتب السيناريو والمخرج ليست مسألة عابرة خصوصاً أن الدراما التلفزيونية وعاء واسع يحتمل التفاصيل ويحتويها على نحو لا تسمح به السينما التي تقوم على التكيف. ذلك يأخذنا أكثر فأكثر نحو حقيقة أن العمل الجديد ليس استنساخاً للفيلم القديم، فهو لا يريد، ولكنه فوق ذلك لا يستطيع أن يكون، فالمقارنة في هذه الحالة تبدو بين جنسين مختلفين وإن اتفقا في كونهما أفقين دراميين وينتميان معاً إلى الدراما البصرية. هي معادلة تذهب نحو ضرورة أن يحمل العمل الدرامي التلفزيوني مبرراً مقنعاً يجيز لصانعيه خيارهم الفني باستعادة حكاية فيلم وصياغتها في عمل تلفزيوني يمتد على ثلاثين حلقة، أي بشروط فنية مختلفة تماماً ولها بالتأكيد جمالياتها ونقاط قوتها مثلما لها نقاط ضعفها أيضاً. هنا بالذات يبحث المشاهد عن «الجديد»، أي أنه يرغب في مشاهدة عمل مختلف عن حكايته الأولى بما يعنيه الاختلاف من تفاصيل فكرية وفنية تجعله يواصل مشاهدة دراما يعرف مسبقاً أدق تفاصيلها وجزئياتها. هي لعبة فنية في مساحة «المكشوف» للمشاهد مسبقاً، ما يجعل القبض على «الدهشة» غير ممكنة إلا بتقديم الرؤية المختلفة، أما غير ذلك فلا يعدو أن يكون «مطَ» حكاية الفيلم وجعلها تحقق إدهاشها الخاص الذي يمتلك نكهته الخاصة. أما غير ذلك فليس سوى العبث.