×
محافظة جازان

آل الشيخ يوقع عقد إنشاء أربعة مبانٍ للهيئة بمنطقة جازان

صورة الخبر

بشرى آنسة سعودية عشرينية، حضرت معي دورة تدريبية ابتدأتها بلغزٍ لا يجد له حلاً إلا ٢ ٪ من الناس حيث يتطلب عبقرية ومهارات إبداعية عالية، وخلال ثلاث دقائق قالت بشرى: وجدتها! اقتربت منها نظرت إلى الحل وإذا به حل جديد وإبداعي وعبقري، ترددت في تصويبها لأني للمرة الأولى أرى هذا الحل وتأكدت مرة بعد أخرى من صحة جوابها، شكرتها وأثنيت على عبقريتها وطلبت من الجميع التصفيق الحار لهذا الإبداع، ثم سألتها عن تخصصها في محاولة مني لسبر أغوار هذا الإبداع واكتشاف مكامنه فأجابت وكلها حياء: أنا خريجة سادس ابتدائي!! ولبرهة وقفت واجمة وساد صمت رهيب فقدت فيه الزمان والمكان وكل قواميسي اللغوية والإبداعية، وحياتي بعدك يابشرى ليست كما قبلك! نقضي في تعليمنا الأساسي ثمانية عشر عاماً يتخرج فيها الطالب غير مهيأ للعمل ولا يجيد أي تخصص ولا يتقن إلا لغته الأم بل وأحياناً لا يتقنها! ثم نقضي أربع أو خمس سنوات في تخصص لا يعجبنا ولا يناسبنا لأنه هو المتاح، ولا نعرف أصلاً هل هو أفضل خيار لنا أم لا، وثلث المواد التي تُدَرَّس في التخصص مواد ليست من التخصص! ثم غالبية الناس يتوقفون عند هذا الحد من التعليم وينخرط في وظيفة لا يجيدها ولا يعلم هل هي خياره المناسب أم لا؛ إلا أنها هي المتاحة. وهكذا نصبح نماذج مكررة من مليارات النماذج! تعج عقولنا بمعلومات لا قيمة حقيقية لها، ونعمل أعمالاً من الممكن أن يعملها أي شخص! اليونسكو انسحبت أخيراً من قطاع التعليم العالي دون أن تبرر لهذا الانسحاب، ويرى بعض المتخصصين أن اليونسكو غير راضية عن النتاج الفكري والعملي الذي وصل له التعليم العالي وأنه عاجز عن إضافة شيءٍ مهم لحياة الأفراد والمجتمع! ابحث عن نموذجك الفائق.. فالحياة أقصر من تعلم المزيد وأقصر من عمل المزيد فقط تعلم ما تحب واعمل ما تبدعه. تعرّف على مواهبك بالتجربة والسؤال والتخيل، نوّع خبراتك العملية والعلمية، ومعارفك الشخصية، تقمص أدواراً مختلفة، وتنقل في بيئات متعددة. امتيازك البشري هو نموذجك الفائق وأجود عمل ممكن أن تقوم به على مستوى البشرية. حين تلمح ذاك الذي يعمل كأنه يلعب لا ينتظر لحظة النهاية، يتطور كل يوم، يعيش برضا وينشر الحب حيث كان؛ فاعلم أنه وجد نموذجه الفائق. أما رب العمل الذي يفضل الموظف المتخصص على الموظف الهاوي... فهو أول من يهوي به عمله!