×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير الحج يُراجع خطة «أدلّاء المدينة».. ويقف على تدريبات موظفي الوزارة

صورة الخبر

من المعلوم والمعروف سلفاً لدى الجميع أن السجن مؤسسة إصلاحية، لها من الأهمية الشأن والشيء الكبير بالنسبة للسجين من حيث التهذيب والتأديب وتقويم المسار، من خلال برامجها وخططها التأهيلية والتثقيفية النافعة التي تقدمها للسجناء من وقت لآخر؛ ليعودوا أفراداً نافعين لأنفسهم ومجتمعهم.. غير أن أكثر ما يعاني منه السجين، ويحيل تفكيره أرقاً بعد انتهاء محكوميته، هو الحصول على كفيل لإنهاء إجراءات خروجه للعالم الخارجي من ذلك السجن وعنابره الصامتة، التي قضى فيها محكوميته بالتمام والكمال..!! هذا في حد ذاته يطرح في الذهن عدداً من التساؤلات عن أهمية مثل هذه الإجراءات وجدواها، خاصة حين لا يكون لدى المسجون شخصٌ قريب لديه الاستعداد للكفالة لسبب أو لآخر؟! ثم إن المدة المحكوم بها في السجن بعد أن تنتهي أليس من حقه الخروج دون الحاجة لاشتراط وجود كفيل طالما الغرض من وجوده قد انتفى من خلال انقضاء المحكومية كاملة؟! وبالتالي ففي هذه الحالة منطقياً لا توجد مبررات ودواعٍ لأي ارتباط شرعي وقانوني بينه وبين المكان المتمثل في السجن، باعتباره محل إقامة سابقة لا أكثر، أخذ فيه عقوبته، وانتهى الأمر..!! بلا شك قد تكون ثمة قضايا تتطلب وجود كفيل على السجين، مثل الحقوق الخاصة ووجود أكثر من قضية مرتبطة ببعضها بعضاً تخصه، أو كالمطالبات المالية، أو الخروج المؤقت لأسباب مختلفة.. لكن طلب وجود الكفيل ربما هو السائد في غالب القضايا حتى وإن كانت منتهية؛ ما يجعل منه شرطاً صعباً لمن لا يكون خروجه مؤقتاً، وإنما خروج نهائي - بإذن الله - نحو الانخراط في المجتمع مواطناً صالحاً بعد أن استفاد من التجربة، وهم كثر والحمد لله - ممن يستفيدون ويعون ويتعلمون في السجن الدرس جيداً حد القناعة والاستيعاب، أن الحياة لا تستحق فعل الحماقة والتصرفات الجاهلة التي ينبذها الشرع والعقل والقانون والعادات الأصيلة..!! أعود للقول: إذا كان ولا بد من وجود شرط الكفيل المتطلب حضوره لاستلام أي سجين، حق له الإفراج، فالأولى أن يكون السجين كفيل نفسه؛ ما سيجعله أكثر حرصاً وتركيزاً من الوقوع في المشاكل والأخطاء، وسيزيد لديه من معدل الانتباه والوعي وترسيخ الحرص داخله؛ حتى لا يكرر التجربة، فضلاً عن أن من حقه عدم وجود شخص آخر يكفله إذا انتهت فترة توقيفه؛ فهو أحق من غيره بالحفاظ على نفسه.. ثم - وهذا أمر لا يقل أهمية في تصوري ــ ما جدوى الكفيل في مثل هذه الحالات إذا كان الأمر مجرد روتين وحسب..؟! وعلى افتراض أن السجين لم يجد من يكفله فور انتهاء المحكومية مثلاً؟!هل سيستمر حبسه لعدم وجود كفيل أم سيطلق سراحه في النهاية.. إذا كان سيطلق سراحه فلِمَ إذاً يكون شرط الكفيل ضرورياً من الأساس..؟!