×
محافظة المنطقة الشرقية

حرس الحدود الجبيل ينقذ ثلاثة شباب من الغرق

صورة الخبر

رجال في الذاكرة الأديب والمفكر وإمام الرومانسية عبد الله عبد الرحمن الجفري – يرحمه الله – بقلم / د.غازي زين عوض الله المدني ولد في مكة المكرمة عام 1939م، ينحدر من نسب أهل البيت، تلقى تعليمه في مكة المكرمة إلى نهاية المرحلة الثانوية القسم الأدبي وحطت به الوظيفة في محطاتها الأخرى بالتدرج الوظيفي والتنقل بين الإدارات الحكومية إلى وزارة الإعلام: مديرية الصحافة والنشر المديرية العامة للمطبوعات. أعيرت خدماته من وزارة الإعلام إلى عدة صحف لسنوات متتالية، فعمل سكرتيرا لتحرير صحيفة البلاد وعكاظ والمدينة المنورة ثم مسئولا عن التحرير في جريدة عكاظ، شغل منصب نائب الناشرين في الشركة السعودية للأبحات والتسويق التي تصدر عن صحيفة الشرق الأوسط اليومية ومجلتي سيدتي والمجلة أسبوعيتان. أشرف على صفحات الثقافة والأدب في صحيفة الشرق الأوسط اليومية وعلى إعداد وتقديم ملف الثقافة في مجلة المجلة. استمر يكتب عامودا يوميا في كل صحيفة احتضنت نشاطاته بعنوان ظلال إلى جانب إبداعاته الأدبية في القصة القصيرة والرواية والمقال الأدبي والإبداعي وكان يكتب لغة الأدب الرمزي الذي اشتهر به بقلم فنان مبدع صانع للغة الأدب الروائي السردي والقصصي في كل فكر إبداعي وتنويري متجدد. كان يملك القدرة أن يأخذ من اللغة اشتقاقا من مفرداتها جملة لا يسبقه بها أحد من الأدباء أو المفكرين، وله قاموسه الخاص الذي يستخرج منه الحروف والكلمات والبوح الذي يصنع منها خياله الإبداعي مجنحا إلى عالم آخر نطلق عليه مصطلح الرومانسية أو مجازا السيريالية التي اشتهر بها كأحد رمزها المميزين وتظهر بصماته عليها وتعرف بشخصيته في عالم الأدب والفكر. لقد كان – يرحمه الله – أحد أعلام الفكر المجددين في صناعة وخلطة الأدب الرمزي وكان ظاهرا ذلك من خلال مقالاته المشهورة التي نشرها عن الأدبي والفكر والثقافة تحت عنوان ظلال في عاموده اليومي الذي كان ينشره في الصحف المحلية والعربية، والقاريء لنصوص ظلال تتضح له صورة التجديد والتطوير الذي كان يحرص عليه عبد الله الجفري في كتاباته الإبداعية سواء من إخراج أو من خلال الترميز بالنقط بين جملة وأخرى أو من علامات الاستفهام التي تقف في معظم جملها تاركا للقاريء أن يجتهد في مفهومها ومعانيها ولديه القدرة الفائقة لتوصيل المعلومة للقاريء وذلك بهدف نقدي أو شخصي يرسم خطاها بالحروف والكلمات والجمل المتقاطعة، وفي كتابته لم يكتشف حتى الآن من ينافسه أو يقارعه في ملكة الإبداع. كان يوصل المعلومة ببوصلة خطابه بشكل رمزي دون الإسهاب في الجمل المطولة بل يختزلها في المعنى الإبداعي المفيد المغلف بجمل واحدة مترابطة الأوصال، تلك موهبة انفرد بها وصنعها في أرشيف قاموسه الأدبي بمفردات لغوية ثرية وحتى في مجال التكنولوجيا والتعريف بها باللغة العربية تلك صناعة تطلب من المبدع أن يكون ملما بلغة التكنولوجيا حتى يستطيع تعريبها للغة العربية. نأخذ على سبيل المثال مصطلح واحد من التكنولوجيا الفاكس يستخرج منه جملة مركبة اصطلاحية التفكيس. لقد افتتح صالوني الثقافي الأدبي بالقاهرة في أول نشأته وفي بداية حياته وظهوره على الوجود في أول تكريم في منزلي بالقاهرة في الجيزة التي كان يعيش فيها المفكر الكبير سمير سرحان –يرحمه الله – والذي اشتهر منه وقدم سيرته الذاتية المشهورة، تلك خرجة بسيطة اقتضت ضرورة الحديث عن ذكر المكان والزمان، وكان النجم المكرم في الحلقة الأولى من حلقات سلسلة التكريمات، إنه الأديب والمفكر الجفري إمام الرومانسية كما يطلق عليه بعض الأدباء والمفكرين، حدث ذلك التكريم بحضور كوكبة من المفكرين وعلى رأسهم العالم والمفكر د.سيد محمد قطب، وجهابذة السياسيين والإعلاميين. في تلك الجلسة الأدبية انبرى مجموعة من المفكرين الحاضرين التكريم بالسباق بخطاب الإشادة بمسيرة المكرم ودونت تلك الخطابات ومراسم الحفل في إحدى إصدارات الصالون، تلك المناسبة التي شرف بها الصالون وكان من علامات التكريم وأضوائه، كان عبد الله الجفري له كاريزما وله قوة التأثير على الحضور في تلك المناسبة، لقد دبج تقديمه في التكريم المفكر الكبير سمير سرحان – يرحمه الله – ثم توالت الخطب التي قدمت دراسات نقدية في أدبه ولغته الشعرية، كان يكتب النثر بلغة الشعر حتى أن بعض علماء اللغة شطر نثره إلى لغة شعرية ظنا منه أن قصائد شعرية في ثوب رومانسي، وبعد أن فارق الحياة – يرحمه الله – لم ينقطع ذكره في كل تكريمات الصالون كما هو الحال للمفكر الكبير د.سمير سرحان، بحكم أنهما شاركا في تأسيس الصالون. وبجملة مفيدة اختتم بها مقالي رجال في الذاكرة إن علاقتي بالجفري – يرحمه الله – كانت حميمة تنعم بالمحبة والاحترام المتبادل والصداقة المتينة، وكتب في كثير من مقالاته عن الصالون وفعالياته وعني شخصيا في جريدة الشرق الأوسط وعكاظ ومازلت احتفظ بها كمعلقة وأعلقها وساما على حلقي، كنت أتمنى أن تكون له جائزة أدبية سنوية من المؤسسات الثقافية الحكومية أو من القطاع الخاص ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. وعلى ذكر الجوائز يسرني أن أذكر في تلك المناسبة على سبيل المثال وليس الحصر الجائزة التشجيعية في الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حصل عليها الأديب عبد الله الجفري في عشرين ديسمبر 1984م تقديرا على كتابه الذي صدر حوار في الحزن الدافيء كما حصل على جائزة على ومصطفي أمين في الصحافة عام 1992م على مقالاته الرائعة، وتتوالى الجوائز في المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين إشراف جامعة أم القرى، تقديرا لدوره البارز في إثراء الحركة الأدبية والثقافية في الممكلة سنة 1998م وجائزة المفتاحة 1421هـ الموافق 2000 م عن لجنة التنشيط السياحي تكريما لجهوده المتميزة في الكتابة والصحافة كما حصل على الزمالة الفخرية من رابطة الأدب الحديث في القاهرة وشهد التكريم الجمعية العربية للفنون والثقافة والإعلام التي أسسها الروائي يوسف السباعي وذلك تقديرا لإنجازاته الجليلة وعطائه الواصل للمجتمع سنة 1986م. ولم تغب جائزة تقديرية من صحيفة الرياض 1422هـ وتسمى جائزة التنوع والالتزام وله من المؤلفات نصيب الأسد 24 كتابا وكان يتمنى أن يصدر كتابه بعنوان مشواري على البلاط سيرة ذاتية صدرت عن الاثنينية لعبد المقصود خوجة قبل أن تعاجله المنية ولكن لظروف حالت دون إخراج الكتاب وهو على قيد الحياة، والكتاب يصنف من أدب المذكرات، وودع الحياة يوم الخميس 2 شوال 1429هـ الموافق 2 أكتوبر 2008م بعد صراع مع المرض زامله طويلا – يرحمه الله تعالى . ا