معالي وزير الصحة حفظكم الله: تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح تسبق أي كلمة تفوح منها رائحة نقد لأداء وزارتكم الموقرة مهما بدا شديداً وصعباً. معالي الوزير: أعلم أنكم تعملون على مئة جبهة وجبهة، وأنكم تتمنون أن ننتقل إلى عناية طبية تتفوق حتى على كندا حيث درستم ونلتم التدريب والتأهيل الذي أتاح لكم تدريباً متفوقاً فضلاً عن هذا الموقع الإداري الرفيع، لكن كما تعلمون مجرد الأماني لا تحقق المأمول خاصة في مرفق يُعنى بصحة الإنسان إذ لا أغلى منها ولا أثمن. ولست أدري كيف يعمل نظراؤكم في الغرب المتقدم، فأنتم بذلك أعلم، لكنني أعلم يقيناً حتى لو أردتم الخروج من عنق زجاجة العمل اليومي التنفيذي، فلن تستطيعوا في بلادنا التي هي جزء من العالم الثالث الذي يطغى عليه أسلوب الإدارة التقليدية التي لا تترك شاردة ولا واردة في الوزارة إلا وتلقيها في عباءة الوزير! أعلم ذلك يقيناً بالنسبة للمنصب التنفيذي الأعلى في جامعاتنا، فهي بالنسبة لجامعات الغرب (غير) 100%. معالي الوزير: ليس مثلي من ينير لكم الطريق، لكني متأكد كذلك أن ثمة خللاً عريضاً في إجراءات ضمان الجودة في مستشفياتنا عموماً الخاصة والعامة، وحادثة طفلة جازان التي زُودت بدم ملوث بفيروس الإيدز، ثم طفلة بريدة التي حُقنت بالكيماوي الذي أسقط شعرها وربما أثّر أيضاً في أعضاء أخرى من جسمها، خير دليل على غياب هذه الإجراءات، وقد لا يكون سراً القول بأن عشرات الأخطاء تحدث يومياً، لكن لا يرافقها ضجيج إعلامي يخرجها إلى السطح دائماً. هناك يا صاحب المعالي أزمة جودة يضاعف من احتمالات وقوعها غياب المسؤولية التي تتوزع غالباً بين طبقات البيروقراطية ، فتُنسى مع مرور الأيام وسكوت المتضرر وغلبة تدخل أهل الخير. لا أعلم الذي يدور في دهاليز الوزارة لاستنقاذ مفردة (الجودة) قبل أن تغادرنا إلى غير رجعة، لكني متأكد للمرة العشرين أنها في قائمة اهتماماتكم، لكن تتصارعها أولويات أخرى منها حتماً مزيد من المرافق الصحية على اختلاف أحجامها، ولذلك فهي تضيع في الأقدام لتعاود الكرة على المجتمع بفواجع جديدة أسبابها أكثر من مضحكة ومخجلة ومفزعة. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain