قصة إبراهيم الذي غرَّد عن حالته، وأن أحداً لا يزوره، جعلت المجتمع يتكاتف ويقف معه بشكل رائع. فما فعله أفراد المجتمع بزيارته أو جمع مبالغ مالية لعلاجه شيء جميل؛ يجعلنا نفتخر بمجتمعنا وأفراده. الحالة التي يعيشها إبراهيم هي معاناة شعب بأكمله؛ فالإعاقة التي يعاني منها كانت نتيجة حادث مروري. تعاطفنا كثيراً مع حالات المرضى الذين أُصيبوا بمرض كورونا، أو مَن تُوفُّوا بسبب المرض. وحتى لا يصل المرض إلى مرحلة أخطر تعمل وزارة الصحة حالياً على تجاوز الوضع الحالي، وتبذل جهدها لإيقاف انتشار المرض، الذي لم يستطع معالي الوزير الربيعة احتواءه؛ فتم إعفاؤه. ليس هو الوزير الوحيد الذي يُعفى بسبب عدم قدرته على إدارة أزمة مرض أو انتشار فيروس؛ فقد فشل قبله وزراء آخرون؛ وتم إعفاؤهم بسبب أمراض قاتلة لم يتمكنوا من التعامل معها بشكل مناسب. حالة إبراهيم ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة التي تتسبب حوادث السيارات فيها. بحسب الدراسة الاستقصائية التي قامت بها شركة أرامكو السعودية، فإنه من المتوقع أن تصل حالات الوفيات الناتجة من الحوادث المرورية في عام 2019 إلى 9604. هذا الرقم قد لا يثير بعض الناس؛ لذلك سأورد أرقاماً أوردها العقيد الدكتور زهير بن عبدالرحمن شرف مدير الأنظمة واللوائح في مرور منطقة المدينة المنورة، الذي ذكر أن معدل الوفيات في حوادث الطرق في السعودية 17 شخصاً يومياً، أي بمعدل شخص كل 40 دقيقة، كما بلغ عدد المصابين أكثر من 68 ألفاً سنويًّا. بهذه الأرقام تحتل السعودية المركز الأول عالميًّا في عدد حوادث الطرق. يُذكر أن أكثر المعلومات إثارة أن عدد ضحايا الحوادث في السعودية قد تجاوز في العقدين الماضيين أكثر من 86 ألف شخص، وهذا الرقم يتجاوز عدد ضحايا حروب الأرجنتين، وحرب الصحراء الغربية، وحرب الهند وباكستان، وحرب الخليج، وحرب نيبال الأهلية، وحرب استقلال كرواتيا التي بلغ مجموع ضحاياها 82 ألف شخص. كل هذه الإحصائيات عن عدد الوفيات والإصابات تجعلنا أمام سؤال: لماذا لم يتغير شيء حتى الآن؟ لا تزال النتائج تشير إلى فشل كبير في كيفية التعامل مع الحوادث المرورية وكيفية حماية الناس منها. بسبب عدم نجاح وزراء الصحة في التعامل مع مرض مميت كحمى الوادي المتصدع والضنك وكورونا تم إعفاء ثلاثة وزراء. النتائج التي تدل عليها إحصاءات حوادث السيارات ونتائجها من وفيات وإصابات وخسائر مادية تجعلنا نطالب بمحاسبة المسؤولين عن عدم التعامل مع مشكلة الحوادث المرورية بشكل مناسب يحمي أرواح الناس.