بقلم : علاء عبدالحي ملا ينفق السعوديون أكثر من 6 مليارات ريال سنويًا (لتعاطي) مشروبات الطاقة التي هي عبارة عن مشروبات تشبه نوعًا ما في تركيبها المشروبات الغازية مع بعض الإضافات، ولا تعدو كونها منبهات، ولكن لا تنفع الصحة على المدى المتوسط والبعيد، ووفقًا للاختصاصيين تحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من الكافيين والعديد من المنبهات مثل الجينسنغ والجوارانا والكارنتين وبعض الأحماض الأمينية كالتورين وبعض الأحماض الدهنية والدهون وسكريات بسيطة كالسكروز والفركتوز والفيتامينات مثل: ب2 (B2)، ب6 (B6)، ب12 (B12)، والعديد من المعادن مثل الصوديوم والكالسيوم والفوسفور؛ وقد أثبتت الدراسات أن مشروبات الطاقة لها ضرر على أجهزة الجسم المختلفة من الجهاز العصبي والهضمي؛ إضافة إلى تأثيرها السلبي على الدورة الدموية؛ فقد أثبتت الدراسات بأن كثرة تعاطيها قد يؤدي إلى الإدمان، بالإضافة إلى كونها مشروبات منبهة أكثر من كونها تهدف لإمداد الجسم بالطاقة والسعرات؛ ذلك نتيجة احتوائها على نسب عالية من الكافيين والمنبهات، ويختلف تأثر الأشخاص بالمنبهات من شخص لأخر، كما يتفاوت الضرر الناتج عنها من شخص لأخر. الحملات الإعلامية التي تنفذها الشركات الكبرى بالمملكة بمختلف وسائل الإعلام هي المحرك الرئيسي لقرار المستهلك بالشراء؛ والمحفزات لشراء المنتج، وإن كانت مضحكة فهي تعطي انطباعًا للمستهلك عن مدى تأثير المنتج عليه ومساعدته على تحقيق الهدف من تعاطيه هذه المادة؛ وغالبًا فإن الفئات التي تتعاطى مثل هذا النوع من المشروبات تتركز في طلاب المدارس وسائقي الشاحنات في الخطوط الطويلة؛ حيث تعمد الفئة الأولى (الطلاب) إلى تعاطي المشروب حتى يبقى مستيقظًا متنبهًا في فترة الامتحانات لاستذكار ما فاته من دروس؛ والتي فاتته بسبب سوء إدارته لوقته أثناء العام الدراسي!؛ أما الفئة الثانية (السائقين) فهذه كارثة أكبر ولا يضر نفسه فقط؛ بل يضر الآخرين؛ حيث سمعنا ورأينا حوادث مرورية مميتة بسبب نوم سائق الشاحنة أو السيارة وارتطامها بأخرى، وغالبًا ما تكون مثل هذه الحوادث ناتجة عن عمل السائق أكثر من ساعات العمل المنطقية والرسمية؛ حيث يعمل بعضهم لما يزيد على أربعة وعشرين ساعة متواصلة!!. إذن فالطالب يبحث عما يسهره بسبب سوء إدارته لوقته؛ والسائق يبحث عما يسهره بسبب عمله أكثر من ساعات الدوام!!. متابعة الطالب دراسيًا بشكل لا يسمح له بالوصول لنتيجة تجبره أن يسهر لتعويض ما فاته؛ أتوقع سيحل المشكلة؛ ومن ناحية السائق فيمكن استخدام التقنية الحديثة لمخالفة وإيقاف أي سيارة لا تتوقف كل ثمانية ساعات مثلاً؛ وهذا يمثل جانب توعية صحية للطالب والسائق ويمثل أيضًا محافظة على أرواح الناس من انفلات هؤلاء المتعاطين لمشروبات الطاقة وتسببهم في الحوادث والوفيات. المستهلك السعودي يواجه العديد من التحديات سواءً من القطاع الخاص الذي يسعى أغلبه إلى الربح بغض النظر عن التنمية؛ ومن القطاع العام الذي تعاني بعض إدارته من ضياع الأهداف وعدم وجود آلية واضحة لموائمة متطلبات المستهلك مع ما ينتجه القطاع الخاص من سلع أو خدمات؛ لمواجهة هذه التحديات يجب أن يؤسس قطاع ثالث من الشعب نفسه؛ فيعمل هذا القطاع على تقييم مستوى المنتجات المقدمة من القطاع الخاص من ناحية؛ وتقييم الآداء الرقابي والإداري بالقطاع العام بما يكفل حماية المستهلك وتحقيق التنمية المستدامة.