×
محافظة المنطقة الشرقية

الفالح: أرامكو تبني ثلاث مصاف للتحويل الكامل بطاقة 1.2 مليون برميل

صورة الخبر

بمجرد أن استلم معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة حقيبة الثقافة والإعلام، وحط رحاله في رحاب وزارته وطفق يجول ويصول بين أروقتها، استشرف المتابعون، بمختلف أطيافهم، من أول وهلة، أنه لا يرضى الجمود، وأنه يعشق التحرك بكل اتجاه، بنظرات متوثبة، ثاقبة، تتوازن مع توجّهات قيادة هذه البلاد الراشدة، لا سيما في هذه المرحلة الصعبة جداً، مما يشي بمواطنة صادقة تجري بدم هذا الرجل، استطاع أن يبسط سيطرته اللا إرادية على سويداء الجميع، بمختلف التوجهات الفكرية وأطياف المجتمع، الجميع يدرك مدى هذا الانقلاب الحركي الذي أحدثه هذا الرجل في قطاعي الثقافة والإعلام، وهو الذي أطلقت عليه في كثير من مقالاتي بأنه (الاستثنائي) في محيط الثقافة والإعلام وسمو الأخلاق، قولاً واحداً، وأظن ليس ثمة من يطارحني في هذه الجزئية، كون إنجازاته في هذين القطاعين، مبسوطة وظاهرة للعيان، من سماته الواضحة، أنه يعمل بصمت، ترك أعماله، هي التي تتحدث عنه، لا نود أن نتناول خصائصه الذاتية، فمردودها له، وإن كان لها التأثير المباشر على الغير، لكن منقبة (التواضع) و(حب الخير للغير) هما من أسمى سمات هذه الشخصية، ناهيك عن ابتساماته العريضة، التي بالكاد تفارق محيّاه، ما علينا، ليس هذا هو (بيت القصيد) تعالوا يا جماعة الخير، ويا أهل التقى والإيمان، إلى واحدة فقط، تعد - من وجهة نظري - أعظم إنجاز لهذه (القامة) التي ستظل تلازمه بعد أن يترجل من هذه الوزارة، بعد عمر مديد بإذن الله، سيكون اسمه بسببها، محفوراً بذاكرة الأجيال الإيمانية في كل مكان، تذكره إزاءها بالخير، هل عرفتم، ماذا أقصد، أيها الأخيار إنه سعيه بفكره السليم، وغيرته على دينه، وولائه التام لقيادته (بإنشاء قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية) هاتان القناتان، تبثان من المسجد الحرام بمكة المكرمة، ومن المسجد النبوي الشريف بطيبة الطيبة، استشعر الوزير خوجة، أهمية هذه الخطوة، ومردودها الإيماني والروحاني، داخل الوطن وخارجه، وللعالم الإسلامي قاطبة، في وقت يموج عالمنا الإسلامي، بموجة التشدد والتطرف، خطوة خوجة، تأتي في إطار، جهود المملكة في نشر الإسلام بوسطيته، خطوة جبارة تعكس اهتمامات قيادتنا الرشيدة بشئون الحرمين الشريفين، في وقت كان أبناء أمتنا لا يعرفون هذه الإنجازات الخرافية، إلا عندما يقدمون للحج والعمرة والزيارة، قناتان، تُعدان، منبران من منابر الخير، والدعوة إلى الله على بصيرة، تجسد وسطة ديننا الحنيف بكل بساطة، قناتان، تنقلان الوقائع داخل الحرمين الشريفين، كما هي، من غير إضافة قد تسبب تشويشاً واضطراباً في التفكير المذهبي، من في أقصى الشرق والغرب، يشاهد ذويه، وهم يطوفون ويسعون داخل الحرم المكي، يلوحون له بأيديهم وإشاراتهم (نحن هنا!) ويشاهدهم في الروضة الشريفة داخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ناهيك عن مشاهدتهم لجهود المملكة لإعمار هاتين البقعتين الشريفتين، إنه (تلفزيون الواقع لا غير) دشّنه الوزير الاستثنائي، بحرفية ومهنية، بتوجيه من القيادة الحكيمة حرسها الله، لم نكن نتوقع حدوث هذه الخطوة الجميلة في ماضي السنين، لكنه الفكر المتحرك والنير، يصنع الإبداعات الجميلة، الدكتور خوجة، يُقدم عصارة فكره «إبداعة جميلة» ليس لمواطني هذه البلاد، فحسب، بل للعالم الإسلامي أجمع، لك أن تجلس أمام شاشة قناة القرآن الكريم، لترى بأم عينك، تلك الجموع الغفيرة، التي تسبّح الله وتكبّره وتذكرُه في حركاتها وسكناتها، كيف سيكون شعورك ؟! بالتأكيد (مشاهد تهز المشاعر) لن أكون مغالياً إن قلت، بمجرد ما أشاهد هذه القناة، وشقيقتها قناة السنة، دون أدنى مجاملة، أول ما يتبادر لذهني، صانع هذا الإنجاز الإيماني العظيم، ولن أكون مغالياً إن قلت، إني ولربما معي غيري من ملايين البشر من المسلمين في أرجاء المعمورة، نتمنى لو كنا نحن صنّاع هذا الإنجاز، لنفوز بالأجر، تشنّف آذانك وأنت تتابع قناة القرآن الكريم وفيها آي الذكر الحكيم يُتلى، وتشنّفها في الطرف الآخر مع قناة السنّة، لتسمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، منبران إعلاميان، يُسجلان سبقاً، بمداد الفخر والاعتزاز، لهذا الرجل الخيّر، خوجة أحدث حراكاً إعلاميا وثقافياً، ليس بالوسع جهله، بدليل الثناء المطرد عليه والقبول المتواتر له من الجميع، هي إشارات مباشرة، يدعمها حضوره الجارف في كافة المناشط الحكومية والأهلية، لاسيما الثقافية والأدبية والفكرية بوجه عام، دون تذمر أو تعال، تراه (ما شاء الله عليه تبارك الله) كالنحلة، كل يخطب أريحيته وشاعريته وأدبه وحضوره، وأخلاقه، ثقافة الاعتذار الموجودة عند غيره، لا تعرف إليه سبيلا، لا نملك غير الدعاء، لمن سلك طريق النقاء...ودمتم بخير.