• حين يرحل الطيبون، يأخذون شيئاً منّا في رحلتهم الأبدية، وكأنهم -كرماً علينا- في أخذهم يعطوننا، حتى إذا ما حان دورنا رحلنا خفافاً، بعد أن سافر كثير منّا معهم! • بالأمس رحل «الطيب» سليمان الفليح، شريك الطيب الآخر الراحل «الطيب صالح»، في الحنين الشمالي، و«العبقرية الأدبية»، والغربة، والترحال، والموت. • لم ألتقه إلا مرة واحدة، لكنها كانت كافية لأحزن لرحيله تماماً كما حزن أبناؤه، فهو من القلائل الذين لا تحتاج إلى كثير عناء أو وقت لتألفه، وتحبه. • لا شيء يعزّينا في موت الطيبين، إلا الموت نفسه، حين يلتقمنا على غِرّة، ويلحقنا بركبهم! • فقدُ الطيبين موجعٌ، وأكثر منه وجعاً هوّة سحيقة يتركونها في أعماق من خلفهم، كلما عبرتها الذكرى، دبّت بها أصوات تشبه صفير الرياح في الأطلال. • عذراً سليمان الفليح، نحن عاجزون أن نرثيك كما يليق بك! نحتاج إلى وقت طويل –عمر ربما- لنستوعب فاجعتنا بك، ففي كل يوم سنكتشف ملمحاً جديداً لفقد لم يتجسد بعد. • في رثائه لصديقه أبي سامي، «يغرّد» الشاعر مسفر الدوسري في تويتر بحزن موجع. يحفر قبراً تحت كل حرف، ليواري بعضاً منه فيه، بعد أن سافر الفليح ببعضه الآخر، وكأن مسفر يموت بشكل متجزئ!